دعا ناقدان سينمائيان وزارة الثقافة والقنوات التلفزيونية المحلية والمؤسسات التي تعنى بالنشاطات الثقافية في القطاعين العام والخاص الى الاضطلاع بدورهم في تشجيع ثقافة الصورة التي بدا الشباب الاردني في اختيارها كوسيلة ابداع وصناعة وتعبير عن قصص وحكايات بيئتهم .وأشار الناقدان محمود الزواوي وناجح حسن في محاضرة نظمتها مديرية الثقافة في الزرقاء مساء امس الاثنين في مركز الملك عبد الله الثاني بعنوان ( السينما والثقافة السينمائية في الاردن ) ادارها الكاتب محمد المشايخ ان صناعة الافلام الاردنية غدت اليوم تحتل مكانة لائقة الى جوار سينمات البلدان العربية بل ووصلت الى حدود العالم لدى مشاركاتها المتتالية بالعديد من المهرجانات السينمائية الدولية واصابت هناك بعض النجاح والاعجاب والجدل وظفرت بجوائز وثناء النقاد . ولفتا بهذا الصدد الى تجارب المخرجين محمود المساد وامين مطالقة وزيد ابو حمدان ورانيا الشريف وناجي ابو نوار ووداد شفاقوج وماجدة الكباريتي وعبدالسلام الحاج ودارين سلام ويحي العبدالله واصيل منصور وسواهم كثير.وتحدث الزواوي الذي قدم للمكتبة العربية مؤلفات تعاين مسيرة الفيلم الاميركي وتياراته واساليبه في اكثر من حقبة، عن محطات في مسيرة السينما الاردنية منذ حقبة خمسينيات القرن الماضي الى اليوم متوقفا وكاشفا عن قدرات في بدايات انطلاقة السينما الاردنية بأفلام : صراع في جرش ووطني حبيبي مرورا بافلام حكاية شرقية والافعى وصولا الى الجمعة الاخيرة ليحيى العبدالله ومدن ترانزيت لمحمد الحشكي والشراكسة لمحي الدين قندور ولما ضحكت موناليزا لفادي حداد وفرق 7 ساعات لديما عمرو . وتوقف الزواوي على الدور الذي لعبته الهيئة الملكية الاردنية للافلام كمظلة للمواهب والطاقات الاردنية في مجال صناعة الافلام فضلا عما تضطلع به من تحفيز شركات الانتاج السينمائي العالمي على تصوير اعمالها بارجاء الاردن كنوع من الاستثمار في قطاع صناعة الافلام .من ناحيته كشف الزميل الناقد حسن عن اوجه التنشيط السينمائي الذي تميزت به الحياة الثقافية بالاردن ابان تواجد الصالات السينمائية المحلية في اكثر من مدينة اردنية قبل ان يجري التحول عنها بفعل تنامي ثورة التكنولوجيا والاتصال بالعالم الى صالات حديثة تتركز في العاصمة في مراكز تجارية . وبين ان الاردن كان من بين البلدان القليلة التي عاصرت تجربة نوادي السينما التي امتدت عروضها لتشمل مناطق نائية مذكرا بجهود الناقد السينمائي الراحل حسان ابو غنيمة وجهود لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان التي يشرف عليها الناقد والمخرج عدنان مدانات وايضا برامج وفعاليات الهيئة الملكية للافلام , جميعها ساهمت بتقديم عروض لافلام سينمائية من ثقافات انسانية متباينة ادت الى الارتقاء بذائقة المتلقي .