مستشار الرئاسة الأميركية جاريد كوشنر

اتهمت السلطة الفلسطينية، مستشار الرئاسة الأميركية جاريد كوشنر بـ "الجهل"، في أعقاب تصريحات أكّد فيها أن الإجراءات العقابية الأميركية الأخيرة ضد الفلسطينيين لن تؤذي فرص التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، "التصريحات التي أدلى بها كوشنر تنبع من الجهل بواقع النزاع، التصريحات هي أيضا محاولة للتضليل والتزوير للتاريخ الخاص للقدس ومواقعها الإسلامية والمسيحية، مواقف الإدارة الأميركية سممت العلاقات الفلسطينية الأميركية ".

دونالد ترامب قام بتحسين فرص السلام

وأضاف كوشنر لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قام بالفعل بتحسين فرص السلام عن طريق التخلص من "الحقائق الزائفة"، التي تحيط بعملية السلام في الشرق الأوسط. وتابع "كان هناك الكثير من الحقائق الزائفة التي تم ابتكارها والتي يعبدها الناس، واعتقد أن هناك حاجة لتغييرها"، مشيرًا إلى أن كل ما نفعله هو التعامل مع الأشياء كما نراها وعدم الخوف من فعل الشيء الصحيح، أعتقد نتيجة لذلك سيكون لديك فرصة أكبر لتحقيق سلام حقيقي".

وواصل أن الفلسطينيين يستحقون خسارة المساعدات الأميركية بعد تشويه سمعة إدارة ترامب، كما دافع كوشنر عن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وقال إن قرار القدس قد أثبت مصداقية ترامب من خلال الوفاء بوعد الحملة. وردا على ذلك، قال أبو ردينة إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون حل الدولتين وتصبح القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، على أساس قرارات قمة الأمم المتحدة والعربية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي.

وحذر المتحدث باسم السلطة الفلسطينية من أن "إنكار الحقائق التاريخية والدينية للشعب الفلسطيني سيضع المنطقة في اتجاه عاصف"، مضيفًا "يعكس التصور الأميركي للأمور سياسة غير مسؤولة تؤدي إلى فراغ تدميري وتشكل خطرًا حقيقيًا على النظام القانوني الدولي." وأضاف أن الفلسطينيين "لن يخضعوا للضغوط أو العقوبات أو أي سياسة ابتزاز". واتهم أبو ردينة الإدارة الأميركية بـ "التحيز الأعمى تجاه التصورات الخاطئة"، وأكد عزم الفلسطينيين على إحباط "كل المؤامرات".

وزارة الخارجية الفلسطينية تهاجم كوشنر

وهاجمت وزارة الخارجية الفلسطينية، كوشنر ومبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وحثتهما على وقف إصدار التهديدات ضد الفلسطينيين وقادتهم. وقد اتهمت الوزارة اثنين من مسؤولي الإدارة الأميركية "بإضاعة وقتهم في كتابة" تصريحات ساذجة "قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي توضح جهلهم الكامل" للفلسطينيين والصراع.

وفي بيان نشر في رام الله، أخذت الوزارة على عاتقها تكليف الإدارة الأميركية بتدابيرها العقابية الأخيرة ضد الفلسطينيين، بما في ذلك وقف 25 مليون دولار من المساعدات للمستشفيات في القدس الشرقية، وقالت إنه بدلا من البكاء على الوضع الإنساني في قطاع غزة وتقليص المساعدات للمستشفيات، تحتاج الإدارة الأميركية للتدخل مع إسرائيل لوقف هدم حي الصفيح البدوي في خان الأحمر، شرق معاليه أدوميم. وقالت الوزارة "نعتقد أنه لا كوشنر ولا غرينبلات سيكون لديهم الشجاعة لاتخاذ مثل هذه الخطوة لأن ذلك يتعارض مع مواقفهم العدائية تجاه حقوق شعبنا".