محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني

كشف محافظ حضرموت اليمنية، اللواء فرج سالمين البحسني، عن مقتل أكثر من 400 متطرف من تنظيم «القاعدة» والقبض على نحو 100 آخرين بينهم عناصر خطرة مدرجة على قوائم الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج، وذلك خلال العمليات العسكرية التي قامت بها القوات اليمنية منذ تحرير المكلا في 2016. ورفض في تصريحات صحافية بمناسبة زيارته للرياض، مزاعم وجود سجون سرية في حضرموت، لافتًا إلى أن من يروج لمثل هذه الادعاءات معروفون وخصوصًا إيران وقطر.

وبشأن الأوضاع الراهنة في حضرموت، أوضح البحسني أن "تنظيم «القاعدة» استفاد من انقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية وتمكن من احتلال مدينة المكلا عاصمة حضرموت والمدن الساحلية الأخرى، وخلال مكوثه أكثر من عام، عطل تنظيم المدارس والقضاء والأمن ومصالح المواطنين وأعدم المواطنين في الساحات العامة. كان للتحالف بقيادة السعودية والإمارات دورًا كبيرًا في إنقاذ حضرموت بعد نجاح عملية تحرير ساحل المحافظة في 24 نيسان/ أبريل 2016. بعدها تمت عملية متابعة العناصر الإرهابية، والآن تنعم حضروت بالأمن والاستقرار، لأن القوات التي تمسك بزمام الأمن مدربة وتم دعمها وتسليحها بشكل ممتاز من السعودية والإمارات".

وردًا على مزاعم بشأن وجود سجون سرية في حضرموت، علق البحسني قائلًا "لدينا مؤسسات وقضاء تجعلنا في غنى عن أي سجون سرية. لدينا سجون رسمية متطورة جدًا. والذين يروجون لهذه المزاعم معروفون لدينا، خصوصًا إيران وقطر. هذا الموضوع مردود عليهم ويستخدم لأغراض سياسية، وقد زارت منظمات حقوقية وإنسانية حضرموت وشاهدت مستويات السجون الرسمية وأشادت بالخدمات المقدمة فيها".

وأكد البحسني أن الهدف الرئيس من زيارة السعودية، التركيز على الملفات الخدمية وإعادة الإعمار، قائلًا "بالنسبة لنا تمثل المرجع الأساسي في دعمنا والوقوف معنا، والآن نحتاج إلى التنمية وتوفير الخدمات للمواطنين"، مبينًا أن أبرز الاحتياجات الملحة للمواطنين هي الكهرباء والتعليم والصحة ومياه الشرب.

وفيما يتعلق بسبب شراء الطاقة الكهربائية من التجار وليس الحكومة، أجاب البحسني "مع الأسف التنمية في حضرموت لم تكن خلال العقود الماضية بالمستوى المطلوب ولم تعط الاهتمام الكافي من الدولة آنذاك، واعتمدت على شراء الطاقة من التجار بأسعار عالية وتكبدنا مبالغ كبيرة. في السابق كانت الدولة تغطي الفرق، واليوم لا نستطيع تغطية 10 في المئة من قيمة الطاقة لاعتمادنا على مواردنا المحلية المحدودة"، لافتًا إلى "أن صفقات النظام السابق كانت مرتبطة بالفساد والريبة، ونحن اليوم نكتوي بهذه العمليات غير النظيفة التي تمت خلال الأعوام الماضية".

ونوه  البحسني بخطط الدولة لتملك الطاقة الكهربائية وتوفيرها للمواطنين بسهولة، قائلًا "ففي ظل الحرب وضعت خطة بتوجيه من الرئيس عبد ربه منصور هادي حيث تم خلال أقل من عام بناء محطة كهربائية في الهضبة بمحطة بترو مسيلة طاقتها 75 ميغاوات، والآن تغطي الوادي. كذلك، نحن نجري حاليًا مشاورات مع السعودية لإنشاء محطة كهربائية بطاقة 100 ميغاوات، كما أن الإمارات ستساهم في الكهرباء، وبإذن الله موضوع الكهرباء سيحل بحلول العام المقبل".

