وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو

رد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، على المسؤولين الكوريين الشماليين، بتوصيفهم السلوك الدبلوماسي الأميركي بأنه سلوك شبيه بالعصابات، وقال يوم الأحد، إنه إذا كان ذلك صحيحًا، فإن "العالم هو عبارة عن عصابة".

العقوبات على بيونغ يانغ

وأشار بومبيو وفقًا لما ورد بصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى التعليقات التي أدلت بها وزارة الخارجية في كوريا الشمالية، يوم السبت، والتي اتهمت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بالدفع بمطالب أحادية الجانب لنزع السلاح النووي، ووصفت ذلك بأنه مؤسف للغاية، وجاء البيان بعد ساعات قليلة من مغادرة بومبيو كوريا الشمالية بعد يومين من الاجتماعات التي وصفها بأنها مثمرة.

ولفت بومبيو في ملاحظاته يوم الأحد، إلى أن الأمم المتحدة وافقت على فرض عقوبات على كوريا الشمالية في محاولة لوقف برامجها النووية والصاروخي، قائلاً "لقد كان قرارًا بالإجماع في مجلس الأمن بشأن ما يجب تحقيقه".

وألقى بومبيو باللوم على وسائل الإعلام في الاختلافات الصارخة في تقييمها للمحادثات مقارنة بكيفية النظر إلى وزارة خارجية كوريا الشمالية، قائلًا "إذا أنتبهت لكل ما تقوله الصحافة، فسيصيبني الجنون".

وعاد بومبيو في مؤتمر صحافي في العاصمة اليابانية طوكيو، إلى جانب نظرائه من اليابان وكوريا الجنوبية، للتأكيد على أن العقوبات الاقتصادية ستبقى في مكانها على كوريا الشمالية إلى أن تخلص بيونغ يانغ تمامًا من برامجها النووية والصاروخي.

إدارة ترامب ترفض المطالب الكورية.

وكان الاختلاف الأساسي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة منذ بداية المناقشات بشأن  ما إذا كان الشمال سيحصل على سلسلة من المكافآت التدريجية والمستمرة لكل خطوة يتخذها في تفكيك برامج أسلحته، أو ما إذا كانت تلك المزايا سيحصل عليها فقط بعد أن يكون كل شيء قد تم تفكيكه.

وأصر مسؤولو إدارة ترامب لعدة أشهر على أنهم لن يوافقوا على فكرة عملية الخطوة بخطوة  التدريجية للتخلص من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، ويرون أن مثل هذه الحوافز الزائدة هي سبب فشل المفاوضات خلال إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، والرئيس بيل كلينتون.

وقال بومبيو في مؤتمره الصاحفي يوم الأحد "إنه مستعد لتقديم بعض التنازلات لكوريا الشمالية خلال عملية نزع السلاح النووي في البلاد، ولكن فقط من أجل تحسين العلاقات بين البلدين وتوفير ضمانات أمنية لكوريا الشمالية".

وأضاف "العقوبات الاقتصادية عبارة عن غلاية مختلفة من الأسماك"، متعهداً بأن الولايات المتحدة ستبقي على عقوباتها الاقتصادية حتى تنزع كوريا الشمالية بالكامل أسلحتها النووية".

وأوضح "وهكذا، فإن العالم سيشهد استمرار إجراءات الإنفاذ من قبل الولايات المتحدة في الأيام والأسابيع المقبلة، كما أننا نعتمد على البلدان الأخرى التي هي معي اليوم وغيرها من الدول حول العالم لمواصلة تطبيق هذه العقوبات أيضًا".

شكوك بشأن دور الصين

واعترف  بومبيو في السابق بأن الصين خففت بشكل متواضع العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية في الأسابيع الأخيرة، حيث تحسنت العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن عقب اجتماعات القمة بين كيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالة، ونظيره الصيني، شي جين بينغ.

وبدا بومبيو غير مكترث بشأن هذا التخفيف للعبء الاقتصادي على بيونغ يانغ، كما قال ترامب  إنه لم يعد يريد استخدام عبارة "أقصى قدر من الضغط" لوصف السياسة الأميركية لكوريا الشمالية، ولكن صباح اليوم السبت، أكد بومبيو على موقع تويتر أهمية  الحفاظ على أقصى قدر من الضغط على كوريا الشمالية.

وبما أن الصين مسؤولة عن 90% من التجارة الخارجية لكوريا الشمالي ، فإن التزام بكين بأي عقوبات اقتصادية أمر حاسم لنجاح هذه الضغوط، ما إذا كانت بكين ستلتزم بعقوبات أكثر صرامة بعد أن أعلن الرئيس ترامب أن انتهاء التهديد النووي من كوريا الشمالية لا يزال أمر غير واضح، كما أن الحرب التجارية المتنامية بين واشنطن وبكين قد تعوق الجهود الأميركية للحفاظ على دعم الصين للعقوبات الصارمة.