يحتضن متحف الفنون و التقاليد الشعبية بالمدية انطلاقا من يوم الأحد و إلى غاية الخميس المقبل أيام الفيلم حول " التراث الصحراوي" التي تسلط الضوء على الثروات التي تزخر بها هذه المنطقة الشاسعة من أرض الوطن و التي تبقى محل إعجاب و فضول بالنسبة للباحثين و السياح الوافدين إليها من مختلف أرجاء العالم. و يشارك في هذه الطبعة الثانية من نوعها الحظيرتان الوطنيتان لكل من " الأهقار" و " الطاسيلي" إلى جانب المتحف الوطني " الباردو" الذين سيعرضون بالمناسبة بعض المجموعات النادرة للتراث الصحراوي الجزائري بالإضافة إلى تقديم سلسلة من الأفلام الوثائقية حول التراث المادي و اللامادي النفيس للمنطقة . كما ستكون الفرصة سانحة أمام الزوار لاكتشاف الكنوز التي تحتويها فيفاء الأهقار الشاسعة و التعرف أكثر على تقليد عريق لا يزال متبعا بمنطقة جنات بولاية إليزي و المتمثل في حفل " السبيبة" الشاهد على روح التضامن و التآزر التي يمتاز بها سكان هذه المنطقة منذ القدم . و يتضمن برنامج هذه التظاهرة عرض شريط وثائقي حول تاريخ آخر حيوان من فصيلة السنوريات الذي عاش بهذه المنطقة الصحراوية و الذي كان ظهوره خلسة مطلع القرن ال20 محل فضول المؤرخين و الباحثين في أصل الأجناس لتلك الحقبة الزمنية. و يتعلق الأمر بنوع من الفهود يطلق عليه سكان منطقة الأهقار اسم " أملاس" الذي عاش لعدة قرون بهذا الجزء من الصحراء الجزائرية و كان محل اهتمام كبير من طرف المختصين. كما أن الجمهور مدعو بنفس المناسبة لاكتشاف الفن المعماري للجنوب من خلال التجول عبر الصورة عبر طرقات و أزقة " القصور" وهي بنايات من الطين تبرهن على مدى مهارة البنائين الذين أنجزوها بهذه المنطقة المعرضة على مدار السنة لضربات الشمس.