من ناحية أخرى، أوضح البحسني بشأن نتائج العمليات التي استهدفت تحرير حضرموت من المجموعات الإرهابية وخصوصًا تنظيم «القاعدة»، أن "الوضع اختلف عن السابق. نحن اليوم نواجه الإرهاب بعزيمة ومصداقية وتعامل جاد، مما دفع العناصر الإرهابية إلى الانسحاب. سابقًا، كان التعامل معهم يتسم بشيء من الريبة وأحيانًا يترك لهم المجال لاحتلال المكلا لشل المحافظة، لكن الوضع الآن اختلف، إذ تم إلحاق هزائم كبيرة بهم. لقد قتل أكثر من 400 إرهابي منذ بدء عمليات التحرير، والقبض على أكثر من 100 آخرين، بينهم عناصر خطرة مطلوبة دوليًا وخليجيًا"، لافتًا "اكتشفنا مجموعات إرهابية من دول أوروبية وآسيوية، البعض قتل والبعض مقبوض عليه".

وبخصوص اللغط الذي يدور حول دور قوات النخبة الحضرمية التي تشكل رأس الحربة في مواجهة «القاعدة»، ووصف البعض هذه القوات بالميليشيات، أوضح البحسني "البعض يخلط الأمور بفهم وغير فهم. عندما نقول قوات نخبة فإننا نعني وحدة معينة موجودة في كل جيوش العالم. هي في العادة وحدة مدربة تدريبًا خاصًا، تنفذ مهمات خاصة ولديها روح معنوية عالية، وقد تكون في منطقة أو كتيبة أو سرية. نحن نعلم من يروج لهذا العمل العدائي ضد هذه القوة لأنهم لا يروق لهم ما يحدث في حضرموت ولا يرتاحون للنجاحات الأمنية. لدينا وثائق تثبت أن هذه قوة دستورية منظمة تشكلت بقرارات رئاسية وقادتها ضباط معروفون محترفون في الجيش، وليست ميليشيات. إنها تتبع تعليمات الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وتلتزم بالعمل تحت الشرعية وتتعاون بشكل وثيق مع قوات التحالف".

وأبرز البحسني، أن عمليات التهريب التي تتم عبر الساحل خصوصًا الأفواج البشرية الآتية من أفريقيا وانضمام بعضهم للميليشيات الحوثية، مشكلة ما زلنا نعاني منها، ونحتاج لمساعدة من الدول الأخرى بشأنها لأن إمكانياتنا محدودة. هذه المجاميع كانت تتدفق بأعداد كبيرة على السواحل اليمنية. أعدادها تراجعت لكن لا تزال مستمرة"، مبينًا "رصدنا على مدى الأعوام الماضية عمليات تهريب بمختلف أشكالها للأسلحة للميليشيا الحوثية برًا. بعضها عبر شاحنات المياه، وعبر الصحراء والبحر، وقبضنا على مجاميع كبيرة من المتورطين"، مضيفًا "كانت هذه الأسلحة تأتي من إيران ويتم تهريبها عبر السواحل خصوصًا، لكن الإجراءات جرى تشديدها، خلال الأشهر الستة الأخيرة، لضبط السواحل بين حضرموت والمهرة".

وتابع البحسني أن "مطار الريان يمثل مسألة حيوية وإستراتيجية لمواطني حضرموت والمحافظات الأخرى، فهو البوابة الشرقية للبلد، العمل يجري على قدم وساق ويتم تثبيت التجهيزات ونتوقع إعادة افتتاحه خلال الشهرين المقبلين"، مبرزًا أن "حضرموت دحرت الإرهاب وثبتت الأمن والاستقرار، وأتاحت للحكومة الشرعية إعادة تصدير النفط والاستفادة من مواردها. بعد أقل من نصف شهر من تحرير المكلا تمكننا من إعادة تصدير النفط والآن جميع حقول النفط تعمل وتصدر نحو 30 ألف برميل يوميًا، وستزداد تدريجيًا، وهو ما مكن الشرعية من الحصول على موارد مالية جيدة في وقت صعب. حضرموت حرمت خلال العقود الماضية، لكن اليوم بتواجد الرئيس هادي وتفهمه وتواجد التحالف ومعرفتهم بقواعد العمل الإنتاجي خصص 20 في المئة من إيرادات النفط للمحافظة وهذه تساعدنا رغم محدوديتها في أمور الكهرباء وغيرها".