المفكر اللبناني جورج قرم

 أرجع المفكر اللبناني الدكتور جورج قرم ما تعانيه الأمة من تحولات عصيبة على اكثر من صعيد الى اسباب اجتماعية واقتصادية تتعلق بتفشي البطالة والاقصاء والتهميش وعدم العدالة والمساواة لقطاعات واسعة من الناس , ومنها المرأة على وجه الخصوص .

ورسم قرم في محاضرته المعنونة (استشراف المستقبل العربي) التي القاها امس الثلاثاء ضمن برنامج معرض عمان الدولي للكتاب، سيناريوهات عديدة لمآلات تلك التحولات , الاّ انه وضع جملة من الاقتراحات والشروط التي يمكن من خلالها تجاوز تداعيات وخيمة .

وقال في المحاضرة التي قدمه فيها امين عام منتدى الفكر العربي الدكتور الصادق الفقيه" ان المشهد الذي بات يسود ساحات عربية عديدة جرى عليه تعليق آمال كبيرة لكن الحصاد البادي امام الجميع هو بمثابة يأس وفاجعة وهو اشبه بالجحيم في بعض اجزائه " .

واضاف قرم صاحب كتاب ( انفجار المشرق العربي ) وشغل منصب وزير المالية في احدى الحكومات اللبنانية السابقة انه "طالما حذر في كتاباته من تلك المخططات الاجنبية الداعية الى بث الفتنة بين مكونات الامة، لافتا الى ان الشخصية العربية ظلت على الدوام ومنذ العصر الجاهلي اسيرة لثقافة الفتنة التي ما زالت احداثها عالقة في الذاكرة والموروث العربي دون ان يتكفل العقل العربي في النأي عن اثارها والتعلق بقيم انسانية ديمقراطية تعلي من شأن المرأة وتحتكم الى صناديق الاقتراع فضلا عن الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا وتطوير الاقتصاد" .

ورأى انه لا يمكن دراسة قضايا الحرية وعمل المؤسسات الديمقراطية الطابع بمعزل عن قراءة الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات العربية مبينا ان هناك اشكالية ظل المجتمع العربي يعاني منها طيلة العقود الخمسة الاخيرة وتكمن في عدم وجود انتخابات حرة ولئن وجدت فهي عاجزة عن بلوغ شرطها لان من يتمتع بالمال هو الذي يتحكم بنتائجها.

وحذر المحاضر من مشروعات التجزئة والتفتيت لايجاد كيانات جديدة على انقاض مكونات سايكس بيكو، مشيرا الى ضغوطات مؤسسات دولية هي اشبه بالوصفات الاقتصادية التي تنال من ركائز وهيبة الدول ساهمت بالتالي في تأجيج مشاعر السخط والعنف لدى الناس البسطاء.

وطالب بضرورة مراجعة جريئة وشاملة وايجاد الحلول للقضايا الخلافية عبر الحوار بين الرأي والرأي الاخر، والعمل على تغيير الخطط الاقتصادية والتنموية السائدة في المنطقة العربية التي قادت الى الفشل والاخفاق والتي اوقعت قطاعات ليست بالقليلة في فخ التطرف والارهاب.

وتلافيا لانهيار النظام العربي، شدّد قرم على اهمية التركيز على قطاع الزراعة، والبحث عن فرص عمل حقيقية جديدة للعاطلين، والاعتناء بهموم وتطلعات المرأة العربية ومساواتها في جميع حقوقها مع الرجل، والحد من هجرة الادمغة العربية وتوطينها في بيئتها، والحفاظ على مكونات الاقليات في النسيج الاجتماعي للدولة العربية بلا تمييز فهم مواطنون متساوون في جميع الحقوق والواجبات.

يشار الى ان فعاليات وبرامج معرض عمان الدولي للكتاب تتواصل في كلية التربية الرياضية- خلف المركز الثقافي الملكي - لغاية يوم الثالث عشر من الشهر الجاري في فترتين: الاولى من الساعة التاسعة صباحا ولغاية الثانية ظهرا، والثانية من الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر ولغاية العاشرة مساء .