حجاج بيت الله الحرام

ألقت الأحداث السياسية المتوترة التي تعيشها العاصمة اليمنية صنعاء هذه الأيام، بظلالها على أعداد حجاج بيت الله الحرام القادمين إلى المملكة عبر منفذ الخضراء البري في منطقة نجران، حيث كشفت جولة في المنفذ، أمس السبت، عن قلة توافد الحجاج اليمنيين الذين بلغ إجمالي عددهم 40 حاجًا فقط حتى أول من أمس، رغم الجاهزية التامة للأجهزة الحكومية العاملة على خدمتهم.

في البداية أكد مدير منفذ الخضراء المكلف سامي سليمان، أنَّ استعداد الجمارك بدأ منذ وقت مبكر، حيث تم وضع خطة متكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن بما يمكن المنفذ من إنهاء إجراءات دخول ما بين ألف إلى 100 ألف حاج وتيسيير الخدمات لهم في وقت وجيز وقياسي، وذلك حتى 5 ذي الحجة المقبل، وبعد هذا التاريخ لن يسمح بدخول الحجاج إلا للحالات الطارئة والاستثنائية التي تسمح بها اللجنة المكونة من عدة جهات وهي وزارة الحج والجوازات ومنفذ الخضراء.

وأضاف سليمان أنَّه تم ندب عدد من الموظفين من عدة منافذ ومناطق مختلفة ومن مصلحة الجمارك ليعملوا في منفذ الخضراء خلال موسم حج هذا العام جريًا على العادة السنوية وذلك تحسبًا لأي ضغط قد يواجههم.

من جهة أخرى، بين عدد من اليمنيين القادمين للحج أنَّ قلة عدد الحجاج عبر الخضراء يأتي بسبب التوتر الأمني الكبير الذي يشهده اليمن.

وأشار المواطن اليمني محمد سعيد العبيدي إلى أنَّ الوصول من صنعاء إلى المملكة عبر منفذ الخضراء محفوف بالمخاطر كون ذلك يأتي فقط عبر طريقين مضطربين، الأول (صنعاء - عمران - كتاف) والذي يشهد توترًا أمنيًا كبيرًا نتيجة محاصرته من قبل الحوثيين، والثاني طريق (صنعاء - الجوف – البقع) والذي شهد خلال الأيام الماضية قصفا للطيران اليمني لمواقع حوثية في الجوف.

وأكد أنَّ رحلة الحجاج من اليمن إلى منفذ الخضراء تعتبر مغامرة قد تؤدي إلى الموت المحقق في ظل الأوضاع الراهنة، وأنَّه لم يشعر بالأمان إلا بعد الدخول إلى الحدود السعودية.

فيما أشاد المواطن اليمني حسين بن حامد بجهود السفارة السعودية في صنعاء التي أنهت تأشيرات الحجاج قبل تصاعد حدة الخلاف السياسي في اليمن وصدور التعليمات بإجلاء كل العاملين فيها وإغلاقها. بينما أرجع إبراهيم صالح علي، قلة عدد الحجاج القادمين عبر هذا المنفذ للظروف الاقتصادية التي تعاني منها اليمن خصوصًا مناطق الأطراف المحاذية للمملكة.