رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الإثنين، أنَّ إسرائيل ستواصل تنفيذ ضربات عسكرية في سورية رغم قرار وقف إطلاق النار الروسي الأميركي، وذلك بعد أن أفادت تقارير أنَّ وقف إطلاق النار سيسمح للقوات الإيرانية بالبقاء على بُعد 5 كم فحسب من الحدود الإسرائيلية.
 
وخلال حديثه في اجتماع حزب "الليكود" الأسبوعي، وصف نتنياهو السياسة الأمنية الإسرائيلية بأنَّها "المزيج الصحيح من الحزم والمسؤولية"، وقال إنَّه أخبر موسكو وواشنطن بأنَّ إسرائيل ستواصل تنفيذ الضربات في سورية على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار "بما يتفق مع فهمنا ووفقًا لاحتياجاتنا الأمنية "، وفقًا لما جاء في تقريرٍ لصحيفة "جورزاليم بوست" الإسرائيلية.
 
وقد انتقد نتانياهو علنًا ​​اتفاق وقف إطلاق النار، قائلًا إنه لا يتضمن أي أحكام لوقف التوسع الإيراني في المنطقة، فيما عقدت الحكومة الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة محادثات مع موسكو وواشنطن وعمان في محاولةٍ لضمان أن يُحدد الاتفاق المنطقة العازلة على بعد نحو 40 كم. من حدود إسرائيل.
 
ولطالما كانت الحدود مع سورية متوترة منذ اندلاع الحرب في عام 2011، وأعرب المسؤولون الإسرائيليون مرارًا عن قلقهم إزاء تزايد الوجود الإيراني على حدودها وتهريب الأسلحة المتطورة إلى "حزب الله" من طهران، وبسبب هذه المخاوف، اعترفت إسرائيل بتنفيذ نحو 100 غارة جوية على أهداف "حزب الله" وقوافل الأسلحة على مدى الأعوام الخمسة الماضية؛ وكذلك عشرات الهجمات الأخرى التي نُسبت إلى الدولة اليهودية.
 
وأكد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مجددًا على الخطوط الحمراء الإسرائيلية  الإثنين، مشيرًا إلى أنَّ "إسرائيل أوضحت أنَّها لن تقبل وجود إيران والجهات التابعة لها والوكلاء المنتسبين إليها في سورية، والتي سيكون بمثابة تهديدًا دائمًا ومصدر دائم للتوتر والاحتكاك وعدم الاستقرار."
 
وقد ألزمت روسيا نفسها، يوم السبت، بالعمل مع نظام الأسد لإبعاد القوات الإيرانية والميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله، وكذلك الجهاديين الأجانب الذين يعملون مع جبهة النصرة وجماعات متطرفة أخرى من جنوب غرب سورية، وبصفتها حليفًا للرئيس السوري بشار الأسد، تجد موسكو نفسها جزءً من تحالف بين دمشق وطهران، الراعي الرسمي لـ"حزب الله".
 
وقد أكدت روسيا، التي تعتبر إيران طرفًا رئيسيًا في حل الأزمة في سورية، مرارًا وتكرارًا على أهمية الدور الذي تلعبه الجمهورية الإسلامية في هذا البلد الذي مزقته الحرب، وقال وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس، إنَّ الوجود الإيراني على مقربة من الحدود "يُشكل خطرًا حقيقيًا على أمن إسرائيل والاستقرار الإقليمي بشكلٍ عام" مضيفًا إنَّ نتانياهو "يجب أن يستخدم كل الوسائل السياسية وغيرها من الوسائل لإبعاد المحور الشيعي من حدود إسرائيل"، مشيرًا إلى العمل العسكري المحتمل ضد إيران ووكلائها على الرغم من وقف إطلاق النار.
 
وفي الوقت الذي يبدو فيه أن الحرب في سورية تتناقص في صالح الأسد بسبب تدخل موسكو، تخشى إسرائيل أن تساعد إيران "حزب الله" على إنتاج صواريخ دقيقة التوجيه ومساعدتهم والميليشيات الشيعية الأخرى على تعزيز موطئ قدمهم في مرتفعات الجولان.
 
وكرر وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، السبت تحذيرات إسرائيل لإيران وحزب الله قائلًا إنَّ إسرائيل "لن تسمح للمركز الشيعي بإقامة قاعدة له في سورية"، بينما أوضح وزير الدفاع الروسىيسيرغي شويغو، الشهر الماضى، لإسرائيل إن موسكو وافقت على توسيع المنطقة العازلة بمقدار 10-15 كم. - حيث لن يسمح للجنود الإيرانيين وحزب الله بالدخول إليها، على طول الحدود الإسرائيلية السورية.
 
وجاء في البيان الذي نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط" التي تتخذ من لندن مقرًا لها، إنَّ روسيا رفضت طلب إسرائيل بمنطقة عازلة مساحتها 40 كيلومترًا،  ولكنَّها أعربت عن الاستعداد لتمديدها لتصبح 10-15 كم. خارج حدود المنطقة،  وأفادت الأنباء أن شويغو أبلغ المسؤولين الإسرائيليين بأن الـ 40 كيلومترًا يعتبر طلبًا غير واقعي وأنَّ القوات الإيرانية وحزب الله لم تقترب من الحدود منذ دخول القوات الروسية إلى سورية، قائلًا إنَّ الطلب "مبالغٌ فيه".
 
وذكر مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الاتفاقية الثلاثية التي وقعت يوم السبت سوف تجعل في النهاية جميع الإرهابيين الأجانب ومقاتلي الميليشيات يغادرون البلاد التي مزقتها الحرب.