ذكر بيان إعلامي منتصف الأسبوع الماضي ارتفاع إجمالي الإنفاق السياحي بالنسبة للأجانب الوافدين لاسبانيا الى 1ر47 مليار يورو في الفترة ما بين يناير وسبتمبر ما يمثل ارتفاعا قدره 3ر7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقالت وزارة الصناعة والطاقة والسياحة في البيان إن ذلك يعد أعلي مستوى يسجله الإنفاق السياحي منذ بدء سلسلة الإحصاء التاريخية مشيرة إلى إن السياح البريطانيين كانوا الأكثر إنفاقا خلال تلك الفترة بنحو 10 مليارات يورو تلاهم السياح الألمان بمعدل 5ر7 مليار يورو فالسياح الفرنسيون بنحو خمسة مليارات يورو. وأضاف البيان أن منطقة (كاتالونيا) الشمالية الشرقية حظيت بأكبر نصيب من الإنفاق السياحي خلال تلك الفترة تلتها جزر (البليار) في البحر الأبيض المتوسط و(الاندلس) الجنوبية وجزر (الكنار) في المحيط الأطلسي على التوالي. وأوضح أن الإنفاق السياحي بلغ 6ر6 مليار يورو في شهر سبتمبر الماضي وحده أي ما يمثل ارتفاعا قدره ثمانية في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي مشيرا إلى إن ذلك يعد بدوره اعلي مستوى للإنفاق السياحي خلال شهر سبتمبر منذ بدء سلسلة الإحصاءات. واستفادت إسبانيا في ذلك من إعراض السياح عن التوجه إلى كل من مصر وتركيا اللتين كانتا مسرحا لاضطرابات سياسية متفاوتة الحدة في الأشهر الماضية. وتعد السياحة قطاعا حيويا في اسبانيا التي تضربها منذ عامين أزمة اقتصادية في ظل ارتفاع نسبة البطالة 26.3%, وتدر 11% من إجمالي الناتج المحلي. واستقبلت إسبانيا بين يناير وأغسطس 42 مليون سائح اي بزيادة 4.5% عن المدة نفسها من العام الماضي, وهو أيضا رقم قياسي لم يسجل من قبل. وتعد إسبانيا ثالث مقصد سياحي في العالم بعد فرنسا والولايات المتحدة الى جانب الصين بحسب المنظمة العالمية للسياحة. وقد كشف استطلاع في وقت سابق من العام الجاري عن أن إسبانيا أفضل وجهات العطلات الصيفية بالنسبة لمسافري بريطانيا إذ جاءت جزيرة مايوركا والكناري في مقدمة استبيان شارك فيه حوالي 2000 من المصطافين البريطانيين. ومن جهة اخري فازت إسبانيا كأرخص وجهة في أوروبا لقضاء العطلة وفقا للتقرير السنوي السابع الخاص بتكاليف العطل الأوربية, وحظيت إسبانيا وجزرها بهذا اللقب بعد منافسة قوية مع الكثير من الوجهات الرخيصة تقليديا وفي مقدمتها تركيا, ولعل قلة تكاليف الحصول على وجبة إسبانية وفنجان من القهوة في أحد المطاعم قد دفع بها إلى تلك المكانة. وتضم إسبانيا مجموعة متنوعة من الوجهات المناسبة فجزيرة ميورقة هي الوجهة المثالية لأولئك الذين يبحثون عن عطلة جيدة بتكاليف مخفضة, وتظل أيضا جزر البليار هي الخيار الأفضل للراغبين في عطلات كلاسيكية مناسبة لمحدودي الميزانية, وبمكان ليس ببعيد من الجزيرة تقع مدينة سولير وهي قرية صغيرة ساحلية مفضلة منذ زمن طويل للعديد من المشاهير الباحثين عن روعة الحياة بين بساتين البرتقال والزيتون واكتشاف النجوم, والمناظر الطبيعية الخلابة, وتعد بلدة Banyalbufar الأكثر زيارة بين محبي الهدوء والانسجام إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 600 شخص فضلا عن أنها بعيدة كل البعد عن المنتجعات السياحية، أما مايوركا فهي توفر عبر معالمها الجذابة إطلاله رائعة على جزر البليار الخلابة.