تجمع المئات من المثقفين والأدباء العراقيين الجمعة في شارع المتنبي، في إطار احتفال تكريمي للكاتب الكردي الشهير فلك الدين كاكائي الذي توفي مطلع آب (أغسطس) الجاري عن عمر ناهز السبعين سنة، تاركاً إرثاً فكرياً كبيراً. وأقيم التجمع في بيت «المدى الثقافي» التابع لمؤسسة المدى للثقافة والفنون وضمن برنامجها الأسبوعي المخصص لاستذكار رموز الفكر والثقافة والأدب والفن، وسط حشد من أصدقاء الكاتب ومعاصريه والمهتمين بنتاجاته الإبداعية التي كرسها لقضايا الإنسان العراقي في شكل عام والكردي على نحو خاص. يذكر أن الكاتب والسياسي فلك الدين كاكائي الذي شغل منصب وزير الثقافة في حكومة إقليم كردستان مرتين، ولد في إحدى القرى القريبة من محافظة كركوك المتنازع عليها، عام 1943، وتوفي مطلع الشهر الجاري في مدينة أربيل نتيجة أزمة قلبية. بدأ حياته السياسية الثقافية ضمن حركة اليسار وانتمى مطلع الستينات إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الآن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وأبرز ما تميز به الكاتب الراحل كاكائي، الذي كان صوتاً كردياً داعياً إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى، إتقانه العالي الكتابة باللغة العربية. ومن أشهر مؤلفاته «بطاقة يانصيب» وهو عمل روائي يتحدث فيه عن التراث العراقي. وله مئات المقالات الصحافية. وعمل رئيساً لتحرير صحيفة «التاخي» الكوردية بطبعتها العربية في العاصمة بغداد. من مؤلفاته «العلويون»، و «حلاجيات»، و «البيت الزجاجي للشرق الأوسط»، و «موطن النور» الذي يتحدث فيها عن موطنه كردستان الجميل، مستذكراً حياة ثوار الجبال، عندما كان وجها بارزاً في النضال المسلح.