محمد بن راشد يأمر بتوجيه شحنة إغاثة عاجلة إلى هايتي

تنفيذاً لأوامر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لجزيرة هايتي، غادرت دبي الخميس متوجهة إلى مطار "بورت أو برنس" طائرة من طراز "B747-400" محملة بالمواد الإغاثية وذلك في خطوة استباقية تحسبا للأضرار التي قد يخلفها إعصار "إرما" المتوقع أن يضرب الجزيرة والمنطقة المحيطة بها خلال الأيام المقبلة. وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص ه على تأكيد دور دولة الإمارات الرائد في مجال العمل الإنساني على الصعيد الدولي وتقديم يد العون للمناطق التي تتعرض لأزمات وكوارث طبيعية تؤثر على سكان تلك المناطق وتؤدي إلى تشريد أعداد كبيرة منهم واستجابة لمناشدات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وشركاء مستودع الأمم المتحدة.

وتنقل الطائرة أكثر من 90 طناً مترياً من مواد أساسية للإغاثة وفرها أعضاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي ومؤسسة خدمات الإغاثة الكاثوليكية ومنظمة كير، في تحرك من شأنه الاستعداد لمواجهة آثار إعصار إرما الذي من المتوقع أن يضرب منطقة أميركا الجنوبية ويهدد جمهورية الدومينيكان وبورتو ريكو وهايتي وكوبا في الأيام المقبلة. وبناء على توجيهات  نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وفور ورود الأخبار حول إعصار إرما الذي يعد من أقوى الأعاصير المسجلة على الإطلاق في منطقة الأطلسي بادرت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية برئاسة حرم  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،  الأميرة هيا بنت الحسين بتنسيق الجهود مع أعضاء المدينة لتنظيم الشحنة وتجهيزها بالسرعة اللازمة لضمان وصول الطائرة إلى وجهتها قبل الإغلاق المحتمل لمطار هايتي جراء الإعصار.

وأكدت  الأميرة هيا بنت الحسين أن الجسر الجوي الطارئ يعد رمزاً لالتزام دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة بدعم العمل الإنساني في مختلف أنحاء العالم وتقديم المساعدات في الحالات الطارئة التي تتطلب تضافر الجهود على المستوى الدولي، وقالت إن هذه الاستجابة السريعة هي ثمرة تعاون غير مسبوق ودليل على دعمنا القوي للمجتمعات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء العالم.
 وتشمل مواد الإغاثة إمدادات غذائية ومتطلبات معيشية ووحدات تخزين متنقلة ومعدات إضاءة ووحدات لاختبار وتنقية مياه الشرب وغيرها من التجهيزات التي من شأنها التخفيف من معاناة المتضررين من الإعصار. تجدر الإشارة إلى أن هذه الشحنة هي الخامسة التي ترسلها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في العام 2017 بتوجيهات ودعم من  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى مناطق منكوبة حول العالم حيث تم في وقت سابق من العام الجاري نقل مساعدات جواً إلى مدغشقر وجنوب السودان وأوغندا والعراق.
 يذكر أن  الأميرة هيا بنت الحسين قد توجهت العام الماضي إلى هايتي وتحديدا في شهر أكتوبر للإشراف شخصياً على جهود تسليم إمدادات الإغاثة وتوزيعها بعد تعرض الجزيرة لدمار واسع بسبب إعصار ماثيو.
من جهة ثانية، قررت دولة الإمارات تقديم منحة قدرها 10 ملايين دولار لدعم سكان ولاية تكساس والمساعدة في جهود إعادة التعمير والبناء في أعقاب إعصار "هارفي" الذي ضرب جميع أنحاء جنوب شرق الولاية وأسفر عن فيضانات شديدة وأحدث دماراً هائلاً لم يسبق أن شهدته تلك المنطقة.

 صرح بذلك يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية عقب محادثات أجراها أمس مع جريغ أبوت حاكم ولاية تكساس الأميركية.  ومن المتوقع أن يقوم مسؤولون من سفارة الدولة في "واشنطن دي سي" خلال الأسابيع المقبلة بالتنسيق مع المسؤولين والقادة المحليين في المناطق المنكوبة بولاية تكساس لتحديد جهود الإغاثة والإصلاح التي ستشملها المنحة المقدمة كهدية من دولة الإمارات العربية المتحدة.

  وقال السفير العتيبة إن شعب الإمارات يتضامن مع مواطني تكساس الذين تضرروا من هذه العاصفة الكارثية. وأضاف أن الصمود والمرونة والقدرة على التعامل التي أظهرها مجتمع تكساس في مواجهة هذه العاصفة وفي رحلتهم الطويلة لإعادة البناء والإصلاح تعد مصدر إلهام للجميع، ودولة الإمارات فخورة بتقديم المساعدة لهذا المجتمع.  وأوضح أنه في مثل هذه الأوقات العصبية يساند الأصدقاء بعضهم بعضا، وقال: إن "الصداقة بين بلدينا تلزم دولة الإمارات بمساعدة تكساس وغيرها من المناطق المجاورة على إعادة البناء".

 من جانبه أعرب حاكم ولاية تكساس عن خالص شكره وامتنانه لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والسفير العتيبة على المساعدة السخية لحكومة تكساس،  وقال إن "استجابة الناس لجهود إعادة الإعمار في أعقاب إعصار هارفي الكارثي لم تأت من داخل الولايات المتحدة فقط بل من العالم بأسره".