الدكتور مانع سعيد العتيبة

أن تعزف شعراً على أوتار الوجع، فكأنك تتحدى كومة من صخور تقبع فوق صدرك، وتتمسك بالأمل متحدياً جراحك وآلامك، معلناً للجميع قدرتك على التحدي والانتصار، وحين يسير الوطن كالدماء في شرايين أبنائه، يتحول الشعر إلى سيمفونية عذبة تنبض حباً وفخراً وكرامة.

من أجل الوطن ارتقى الشهداء، لترثيهم أقلام شعراء وأدباء ومثقفين، حفر فيهم الألم عميقاً، فانهمرت مشاعرهم وأحاسيسهم كأمطار لا تتوقف، وامتلأت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات تباينت بين الألم والمرارة، والفخر والعزة برجال الوطن البواسل.

من لندن، انطلقت مشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة، كما انطلق مداد قلمه لينقش قصيدة فخر وعز، هي قصيدة حملت عنوان "شهداء الإمارات"، وتقول كلماتها، "لأن الإمارات أهل الحمية وأهل الشهامة والأريحية.. فما كان يمكن ألا تلبي.. نداء يصيح أغثني خوية.. وليس بمال تلبي ولكن.. بروح ومال ونفس سخية".

هكذا هي الإمارات، لا تكاد تسمع النداء حتى تلبي بكل طاقاتها، وتلبيتها لأشقائها لا تكون بالمال فقط، بل بالروح والنفس، وكم سخت في ذلك.

وكحبات مطر لؤلؤية انهمرت أشعار علي الخوار كمشاعره، فأتت منسابة كنبع صافٍ، وقف معزياً وطنه بكلماته، فقال "عظم الله أجرك يا وطن.. في شهداك وخيرة رجالك.. شعبك الوافي رهن أمرك.. ما ذخر في شفك عيالك"، ولم يكتف الخوار بذلك بل كتب: "أنا جندي وكل اللي ترى ودي.. أموت واندفن في تربة بلادي.. أنا لك يا وطن في خدمتك جندي.. في ميلادي وفي لحظة استشهادي".. هذا هو الخوار، شاعر الوطن وابنه المخلص، في كل مناسبة له كلمة، وفي كل مشهد له قصيدة.

ولأنه ابن وطن لا يقبل إلا بالنصر والعدالة، لم يكتب الشاعر جمال بن حويرب قصيدته بعد، إذ لا يزال ينتظر النصر، وعبر صفحته على "تويتر" غرَّد "قالوا لي اكتب مرثية في شهداء الإمارات، قلت: أتشرف ويتشرف بهم شعري، ولكني لن أكتب حتى نأخذ ثأرنا من عفاش والحوثي ونقدمهم للعدالة قريباً جداً".. هذا هو ابن الإمارات، لا يتنازل عن حقه ومبادئه، ولا يقبل إلا برأس لا يعرف الخضوع.

"القلب من الأحزان موجوع.. والراس من فعلكم مرفوع"، بهذه الكلمات عبرت الأديبة نجيبة الرفاعي عن مشاعرها تجاه شهداء الوطن، فالروح رخيصة في سبيل الوطن.
ولم تتوقف التغريدات عند هذه فحسب، بل تعج مواقع التواصل بأجمل المشاعر، وتمتلئ بحبر أقلام أبناء الوطن الذين عبروا من خلالها عما يختزل في قلوبهم من أحاسيس تفوق الوصف.