الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون

حقّق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أغلبيه كبيرة في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، في حين فازت منافسته السابقة مارين لوبان في النهاية بمقعد واحد. وحصل حزب الرئيس الجديد "الجمهورية إلى الأمام" وشريكه في الائتلاف "الحركة الديمقراطية" على 351 مقعدا من بين 577 مقعدًا في البرلمان الفرنسي في باريس.

وبهذه النتيجة يكون حزب ماكرون الذي تأسس قبل 16 شهرًا فقط، قد أعاد رسم الخريطة السياسية الفرنسية، على الرغم من أن نتيجة الفوز كانت أقل بكثير من المقاعد الـ 475 التي توقعتها بعض الدراسات الاستقصائية قبل التصويت. ولكنه يعطي الرئيس الذي يبلغ من العمر 39 عاًما الذي حضر عرضًا جويًا في باريس أمس الاثنين، احد اكبر اغلبيه في فترة ما بعد الحرب في فرنسا، مما يطلق يده في تنفيذ برنامج الإصلاحات الصديقة للأعمال.

وعلى العكس من ذلك، فقد هزم حزب سلفه فرانسوا هولاند، الذي خسر أكثر من 250 مقعدًا. وقد خفف نجاح ماكرون من انخفاض معدل الإقبال بنسبة أقل من 44 في المئة، مما دفع خصومه الى القول بأنه "لا يوجد لديه دعم كبير". وكانت درجات الحرارة المرتفعة في جميع أنحاء فرنسا تسببت في توجه الكثير من الناخبين إلى الشاطئ أو الحدائق بدلًا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع. ومع ذلك، أشار ماكرون إلى أنه يحبذ اتفاقًا صعبًا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي من شأنه أن يسعى الى ضمان مغادرة المملكة المتحدة للسوق المشتركة.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب: "قبل عام، لم يكن أحد يتخيل مثل هذا التجديد السياسي. إن الأمر يرجع إلى رغبة الرئيس في تنفس حياة جديدة في الديمقراطية والشعب الفرنسي الذي يريد أن يعطي البرلمان وجهًا جديدًا".

وقد مُني كل من الحزب الاشتراكي والجمهوريين المحافظين، اللذين سيطرا على السياسة الفرنسية على مدى عقود، بخسائر كبيرة. يذكر ان "الجمهورية الى الأمام" اجتاز الاشتراكيين وهزم الجمهوريين اليمينيين، بينما كانت نتائج حزب "الجبهة الوطنية" اليمينية المتطرفة مارين لوبان التي هزمها ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 7 مايو/أيار الماضي، مخيبة للآمال. ودخلت لوبن البرلمان للمرة الأولى في مسيرتها بمقعد واحد من ثمانية مقاعد على الأقل فازت بها الجبهة الوطنية، إلا إن الحزب فقد هدفه الذي يبلغ 15 مقعدًا.

وكان الاشتراكيون أكبر الخاسرين، الذين عوقبوا على ارتفاع معدلات البطالة والاضطرابات الاجتماعية وفقدان الثقة الوطنية التي تميزت بها الخمس سنوات الماضية في الحكم. يذكر إن حزب الرئيس السابق فرانسوا هولاند فقد أكثر من 250 مقعدًا وحصل على 29 مقعدًا فقط.