شعور غريب يجتاحني  لدي شوق فائض لكل ما هو بعيد مسافات من  الامكنة... و مساحات من الأزمنة  شوق إلى الطفولة بتفاصيلها   إلى وجه أبي ... الشامة على خده صوت فيروز خلال جلسته الصباحية    أشتاق لحاصبيا ... السرايا و العائلة  بيروت الماضي ... شوارعها القديمة ...و بيوتها القرميدية العتيقة قد اشتاق إلى صوت الرصاص و القذائف التي كانت تنهمر علينا كالشتاء  فبعضهم قرر ممارسة دياناته على رؤوسنا  وانجب أجيالاً من المرتدين السطحيين أشتاق لكل ما لا أراه...لأوطان لم أزرها... لبيوت لم أدخلها  لحروف لم أكتبها... لفنون لم أمارسها...  شوق لكل ما هو مجهول. أشتاق إلى وطن لا يسألوني فيه عن طائفتي او زعيمي  ويصدقوني عندما أجيب: أنا لا أنتمي لأحد و ديني لي وحدي  أشتاق لأشخاص زجاجيين لا ينكسرون...   لألسنة صادقة لا تتملق لتثير الأعجاب...  أو لتكون مألوفة عند أشباهها... و في النهاية... شوقي الأكبر هو لي أنا   لريما التي تسابقني و ألاحقها...