فيلم موسى

«مفاجأة»... ربما كانت هذه المفردة الأكثر تردداً بشكل أو بآخر عند رصد ردود الأفعال تجاه فيلم «موسى» الذي يعرض حالياً بدور العرض السينمائي بمصر، سواء على مستوى تعليقات الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو على مستوى النقاد والمختصين في الشأن السينمائي عموماً.
يجسد النجم الشاب كريم محمود عبد العزيز شخصية بطل العمل «يحيى»، وهو شاب انطوائي خجول يعاني على المستوى الجسدي من ضعف البنية، مما يجعله طوال الوقت عرضة للتنمر من مجتمع الأصدقاء منذ أن كان طفلاً، كما أنه على المستويين النفسي والاجتماعي يعاني من الشعور بالعزلة والاكتئاب والفراغ القاتل، لا سيما بعد مقتل والده، «يجسد شخصيته الفنان صلاح عبد الله الذي ترك بصمة قوية رغم ظهوره كضيف شرف».
يقرر الشاب «البريء» استغلال تفوقه الدراسي كطالب جامعي يدرس الهندسة في اختراع إنسان آلي يطلق عليه اسم «موسى» ليصبح صديقه، فهو لم يجد الصداقة مع بشر من «دم ولحم»، فقرر أن يبحث عنها مع «كومة حديد» على حد تعبيره بالفيلم. بالطبع، وكما هو متوقع، تخرج الأمور عن السيطرة ويتحول موسى إلى سلاح فتاك في يد البطل لينتقم من قتلة والده، كما ينتقم بأثر رجعي من كل الإهانات التي سبق أن تلقاها في مرحلة الوحدة والشعور بالهوان على الناس.
والمقصود بالمفاجأة هنا والتي عبّر عنها كثيرون في ردود أفعالهم هي تلك النقلة النوعية التي شهدها الفيلم على مستوى التقنية، لا سيما في المؤثرات البصرية والصوتية وأعمال الغرافيك والتي جاءت شديدة الإتقان على نحو جعل العنصر المشترك لدى المتلقين هو التأكيد على أن الفيلم بلغ مستوى من الحرفية وكفاءة التنفيذ جعلته يضارع نظراءه في السينما الأميركية، ولا يقل إتقاناً عما تقدمه «هوليوود» في هذا السياق.
يمتلئ الفيلم بمشاهد المطاردات والحركة، من فوق أسطح القطارات وعبر الطائرات المروحية، لكن الحبكة لم تفقد تأثيرها الإنساني عبر التركيز على شخصية «يحيى»، وتعاطف المتفرج معه الذي يمتلئ غيظاً وكراهية تجاه شخصية الطبيب الشرير الذي جسدها ببراعة النجم الأردني إياد نصار.
يأتي الفيلم في سياق مشروع متكامل أعلن عنه مخرج العمل بيتر ميمي يضم سلسلة من أفلام الخيال العلمي التي تمزج الحركة بالتعاطف الإنساني في خلطة من الإثارة والتشويق والإبهار البصري أبطالها مهندس الميكاترونيكس يحيى صالح الخياط، و«الهاكر» يوسف الهرم، والطيّار السعودي فيصل.
فيلم «موسى» يعد نقطة تحول في مسيرة النجم كريم محمود عبد العزيز، فرغم أنه ليس البطولة المطلقة الأولى له، بعد تقديمه بطولة مسلسل «شقة فيصل»، الذي عرض في رمضان 2019. فإنه يقدم للمرة الأولى دراما إنسانية لشخصية مهزوزة خائفة تعاني من الخوف والجبن وتبحث يائسة عن وسيلة للهروب من ضعفها الإنساني القاتل، على نحو جعل دموع المتفرجين تنساب تعاطفاً معه في بعض المشاهد.
وبينما يرى بعض المتابعين أن هذا الفيلم هو الأول من نوعه في تاريخ السينما المصرية ضمن نوعية الخيال العلمي، فإن المؤرخ السينمائي محمود قاسم، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «السينما المصرية لها باع قديم مع هذه النوعية من الأفلام والتي يعد (قاهر الزمن) أكثرها اكتمالاً ونضجاً»، مشيراً إلى «أن هذا العمل من إنتاج عام 1987 وهو بطولة نور الشريف وآثار الحكيم، وجميل راتب، وإخراج كمال الشيخ، والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم لرائد أدب الخيال العلمي في مصر والعالم العربي نهاد شريف (1932 - 2011)، والتي تتناول فكرة تجميد جثث المرضى بأمراض مستعصية بالتبريد لفترة معينة إلى حين الوصول لدواء شاف ثم إعادة تنشيط الخلايا الحية التي سبق تجميدها وتربط الرواية بين تلك الفكرة العلمية وبين فكرة البعث والخلود وأسرار التحنيط لدى القدماء المصريين».

وقـــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــــضًأ :

أحمد فهمي يُعلق على الأزمة بين محمد رمضان والفيشاوي بسبب "نمبر تو"

الفنان المصري محمد رمضان يكشف تفاصيل جديدة عن مسلسله "موسى" وقصة "خُط الصعيد"