هنأ جلالة الملك عبدالله الثاني أبناء وبنات الوطن والأمة العربية والإسلامية، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، الذي يصادف اليوم الثلاثاء. وقال جلالته في تهنئته " أبناء وبنات شعبي الأردني العزيز، يطيب لي، وبمناسبة حلول العام الهجري الجديد المعطر بسيرة جدنا الأعظم، خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن أشارككم وأشارك الأمة العربية والإسلامية التهنئة بهذه المناسبة المباركة، سائلا المولى عز وجل أن يعيدها بالخير واليمن والبركات على شعبنا وأردننا الغالي، وكل عام وأنتم والوطن بألف خير". ورعى جلالة الملك اليوم في مسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الحفل الديني الكبير الذي أقامته اللجنة الوطنية للاحتفال بالمناسبات الدينية في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة. وقال وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية، الدكتور هايل داود، في كلمته خلال الاحتفال، إن الهجرة لا تعني فقط قطع المسافات وترك الأوطان، بل الهجرة هي الخلوص من حظ الأنفس وشهواتها والتجرد لله عز وجل، والارتقاء فوق المصالح الشخصية، وتغليب مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد. وأضاف "أنها انحياز إلى المثل العليا والقيم الكبرى بدل الانحياز إلى الإقليميات والعصبيات، فلا هجرة بعد الفتح ولكن جهادا ونية، جهاد بناء المجتمع المسلم الأنموذج بقيمة وتحضره وتقدمه الذي يشهد لهذا الدين بأحقيته لقيادة البشرية نحو الأمن والسلام والعدل، لا جهاد قتل الأنفس البريئة، والتفجير والإرهاب". وأوضح أن "القيادات الدينية تجتمع في هذا البلد في ظل قيادة راشدة، لتأخذ على عاتقها متعاونة متآزرة تعميق قيم هذا الدين في كل مجالات الحياة، قيم الوسطية والاعتدال لا التطرف والتشدد، والتوازن لا الانحياز، الإيجابية لا السلبية، ومنطق الوسطية التي هي من أخص خصائص هذا الدين". ولفت وزير الأوقاف إلى أن الوزارة تجري حاليا مراجعة شاملة لأداء عملها في كل الجوانب والمجالات من الوعظ والإرشاد وفعاليته ودوره في إرساء المفاهيم السليمة والقيم الأصيلة وتأمين كوادره وتأهيلها وتدريبها، إلى التعليم الشرعي ودور القرآن الكريم، وإلى الزكاة وتفعيل دورها في محاربة الفقر والبطالة وتعظيم إيراداتها وتوعية الناس بأهميتها، وإلى الأوقاف ورسالتها ودورها التنموي الاجتماعي الاستثماري. من جانبه، قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة في كلمته إن الهجرة التي قام بها النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة تعد حدثا مهما، إن لم تكن أهم الأحداث التاريخية على امتداد العصور الإسلامية المختلفة. وأشار إلى أن الهجرة لم تكن حادثة عفوية، وإنما اشتملت على كثير من التخطيط والتدبير، مستذكرا دور الصحابة الكرام الذين هاجروا مع الرسول الكريم، وتفاصيل رحلة الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وبين سماحته أن "الرسول الأعظم أرسى في هجرته دعائم الوحدة الوطنية بين فئات المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة، وأزال أحقاد الجاهلية، وسوى المنازعات الحادة بين الأوس والخزرج، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وعقد معاهدات الأمن والسلام والدفاع بين المسلمين ويهود المدينة". وفي كلمة لرئيسة جمعية ملتقى الإعمال الخيرية، ريم الناصر، أشارت إلى أن هذه المناسبة العظيمة شكلت عبر تاريخ الإسلام نقلة نوعية في حياة المجتمع، فبعد الخوف والقلق والإيذاء قامت دولة الإسلام، وفق نظام فريد أناط بكل فرد من أفراد المجتمع دورا بناء وفاعلا. وقالت "إن من أعظم انجازات الهجرة النبوية المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، تلك الخطوة التي تجلت فيها أجمل معاني الأخوة والإنسانية وتقبل الآخر واحترام سائر الديانات السماوية". وفي ختام الاحتفال، ألقى العين حيدر محمود قصيدة شعرية ابرزت قيمة هذه المناسبة العظيمة والمعاني المستفادة منها. وحضر الاحتفال عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء، ورئيسا مجلسي الأعيان والنواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من مستشاري جلالة الملك، وقاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية، والوزراء، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدراء الاجهزة الأمنية، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي في عمان.