إمارة دبي

من منا لم ير احتفالات "دبي" في رأس السنة الميلادية، أو صادفته صور لناطحة سحاب بها، وظن للوهلة الأولى أنها قطعة من أحد الدول الأوروبية الشهيرة بالتقدم والتكنولوجيا، هذا أمر طبيعي فربما اقتبست تلك الإمارة حديثة الولادة من الحماية البريطانية التي وقعت تحت سيطرتها قرابة الـ 150 عامًا بعض من آيات التقدم.

"دبي تحت الحماية البريطانية"
يحل علينا اليوم الموافق 19 يناير، ذكرى مرور ما يقرب من مائتي عام على إرتباط إمارة دبي بحماية مع المملكة المتحدة، التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة في إطار اتفاقية شاملة مع البريطانيين لإعادة السلام البحري والتخلص من النزاعات القبلية في منطقة العربية حينها، وذلك في مقابل اتفاق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمختلف الإمارات.

ولكن هذه الحماية حينها مكنت بريطانيا من التحكم في العلاقات الأجنبية بين الدول المتصالحة، بالإضافة إلى ارتباط القوى العسكرية ومساعدة بريطانيا في الحروب التي خاضتها، حيث أصبح جيش الإمارات المتحدة جزءًا لا يتجزأ من الجيش البريطاني، بالإضافة إلى الهيمنة الاقتصادية والسياسية لهذه الإمارات.

-انفصال دبي عن الحماية البريطانية
تمكنت الإمارات المختلفة، وخاصة دبي عام 1971 من الانفصال عن المملكة المتحدة، وتشكيل قوات خاصة بها، تمثل درعها العسكري، والذي سمي فيما بعد بالقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، واستطاعت دبي القيام بنهضة حقيقة في كافة المجالات رغم قلة الموارد الناضبة التي تعتمد عليها بشكل كلي.

-بناء «الشيخ راشد» نهضة دبي الحديثة 
رائد هذه النهضة هو الشيخ راشد آل مكتوم، الذي سعى إلى تنويع مصادر الدخل بصناعات مختلفة وليس النفط فقط، فركز على إنشاء بنية تحتية متكاملة منها استثمار ميناء دبي ليسهل عمليات نقل البضائع بين الدول، بالإضافة إلى افتتاح مصانع للألمنيوم والمشتقات النفطية٬ فكانت النتيجة ان استقطبت هذه الصناعات المستثمر الأجنبي مما بث الحياة في شريان دبي الاقتصادي.

-شهرة دبي السياحية
واليوم يتدفق الزائرون من شتى أنحاء العالم للعيش والعمل في الإمارات المتحدة، بالإضافة إلى زيارة المقاصد السياحية التي باتت تتمتع بها هذه الإمارة خصيصًا، فأصبحت مهبط لكافة نجوم العالم وشخصياتها العامة والمرموقة، وتنظيمها لمهرجان التسوق العالمي التجربة التي انفردت بها، لاقى شهرة واسعة وساهم في الترويج لها اقتصاديًا وسياحيًا.