فازت الكاتبة والجامعية والباحثة عائشة بنعمور بنيس، اليوم الأربعاء، بجائزة كوتنبرغ الكبرى للكتاب عن عملها بعنوان "رسائل من فاس، عالمها الخاص بها"، وذلك في فئة الإبداع الأدبي باللغة الفرنسية. وتقوم الكاتبة من خلال هذا العمل الإبداعي، الذي صدر عن دار النشر الفرنسية "لو سيغيي" بتعاون مع دار النشر المغربية "لاكروازي دي شومان"، باسترجاع الذكريات من خلال رسائل مطولة إلى إحدى صديقات الطفولة، والبحث عن لحظات المرح والمعاناة، شاهدة بذلك على التحولات التي عرفها المجتمع المغربي عبر جيلين اثنين. وذكر  محمد برادة، رئيس جمعية أصدقاء كوتنبرغ المغرب، خلال حفل إعلان الفائزة بهذه الجائزة، أن هذه الرواية عبارة عن سرد استرجاعي للذاكرة وتحفيزها لرسم ملامح شابة مغربية في مراحل فارقة في حياتها.وأضاف أن هذا العمل "ليس نسأئيا ، ولا حتى من إلهام نسائي بصورة حصرية، إنه صعود مخلص بعمق، ومن دون أية رقابة ذاتية، لتوصيف تنشئة ثقافية وعاطفية لا تريد أن تكون مثالية، لكن تسعى لأن تكون نموذجية في الجهر بالحقيقة الواقعية".أما  عبد القادر الرتناني، عضو جمعية أصدقاء كوتنبرغ المغرب، التي تهدف إلى تشجيع الكتابة والثقافة، فأكد أن هذه الجائزة تمثل إضافة للجوائز الأدبية في المغرب، والتي هي جوائز لا تكفي لمكافأة الكتاب والمبدعين.  وأضاف أن أصدقاء كوتنبرغ المغرب يعتزمون من خلال إحداث هذه الجائزة السنوية المساهمة في تشجيع الكتاب والقراءة، والعمل من خلال أنشطتها المتعددة، وخاصة منها توزيع الكتب والحواسيب وتجهيز المكتبات على إقامة "سلسلة من الكتب" تكون في متناول كافة المواطنين.وذكر أن مكتبة متنقلة في حافلة سيتم تهيئتها ، بتعاون مع مؤسسة "مجيد"، لتعبر عدة مناطق مغربية وخاصة القروية لتوزيع الكتب على القراء من مختلف الأعمار. وأضاف أن الفائزة قررت منح هذه الجائزة (10 آلاف درهم) إلى جمعية "إحسان" للأطفال المتخلى عنهم، ومؤسسة الدراسات العليا للتدبير للطلبة المتفوقين الذين لا يتوفرون على الامكانيات.من جهته، قام  خليل الهاشمي الإدريسي ، عضو جمعية أصدقاء كوتنبرغ المغرب، بتسليم الجائزة إلى إحدى صديقات الفائزة، التي تخضع للاستشفاء بفرنسا، مبرزا أن الهدف من هذه الجائزة، هو تكريم المبدعين المغاربة وتشجيع الكتابة والقراءة.أما  عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب، فقد أكد على أهمية هذه الجائزة التي تروم تشجيع الكتاب والمبدعين، مبرزا أن الاتحاد، الذي يعد شريكا في هذه المبادرة، عمل منذ 22 سنة على إحداث جائزة للكتاب الشباب وتسليمها إلى المبدعين منهم في سبعة أصناف إبداعية. وأضاف  العلام أن الفائزين بجائزة أصدقاء كوتنبرغ يمكن اعتبارهم أعضاء في اتحاد كتاب المغرب، مشيرا إلى أن هذا التعاون بين الاتحاد وأصدقاء كوتنبرغ يمكن تجسيده عبر اتفاقية شراكة لتعميق هذا التعاون لخدمة الكتاب وتشجيع القراءة في المغرب.كما أكد أن الاتحاد يشرف على مشروع سيتم إطلاقه في غشت القادم لتشجيع القراءة بالمغرب عبر "قطار القراءة"، الذي سيتم إطلاقه بمناسبة الذكرى المائوية لتأسيس المكتب الوطني للسكك الحديدية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يشمل توزيع العديد من الكتب في محطات القراءة على زبناء المكتب من المسافرين. تجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل هو الحفل الثاني لتسليم هذه الجائزة، التي تم إحداثها من طرف جمعية أصدقاء كوتنبرغ المغرب بشراكة مع وزارة الثقافة واتحاد كتاب المغرب، وذلك بعد حفل مماثل نظم بطنجة لتسليم نفس الجائزة في فئة الإبداع بالعربية للكاتب أنيس الرافعي عن روايته "أريج البستان في تصاريف العميان".وكانت لجنة التحكيم، المكونة من سبعة أعضاء، قد اختارت سبعة أعمال إبداعية للتباري على هذه الجائزة ضمن لائحة أولية مكونة من 25 إصدارا نشر في 2012.