الرئيس الأميركي دونالد ترامب

يُجهز قادة حلف الناتو أنفسهم للهجوم المحتمل الذي يشنّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الحلف خلال قمة هذا الأسبوع، إذ يستعد ترامب أيضا لعقد اجتماع مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين الذي يُعتقد بأنه سيؤدي إلى تقارب تاريخي.

تكرار أزمة كندا واجتماعه ببوتين

ويقال إن ترامب قارن بين اجتماعه الشخصي المباشر مع بوتين في هلسنكي وقمة رونالد ريغان عام 1986 مع ميخائيل جورباتشوف، التي وضعت الأساس لنهاية الحرب الباردة، ولم يخف الرئيس الأميركي إعجابه ببوتين. 

وخلال حملته الانتخابية عام 2016، وصف الناتو بأنه "عفا عليه الزمن"، ولذلك يحاول قادة حلف الناتو تجنب تكرار كارثة قمة مجموعة السبع في الشهر الماضي في كندا، عندما انتهى الاجتماع مع ترامب بانتقاده النظام الدولي.

ومن المرجح أن يوبخ ترامب أعضاء حلف الناتو لفشلهم في زيادة إنفاقهم الدفاعي بالسرعة الكافية، وألمح في الأسبوع الماضي إلى أنه قد يسحب 35 ألف جندي أميركي متمركزين في ألمانيا، كما قال الرئيس الأميركي أمام حشد من الناس في "جريت فولز" في مونتانا الخميس "سأبلغ حلف الناتو، أن عليه البدء في سداد فواتيره".

انتقد المستشارة الألمانية علنا

وأعرب ترامب عن أسفه إزاء العجز التجاري مع أوروبا، موضحا "علاوة على ذلك، فإنهم يقتلوننا بحلف الناتو، حيث تدفع أميركا 3.6٪ من ناتجها المحلي الإجمالي وألمانيا بنسبة 1.2٪ فقط"، مضيفا "قلت أنت تعرف أنغيلا ميركل، أنا لا يمكنني ضمان هذا، لكننا نحميكِ، وهذا يعني الكثير لكِ، ولا أعرف مقدار الحماية التي نحصل عليها بحمايتك".

وسخر ترامب من التحذيرات بأن بوتين هو عدو أميركا، وأنه بث الفوضى بالتدخل في الانتخابات والأعمال الأميركية، وقال "أنتم تعرفون الرئيس بوتين أحد أفراد المخابرات الروسية، بوتين جيد".

من جانبه، قال مسؤول من أعضاء الحزب الجمهوري، إن هناك مخاطر كبيرة في نهج ترامب، الذي يشتهر بأنه فشل في قراءة أوراقه الصحافية، مضيفا "يعتقد الرئيس ترامب، معارضًا كل الأدلة، بأنه كان قادرًا على الحصول على أفضل صفقة مع كيم جونغ أون، وهو مقتنع أنه لا يمكن لأحد أن يعلمه أي شيء عن كيفية التعامل مع بوتين".

السفيرة الأميركية تُصلح ما أفسده ترامب

ويحث مسؤولو ترامب الرئيس نفسه على أن لا يكون أكثر صرامة مع حلف الناتو، فربما سيكسر التحالف الهش بالفعل، مما دفع كاي بايلي هتشيسون، سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف الناتو، باتباع لهجة أكثر تصالحية مع الحزب، قائلة "كل واحد من حلفائنا سيزيد إنفاقة الدفاعي بنسبة 100%، وهذا أمر سنتحدث عنه كونه إنجازًا، لكن علينا أيضًا فعل المزيد"، مضيفة أن روسيا كانت واحدة من التهديدات الرئيسية التي تواجه أميركا.

رسائل شديدة اللهجة من ترامب

وأثار ترامب ووزير دفاعه جيمس ماتيس، قلق حلفاء الناتو، بما في ذلك بريطانيا، بإرسال رسائل تطالبهم بزيادة الإنفاق، وفي رسالته إلى إيرنا سولبرغ، رئيس وزراء النرويج، قال ترامب إنه "أصبح من الصعب بشكل متزايد التبرير للمواطنين الأميركيين أسباب استمرار بعض الدول في عدم الوفاء بالتزاماتنا الأمنية الجماعية المشتركة".

وعلى الرغم من التحسن الأخير، والذي يتوق قادة الناتو إلى أن ينسبوه إلى ترامب كوسيلة لاسترضائه، فإن الإنفاق الدفاعي الأوروبي اليوم يقل بنسبة 5٪ عما كان عليه قبل عقد من الزمن بالقيمة الحقيقية.

ودافع جينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو الذي أقام علاقات ودية مع ترامب، عن التحالف في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز"، قائلًا إن عدد الدول التي تنفق ما لا يقل عن 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع من المتوقع أن يرتفع من 3 إلى 8 هذا العام، مضيفًا "شهدنا العام الماضي أكبر زيادة في الإنفاق على الدفاع منذ نهاية الحرب الباردة في جميع أنحاء أوروبا وكندا، والحلفاء يدفعون الحلف حقا في الاتجاه الصحيح".