الناقدة الإماراتية الدكتورة أمينة ذيبان

كشفت الجائزة العالمية للرواية العربية، الثلاثاء، عن الأعمال الستة التي وصلت إلى القائمة القصيرة في دورة 2016، والتي تنتمي إلى خمس دول هي: فلسطين (روايتان)، والمغرب، ومصر، وسورية، ولبنان.وتضم القائمة القصيرة: "نوميديا" (طارق بكاري - المغرب)، و"عطارد" (محمد ربيع - مصر)، و"مديح لنساء العائلة" (محمود شقير - فلسطين)، و"مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" (ربعي المدهون - فلسطين)، و"سماء قريبة من بيتنا" (شهلا العجيلي - سورية)، و"حارس الموتى" (جورج يرق - لبنان).

وأعلنت النتائج الثلاثاء في مؤتمر صحافي عُقد في النادي الثقافي في العاصمة العمانية مسقط، بحضور لجنة التحكيم الخماسية، التي ترأستها الشاعرة والناقدة الإماراتية الدكتورة أمينة ذيبان.وذكرت الجائزة في بيانها أن الروايات الست تتميز بمجموعة من الخصائص المشتركة، فرواية "نوميديا" تصور قلق المثقف العربي الباحث عن هويته في مواجهة التمثيلات المختلفة لهذه الهوية، بينما تمثل رواية "عطارد" صرخة عنيفة وواعية بالإحباطات التي آل إليها طموح الحالمين بالتغيير. أما "مديح لنساء العائلة" فتحكي عن التحولات الفلسطينية الجذرية، جغرافيًا وثقافيًا وسياسيًا، وعن الأثر الذي تركته في الأفراد والجماعات، خصوصًا المرأة.

وتتحدث "سماء قريبة من بيتنا" عن يقظة الذاكرة السورية ووجعها؛ تستعيد الألم الشخصي وتطل منه على ضمور الجسد بنبرة أنثوية خافتة لا تفقد بطلتها الأمل في النهوض من جديد. وتعد "مصائر" الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءًا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي. وتقارب رواية "حارس الموتى" المأساة اللبنانية عبر منظور جديد يتساوى فيه الضحايا على اختلاف هوياتهم، الأحياء في الحرب والموتى داخل المستشفى، وتسعى إلى إيجاد أجوبة عن أسئلة عبثية لا أجوبة لها أصلًا.

ويُذكر أن ربعي المدهون سبق له أن ترشّح على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2010، عن روايته "السيدة من تل أبيب" التي صدرت بالإنجليزية عن دار تليغرام بوكس وتشمل القائمة الرواية الأولى لطارق بكري.ويُذكر أيضًا أن كلًا من محمد ربيع وشهلا العجيلي شاركا في ورشة الكتابة الإبداعية "الندوة" التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين في العامين 2012 و2014. وكتبت شهلا العجيلي قسمًا من روايتها "سماء قريبة من بيتنا" خلال تواجدها في ندوة عام 2014، وساعدتها تجربتها في الورشة على إتمام كتابة الرواية.

وكشفت اللجنة عن أسماء لجنة التحكيم التي ظلت طيّ الكتمان حتى أمس، وهم: الدكتورة أمينة ذيبان، رئيسًا، مع عضوية كل من: الصحافي والشاعر المصري سيد محمود، والأكاديمي المغربي محمد مشبال، والأكاديمي والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن. يُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد اختيرت من بين الروايات الـ16 للقائمة الطويلة التي كانت أُعلنت في الشهر الماضي يناير 2016، وهي القائمة التي اختيرت من 159 رواية مرشحة للجائزة من 18 بلدًا، تم نشرها خلال الـ12 شهرًا السابقة.

وذكرت أمينة ذيبان: "شهدت هذه الدورة من الجائزة ترشح أعمال مهمة تمثل تجارب روائية حديثة منفتحة على حقول غير مطروقة سابقًا تندمج فيها الذات الفردية والذات الجماعية. وتشمل هذه الحقول فضاءات نفسية واجتماعية وسياسية وتاريخية، تتميز بانفتاحها على أشكال وأساليب سردية مبتكرة تسائل الموروث الروائي العربي وتتفاعل مع اللحظة المأساوية الراهنة. وقد اتسمت مهمة اللجنة بالمتعة والتحدي".

وبين ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: روايات القائمة القصيرة لهذا العام متنوعة في موضوعاتها وتقنياتها وتجليات شخوصها، تجعل من القريب بؤرة مكثفة في تماهيها مع الوضع الإنساني في أطره الاجتماعية والسياسية، وفي البوح عن مكونات النفس البشرية. شوط كبير مازال أمام الرواية العربية لتقطعه، لكن روايات هذه القائمة تؤشر بتفاؤل متنام إلى أن المسيرة قد انطلقت لتصل إلى قارئ يزداد تفاعلًا مع الأدب الروائي العربي عامًا بعد عام.

وتحدّد 26 نيسان/أبريل المقبل لإعلان اسم الفائز/‏‏الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال سيقام في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50 ألف دولار إضافية.

ويذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وترعى الجائزة "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، بينما تقوم "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" في الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليًا.