نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي

جدّد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، تأكيد الحكومة اليمنية حرصها على تحقيق السلام، مشيرًا إلى أنّ الحكومة قدمت الكثير من التنازلات والقبول بكل المقترحات التي كانت تتقدم بها الأمم المتحدة طوال الفترة الماضية وانفتاح الحكومة اليمنية على كل الأفكار التي تحقق سلاماً مستداماً وفقاً للمرجعيات الثلاث في الوقت التي رفض تحالف الانقلاب كل ذلك واختاروا طريق الحرب التي يشنوها على الشعب لتمرير مخططات إقليمية وتحقيق الطموح الإيراني في النفوذ والهيمنة على المنطقة .

وأكد المخلافي في الندوة التي نظمتها المندوبية الدائمة لليمن وبعثة المملكة العربية السعودية الشقيقة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الـ21 أغسطس/آب الجاري تحت عنوان (شركاء من أجل سلام مستدام في اليمن ) أن استمرار دعم الحكومة اليمنية لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، موضحاً أن الحكومة وافقت على المقترحات الأخيرة الخاصة بمحافظة الحديدة وآلية توريد الإيرادات للبنك المركزي وصرف المرتبات .

واستعرض المخلافي الأحداث التي مرت بها اليمن منذ قيام الثورة الشبابية الشعبية، وقال إنّ "ما حدث في اليمن في فبراير 2011 كانت ثورة شعبية سلمية متميزة في اطار ما عرف بالربيع العربي وشاركت فيها المرأة بصورة واسعه كما لم يحدث في ثورة أخرى وانتهت بتسوية ممثلة بالمبادرة الخليجية التي نصت على انتخاب نائب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس للجمهورية لفترة انتقالية يتم فيها حوار وطني شامل تشارك فيه كل القوى السياسية وتناقش فيه كل القضايا التي تولدت عن فترة حكم صالح وعقد الحوار وكان بشهادة العالم كله تجربة متميزة وفريدة قدمت نموذج غير مسبوق، تكون الحوار الوطني من 565 بينهم 30 ‎بالمائة من النساء و 20 بالمائة من الشباب ، وحضرت كل الأحزاب ، وكل المناطق، وكل القضايا بما في ذلك مشكلة صعدة التي تولدت عن ستة حروب لنظام صالح مع الحوثين الذين يتحالف معهم اليوم وحضرت القضية الجنوبية والحراك الجنوبي وكانت القرارات تؤخذ بالتوافق ، وكل ما حدث كان بدعم ومشاركة من المجتمع الدولي".. لافتاً إلى أن مجلس الأمن عقد اجتماعه في صنعاء وبحضور الأمين العام بان كي  مون وصدرت العديد من القرارات التي ايدت خطوات انتقال السلطة وأيدت مخرجات الحوار الوطني ، وانتهى مؤتمر الحوار واقر تشكيل لجنة لصياغة الدستور وفقا لمخرجات الحوار ، وكانت التسوية تضمن لحزب صالح المشاركة بنصف الحكومة ولم يكن هناك إقصاء له"، وأشار إلى أن ما حدث في اليمن بعد ذلك هو انقلاب مكتمل الأركان ليس فقط على السلطة الانتقالية في اليمن لكن على الدولة والوحدة الوطنية وعلى المرجعيات الوطنية والعربية والدولية التي كان الانقلابين شركاء فيها وملزمين بها وفي مقدمتها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وخاصة القرار 2216 .

وذكر الوزير المخلافي أن الانقلاب تم بوسيلة العنف وعبر عملية الغزو وعلي صالح الرئيس السابق أعطي حصانة تامة من كل أفعاله مقابل تسليم السلطة ووافق على المبادرة الخليجية ولكنه لم يلتزم بها وتحالف مع الحوثيين الذين تحارب معهم ستة حروب قبل ذلك ضحاياها بالألاف.. موضحاً أن الانقلابين قاموا بخطف سفير اليمن بواشنطن حالياً الذي كان حينها مدير مكتب الرئاسة يوم تسليم مسودة الدستور للهيئة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار بطريقة تقليدية تهدف إلى تعطيل إقرار مسودة الدستور واستكمال الفترة الانتقالية .

ونوه الوزير المخلافي إلى أن الحكومة كان خيارها الدائم هو السلام.، مؤكداً أن الحرب لم تكن خيار الرئيس هادي ولا الحكومة ولا الائتلاف الواسع للقوى الوطنية الذي لازال قائما حتى الآن الداعم للشرعية وهو يمثل كل ألوان الطيف السياسي عدا الحوثين وجناح صالح في المؤتمر الشعبي العام الذين كان خيارهم جميعا السلام وكان هناك وسيط أمميا هو جمال بن عمر وتم اتفاق سمي اتفاق السلم والشراكة يوم غزو صنعاء في 21 سبتمبر 2014 الذي وافقت عليه القوى الوطنية رغم ما فيه من حيف حقناً للدماء لكن الانقلابين لم يلتزموا به وجرت محاولة قتل الرئيس وغزو مقر إقامته وحصار الحكومة وغزو المدن والمحافظات"، وفيما يتعلق بتاريخ انطلاق الحرب أوضح وزير الخارجية أن الحرب بدأت عندما قررت المليشيا استخدام السلاح والعنف لتغيير الواقع السياسي والتوسع على حساب الدولة وقال "البعض يؤرخ لما يعرف بالحرب في اليمن ب28مارس 2015 يوم بدأت عاصفة الحزم وهذا غير صحيح الحرب بدأت قبل ذلك بكثير عبر عملية غزو مستمرة وعبر محاولة قتل الرئيس في 19 يناير 2015 وعبر عملية احتلال العاصمة في 21 سبتمبر 2014 وهذه واحده من الحقائق التي ينبغي الانتباه لها ، فالحرب لم تبدأ عندما بدأت عاصفة الحزم وإنما كانت عاصفة الحزم الخيار الأخير لإنقاذ اليمن ."
وأشار إلى أن عملية اسر الرئيس هادي استمرت لمدة شهر ثم ذهب إلى عدن واعلنها عاصمة مؤقته في 21 فبراير 2015 وكانت الآمال معقوده أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الحوار لكن حاول الانقلابيون قتل الرئيس في عدن بقصف مقر إقامته بالطائرات كل هذا كان قبل عاصفة الحزم .
ولفت المخلافي إلى انه في 28 مارس 2015 وصل غزو المليشيا إلى محافظة تعز وبعدها إلى محافظة عدن حينها استعان الرئيس هادي بالتحالف العربي وكان ذلك هو الخيار الأخير كون الرئيس عليه مسؤولية دستورية وجاء التحالف العربي لإنقاذ اليمن من جماعة همجية متخلفة لديها الكثير من الأفكار الدينية والكثير من الأفكار المتعلقة بالحق الإلهي بالحكومة وهي من أفكار الإمامة التي أسقطتها ثورة 1962 وهي الأفكار التي يعتبر الحوثيين امتداد لها. 

وبين الوزير المخلافي أن الحكومة وانطلاقا من رغبتها في استكمال الفترة الانتقالية التي لم يكن متبقي لها غير إقرار الدستور بعد المناقشة ثم الذهاب للانتخابات ورغبة منها في تحقيق السلام وافقت على الذهاب إلى جنيف ثم بييل في سوسرا وبعدها إلى الكويت لمدة 115 يوما وكان العالم ممثلا بالدول الـ 18 شريكا وشاهد على كل ما دار في هذه الجولات، وقال وزير الخارجية "كانت خلاصة هذه الجولات أننا وافقنا على كل ما طلب منا من المجتمع الدولي وهم رفضوا كل ما طلب كل الذي يريدونه هو شرعنة هذا الانقلاب وهو امر غير مقبول، في كل جولات المحادثات وافقنا على تجزئة الحلول بما فيها أننا أبدينا مرونة في تطبيق القرار 2216 وافقنا في بييل في سويسرا على ثلاث نقاط لبناء الثقة وهي ان يتم فك الحصار عن مدينة تعز ، اطلاق المعتقلين السياسيين ، وان يتم وقف اطلاق النار ، ولم يتم الإفراج عن المعتقلين حتى الان ولم يرفع الحصار عن مدينة تعز المظلومة حتى الآن وهي محاصرة من عامين وبالتأكيد لم يتحقق وقف اطلاق النار لان لدى الانقلابين تصور واحد لوقف اطلاق النار هو وقف الطيران لكي يتمكنوا من قتل الناس بما لديهم من أدوات على الأرض ونحن تصورنا لوقف اطلاق نار شامل".
وأكد أنّ وهم السيطرة والانفراد من قبل الحوثين وهم أقلية ووهم عودة صالح إلى الحكم الذي حرك هذه الحرب سينكسر وسيعم السلام من جديد ربوع اليمن.
وشارك في الندوة وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب سيف فتح والمستشار بالديوان الملكي رئيس مركز سلمان لإغاثة ولأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة وسفير اليمن لدى واشنطن الدكتور احمد عوض بن مبارك وسفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد آل حابر ومندوب بلادنا الدائم لدى الأمم المتحدة خالد اليماني ومندوب الملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي وعدد كبير من الدبلوماسيين ،كما شارك في الندوة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد