اكد رئيس نادي الإبداع في الكرك المهندس حسام الطراونة، أن الإبداع في العالم العربي بأدنى مستوياته، "وليس له مكان في سلّم اولوياته". واضاف خلال محاضرة له في منتدى الفحيص الثقافي مساء امس بعنوان (تنمية الابداع في الاردن) ان الإبداع ليس ترفاً، ويحتاج إلى دعم كبير من الجهات الرسمية والأهلية، مشيرا الى ان الدول المتقدمة تخصص الأموال الطائلة لتشجيع الإبداع والبحث العلمي، كونه يعود على اقتصاداتها بفوائد جمّة، ويقود إلى المزيد من الرفاهية. واشار الى ان القطاع الخاص في اليابان يموّل 70 بالمئة من البحث العلمي؛ وتصل نسبة هذا التمويل في كل من الولايات المتحدة واسرائيل الى 52 بالمئة، في حين لا تتجاوز النسبة في البلدان العربية 3 بالمئة. وبين الطراونة ان هناك هيئتين فقط تهتمان بالإبداع في الاردن من مجموع 3800 هيئة وجمعية يضمّها سجل الجمعيات، في حين يوجد 275 جمعية للمعوّقين، على سبيل المثال. وعرض الطراونة في محاضرته التي ادارها امين سر المنتدى الدكتور سليمان صويص لمعوّقات الإبداع في الأردن، ومنها ضعف الثقة بالنفس لدى الأشخاص المبدعين، ووجود العديد من "العراقيل"، والنظر أحياناً باستهزاء إلى أفكار الأطفال وعدم حملها محمل الجد، وعدم تمتع الطفل بالاستقلالية او تشجيعه على إبداء رأيه، إضافة إلى الخوف أو الخجل من الكبار. واشار في هذا السياق الى "المعوّقات التعليمية" ومنها الاعتماد على أسلوب التلقين وحشو المعلومات، بدلاً من التحفيز على التفكير والتحليل والنقد الإبداعي والربط بين الظواهر المختلفة، لافتا الى ان الوضع في الجامعات لا يختلف كثيراً عمّا هو في المدارس من حيث غياب البحث العلمي تقريباً، وعدم التشجيع على الابتكار وتوليد الأفكار الجديدة. وتحدث عن التجارب الناجحة والإنجازات التي حققها نادي الإبداع في الكرك خلال السنوات القليلة الماضية، ومن بينها حصول عدد من الشباب والشابات أعضاء النادي على جوائز مهمة على الصعيدين العربي والعالمي في مؤتمرات ومسابقات للموهبين.