دراما الخليجية

خلال سنوات، ومن مشاهدات عدة للدراما الخليجية عموماً والإماراتية خصوصاً، أصبحت أتساءل عن السبب الذي يتم فيه تجسيد الشخصية الكوميدية في ثياب رثة واسم مضحك، لماذا هذا القالب الهزلي الذي يحوي قدراً كبيراً من الإسفاف؟ هل الهدف من صناعة تلك الشخصية هو الضحك على الثياب والاسم؟ هل من المتصور أن نكون أمام شخصية مضحكة، لكنها مجسّدة في شخصية واقعية تعكس إحدى شخصيات المجتمع؟ إننا لا نريد أن نضحك من أجل الضحك، فالاستخفاف بعقل المشاهد الذي لم يعد يضحكه هذا الإسفاف هو أمر غير مقبول، بل نحتاج إلى ضحك هادف ضمن مواقف حياتية، وهو ما يعرف بكوميديا الموقف.
في اعتقادي أن صنّاع الدراما أسهموا بشكل كبير في إنزال الدراما تلك المنزلة المتدنية، لا أحب عبارة "الشارع يريد ذلك"، فالذوق العام مصنوع وليس فطرياً، والارتقاء بالذوق العام هو تغيير في السلوك، والسلوك الإنساني متغير لا شك، بمعنى أن صنّاع الدراما، أياً كان نوعها، قادرون على إحداث تغيير في الذوق العام، فالذوق العام هو ثقافة المجتمع، وهو نتاج ثقافة أشخاصه، فثقافة الشخص مؤشرٌ جيد إلى معطيات هذا الشخص ومكوناته المعرفية، تلك الشخصية التي تشكّل ملامحها أدوات معرفية عدة، منها الكتب ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المواد السمعية والمرئية التي تعرضها شاشات التلفزيون والإذاعة.
لم ينجدنا وسط هذا الخضم سوى لحظة من لحظات الإعلامي المبدع ابن بلدي، ياسر حارب، إنني أحرص كل الحرص على عدم تفويت أي حلقة من حلقاته، لأنه يمس المتغيرات العلمية الجديدة والمحيطة بنا، التي نجهل نشأتها وطبيعتها وآثارها في حياتنا، فالبرنامج يناقش الابتكارات والعلوم وأمراض العصر وحتى الكافيين؛ فريق عمل البرنامج من الشباب ممن يحملون الفكر الجديد، وكانت هذه فرصتهم ليقولوا نحن هنا، فالغرافيكس والصوت والمؤثرات، استطاعت أن تصنع لوحة فنية جميلة بأيدٍ إماراتية شابة نفتخر بها لتقدّم لنا إعلاماً هادفاً.