استقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الإثنين وفداً من مجلس الشورى الإيراني برئاسة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس علاء الدين بروجردي الذي جدد اتهام إسرائيل بالعمل على تأجيج الوضع في سوريا عبر دعم المسلحين فيها.وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الأسد استقبل وفداً من مجلس الشورى الإيراني برئاسة بروجردي، حيث قال إن "ما يجري في منطقتنا الآن من مخططات تستهدف استقرارها ووحدة أراضيها يحمل البرلمانات مسؤولية أكبر للتنسيق فيما بينها وتوحيد جهودها لمواجهة أعداء هذه الشعوب".وأكد الأسد ترحيب الحكومة السورية واستعدادها للتعاون مع إيران في المجال البرلماني وغيره من المجالات "التي تعزز علاقات الأخوة بين شعوب منطقتنا".من جانبهم جدد أعضاء الوفد الإيراني التأكيد على تأييد إيران لبرنامج الحل السياسي للأزمة السورية ورفضهم لسياسات بعض الدول الإقليمية والدولية الساعية إلى تأجيج الأوضاع في سوريا عبر دعم المسلحين.وأكد بروجردي في مؤتمر صحافي عقده بدمشق، أن "إيران ستستمر في دعم سوريا حتى تنتهي الأزمة التي تعاني منها بشكل كامل"، لافتاً إلى أن "سوريا تمثل الخط الأول في جبهة المقاومة للتصدي للعدو الصهيوني".وشدد بروجردي على أن "إسرائيل لا تدخل الآن في حرب مباشرة مع الدول العربية بل تعمل على تأجيج الوضع في سوريا عبر دعمها للمسلحين فيها وتقديم المعلومات لهم كي يقوموا بعمليات تخريب وتدمير البنى التحتية والمراكز الحساسة فيها وينفذوا عمليات اغتيال للنخب والعلماء ويقوموا بسرقة الآثار والتراث الثقافي لهذا البلد". واتهم الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة بإنفاق مليارات الدولارات وإرسال الأسلحة والمسلحين إلى سوريا وتدريبهم لتنفيذ عمليات قتل و"ترهيب" في سوريا، وقال إن أميركا "عمليا هذه الدولة تعمل على إشاعة الإرهاب على المستوى العالمي لذلك تسببت بنفور الناس والمجتمع الدولي منها".ولفت المسؤول الإيراني إلى أن أفضل حل للأزمة في سوريا يكون من خلال الحوار الوطني والتفاهم بين جميع الأطراف، ملاحظاً وجود بوادر أمل لاحت في الأفق لحل الأزمة سياسياً عبر الحوار وقال "أعتقد أن هناك بوادر أمل للنجاح يمكن التوصل إليها قريبا وإعلانها في المستقبل القريب".وأضاف بروجردي "أن بعض الدول التي تقع في الجوار السوري تعمل على تأجيج الخلافات والأزمة في سوريا وقتل الشعب السوري البريء".وفي موضوع متصل، قال "نحن نعتقد أن فتح أميركا جبهة جديدة ضد سورية على الحدود الأردنية دليل على فشل سياسات أميركا وحلفائها في العامين الماضيين في المنطقة وهي أيضا ستؤدي إلى فشل في مجال الحرب الإعلامية ضد الحكومة السورية".وحول مهمة الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، قال بروجردي إنه "بعد القرار الذي اتخذته الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا فيها وجدنا أن تمثيل الإبراهيمي كمبعوث للجامعة فقد موضوعيته لذلك نرى أنه إذا كان يستطيع الفصل بين مهمته كمبعوث عربي من جهة ودولي من جهة أخرى ويبتعد عن الممارسات المنحازة إلى جانب طرف ما وأن يكون نزيهاً وحيادياً في هذه المسألة فإنه يمكن أن يساعد في حلحلة الأزمة".ورداً على سؤال حول تقديم إيران مساعدة عسكرية للجيش السوري أكد بروجردي أن "الجيش العربي السوري يتمتع بقدرات جيدة تجعله بغير حاجة لأخذ العون من طرف آخر كما أن الشعب السوري قام بمبادرة جيدة بتشكيل لجان الدفاع الوطني وهذه خطوة جيدة تجعل الشعب لا يحتاج إلى مساعدات من باقي الدول وخاصة إيران في هذا المجال".وانتقد بروجردي تركيا على انتهاج "سياسة تطبيع مع الكيان الصهيوني"، (إسرائيل) باعتبارها "سياسة غير مقبولة في العالم الإسلامي".وبشأن إمكانية انتقال الأزمة إلى الداخل اللبناني ومسؤولية الحكومة اللبنانية في ضبط الحدود قال بروجردي "نظراً للتجارب التاريخية الموجودة في ذلك البلد أعتقد أن على كل الفرقاء اللبنانيين أن يبذلوا الجهد كي لا تمتد الأزمة إلى بلدهم ومن الطبيعي أن مسؤولية الحكومة اللبنانية تقتضي بضرورة منع تسلل الإرهابيين إلى سوريا كي لا تمتد أو تتسع دائرة الأزمة إلى بلدها".