الرئيس الأميركي دونالد ترمب

أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس "لا رجعة فيه"، مشيرة إلى أن تنفيذ الخطوة الأخيرة سيبدأ "بموازاة عملية السلام والمفاوضات" مطلع العام المقبل.

واعتبر القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد خلال مؤتمر صحافي هاتفي، أن الرئيس "ظل يناقش ويراجع هذه القضية منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض، واعتمد في قراره على قانون الكونغرس الذي صوّت عليه المشرعون قبل نحو 20 عاماً... وأعلن القرار في الوقت المناسب للقرار التشريعي"، في إشارة إلى موعد مهلة تسمح للرئيس بتأجيل تنفيذ قانون نقل السفارة.

وأوضح أن "الولايات المتحدة أكدت من خلال إعلان الرئيس على خطوتين، هما الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والتوجيه لوزارة الخارجية بالبدء في إجراءات نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس". ورأى أن القرار "لن يؤثر أبداً على المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو خطوة اعتراف بما يجب أن يكون عليه الوضع".

وأضاف ساترفيلد: "مع كل الاحترام لكل ردود الفعل التي صدرت على قرار الرئيس، إلا أننا نؤكد أن هذه الخطوة كان يجب أن تؤخذ من قبل أعوام عدة، وهي اعتراف بشيء واقعي وليست نهاية المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أو عملية السلام، وكل ما نريده من قادة الدول العربية وشعوبها فهم ما تم إعلانه وشرحه من قبل الرئيس".

ولفت إلى أن خطاب ترامب "تمت صياغته بعناية واضحة واختيار الكلمات... ندعو إلى مواصلة العمل معنا كحلفاء من أجل القضية، ونأمل من العالم أجمع إنهاء الصراعات الماضية للوصول إلى مستقبل أفضل".

واعتبر أن "الخيار الآن بيد القادة العرب في مواصلة العمل مع شعوبهم والحديث معهم عن هذه الحقيقة والمضي إلى مستقبل أفضل، إذ تأمل الإدارة الأميركية من المجتمع الدولي الاعتراف بالحقيقة وأخذها على محمل الجد لإنهاء الصراع، والعمل على أساسها في جميع الخطوات المقبلة".

وأشار إلى أن "كل ما تأمله واشنطن هو الحوار والتبادل والوصول إلى حل وليس إلى رفض أو تحييد أو مقاطعة، إذ أن مبادرة السلام ستبدأ مطلع العام الجديد، وستكون الأجواء أكثر تفاؤلاً في المنطقة وفرصة لإنهاء الصراع"، وأضاف أن قرار ترامب "لا رجعة فيه ونحن ماضون لتنفيذه، ونعتقد أنه جاء في الوقت المناسب والحالة المناسبة، ورفض هذا القرار من قادة الدول العربية لن يخدم القضية وليس ما نأمله من حلفائنا. نأمل بأن نمضي في خطوات السلام ونقل السفارة مطلع العام المقبل، ولست مخولاً سرد التفاصيل الآن. إلا أن المبادرة هي للأمل ولمستقبل أفضل".

واعتبر ساترفيلد أن "هناك عدم فهم لقرار الرئيس، فالخطوة التي بدأها ليست إلا اعترافاً وبداية في الطريق الصحيح، وليست نهاية المفاوضات، وكلمات الرئيس واضحة جداً وتم اختيارها بعناية".

وأضاف: "نحن نتفهم ونحترم وجهة النظر العربية والمعارضة للقرار.... ولن أعلق على ردود الفعل التي صدرت من العالم العربي في الغضب الشعبي، وسأترك ذلك للقادة العرب والمجتمع الدولي في مواصلة الدعم لعملية السلام والمضي معنا قدماً إلى المستقبل".