عبدالإله السناني

اعتبر الفنان السعوديّ عبدالإله السناني أنَّ قضية التشدّد الديني، ما ينجم عنها من أفعال إجراميّة، لم تأخذ حقها في الدراما السعودية بقوة، وحان الوقت للالتفات إليها، ومواجهة هذا الفكر الذي اختتطف وعي مجموعات كبيرة من الشباب السعوديّ.

وأبرز السناني، في تصريح صحافي، أنَّ "الدراما التلفزيونية تشكّل مجالاً حيويًا ومتفاعلاً مع الأحداث والقضايا المشتعلة، وجزءاً لا يتجزأ من الخطاب الإعلامي والمنظومة الإعلامية الوطنية المتناغمة في التصدي لمثل هكذا فكر".

ورأى أنَّ "الإرهاب ليس وباءً أو فايروسًا يطوّق بلقاحات وعلاجات طبية، وينتهي الأمر، إنما نحن أمام مشاكل فكرية تحتاج إلى تتبع ودراسة، لأنّ هذه الأزمة مستمرّة منذ الثمانينات"، مضيفًا "يفترض أن يكون لدينا في جل الأعمال المقدمة، خطًا دراميًا يواجه الفكر المتطرف، ويكشفه للرأي العام، لأنَّ الحل في استمرارية العملية الإعلامية، وعدم توقفها".

وأكّد السناني، الذي شارك في مسلسل "دعاة على أبواب جهنم"، وهو واحد من أكثر الأعمال الدرامية التي تناولت قضية "الإرهاب"، أنَّ "محاربة الإرهاب عمل استراتيجي يحتاج تعاون جميع المؤسسات لدعم إنتاج تلفزيوني على قدر كبير من الإبهار والإقناع، بدءًا من كتابة النص والحوار الذي يحتاج إلى وعي عالٍ وإلى جهود ورشة فنية متكاملة وصولاً إلى اكتمال عناصر البناء الفني، من صورة وصوت وأداء، إلى جانب استشارة العلماء والمختصين في مجالات علم النفس والاجتماع وغيرها".

وأبرز الفنان السناني أنَّ "ما نحتاجه هو عمل ضخم وحيوي وجاذب للشباب، وهذا أيضاً من مسؤوليات هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي، أن تدرج في خطابها برنامجاً لمناهضة الإرهاب ومكافحته في كل المستويات، وعبر مختلف البرامج والمواد الإعلامية"، مشيرًا إلى أنَّ "التلفزيون السعودي ينتج أعمالاً مختلفة بميزانيات ضخمة وبعضها دون المستوى، لذا فهو قادر على أن يقدم أعمالاً حية وناضجة ومتفاعلة مع كل ما هو مستجد".

وأعرب السناني عن "أمنياته في أن تفتح هيئة الإذاعة والتلفزيون قسماً للدراسات والبحوث بشأن الدراما، لتقدم توصيات للمنتجين، لتقديم ما تراه الهيئة ملحاً وهاماً في هذه المرحلة أو تلك".

وبشأن تجربته في مسلسل "دعاة على أبواب جهنم"، الذي صور في الأردن، أعتبر السناني أنها "تجربة هامة، تمثل نموذجًا مهمًا في مجال الأعمال التي تنوي بحق محاربة الإرهاب".

وشدّد، في ختام حديثه، على "ضرورة أن يكون للفنان هم وطني، يدفعه للمبادرة، نحو العمل مع كل الجهات لتطويق الأزمات، انطلاقاً من مسؤوليته الأخلاقية بالدرجة الأولى وعاطفته الإبداعية التي تنفر من كل ما هو قبيح وضرورة وجود مسلسلات تطرح وتعالج إبداعياً قضايا الإرهاب ببصمة محلية واستمرارها دون توقف".