أعرب شيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، عن أمله بأن "يكون هناك علاقة جديدة يسودها الإحترام والتقدير المتبادل مع الفاتيكان مع قدوم البابا الجديد، خليفة البابا بنديكتوس السادس عشر الذي قدم استقالته الإثنين"، مضيفًا أن "المطلوب من البابا الجديد هو عدم مهاجمة الإسلام، ودعم العلاقات مع الأزهر بشكل متكافئ، وأن يكون أساس العلاقات بين الطرفين هو أن الأديان تُكمل بعضها ولا تنافس بعضها". وقال مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان، الدكتور محمود عزب، إن "استعادة العلاقات مع الفاتيكان تتوقف على الأجواء الجديدة التي سيخلقها البابا الجديد، وأن المبادرة الآن في يد الفاتيكان لتحسين العلاقات، ونحن نرجو بالطبع أن يكون هناك تقدمًا في العلاقات"، موضحًا أن "أسباب تدهور العلاقات بين الفاتيكان والأزهر ترجع إلى تراكم مواقف وإهانات كثيرة ضد المسلمين، وأن الأزهر رد عليه حينها". وقد أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر، الإثنين، بشكل مفاجئ استقالته، التي تُشكل سابقة في تاريخ الكنيسة، مرجعًا الأمر إلى تقدمه في السن، ورغم انخراط مؤسستي الأزهر والفاتيكان في جولات من الحوار البناء، وبخاصة في عهد البابا يوحنا بولس الثاني، إلا أن تصريحات البابا بنديكتوس حول الإسلام ووضع المسيحيين في الشرق الأوسط، أثرت سلبًا على تلك العلاقات، حتى وصلت إلى درجة التجميد. وكان بنديكتوس السادس قد ربط بشكل غير مباشر بين الإسلام والعنف، في خطاب له في جامعة ريغينسبرج في مدينة ميونيخ الألمانية في سبتمبر 2006، وهو الأمر الذي أثار تظاهرات غاضبة في العالم الإسلامي. ويدور حوار الأديان حول إقرار مفاهيم السلام والتعايش بين الشعوب، والقضاء على نزعات التعصب والتطرف الديني، وإعلاء القيم الإنسانية، وهو الأمر المطلوب من أجل تحقيق جزء من السلام العالمي.