الجيش اليمني

تقدمت قوات الجيش اليمني، المدعومة من التحالف العربي، الثلاثاء، 10 كيلومترات باتجاه مديرية الجراحي، غداة تحريرها مديرية حيس الإستراتيجية جنوب محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن، بمشاركة بارزة للقوات المسلحة الإماراتية التي وفرت عمليات الإسناد الناري والاستطلاع والدعم اللوجستي، وقامت بدور كبير في عملية تطهير «حيس» من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإيرانية بشكل كثيف، وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على «تويتر»: «القوات الإماراتية وضمن التحالف العربي تشارك في انتصار حيس، جيشنا يسطر أروع صفحات البذل والتضحية، وشبابنا فخرنا بعيدًا عن اللغو والخطابة، أبناء الإمارات هم السيف الصادق والمحزم المليان».

وقالت مصادر عسكرية ميدانية في حيس، إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تقدمت بإسناد جوي من طيران التحالف 10 كيلومترات باتجاه مديرية الجراحي، وأضافت أن اشتباكات متفرقة جرت مع مجاميع الميليشيات في مناطق شمال حيس تم استهدافها أيضًا بغارات لمقاتلات التحالف التي ضربت أيضًا تعزيزات للانقلابيين في الجراحي وجبل راس شمال وشرق المديرية، وأكدت مصادر الجيش والمقاومة فرض القوات الشرعية سيطرتها على كامل أجزاء حيس واعتقال العشرات الانقلابيين.

وتفصيلًا، وجهت مقاتلات القوات المسلحة الإماراتية ضربات متقنة ودقيقة لميليشيات الحوثي الإيرانية ما تسبب في قطع خطوط الإمداد عنها في هذه المعركة المهمة، فيما عملت القوات المسلحة على توفير الإسناد الناري والدعم اللوجستي والاستطلاع للمقاومة اليمنية خلال تقدمها على المحاور المختلفة نحو مديرية حيس، ما مكنها من فرض حصارًا قويًا على ميليشيات الحوثي في المديرية، وصولًا إلى الهجوم الشامل الذي شنته على المديرية ونجاحها في تحريرها، وإنزال هزيمة ساحقة وإحداث انهيار كبير بميلشيات الحوثي.

وتعد «مديرية حيس» ثانية مديريات محافظة الحديدة التي تسيطر عليها المقاومة اليمنية بعد الخوخة، وتسهم استعادتها في السيطرة على الخط الرابط بين تعز والحديدة وقطاع إمدادات وتعزيزات ميليشيات الحوثي الإيرانية. وعقب نجاح عملية التحرير عملت فرق الهندسة التابعة للقوات المسلحة الإماراتية على دعم المقاومة اليمنية خلال عملية تمشيط المديرية وتطهيرها من الألغام التي زرعتها ميلشيات الحوثي الإيرانية بشكل كثيف.

في المقابل، فرت عناصر ميلشيات الحوثي الإيرانية بأعداد باتجاه مديرية الجراحي التي تبعد نحو 20 كيلومترًا عن «حيس»، وتستعد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحريرها، وتواصل القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية أداء دورها البارز في تحقيق المزيد من الانتصارات على ميلشيات الحوثي الإيرانية، حيث تقوم بتنفيذ عمليات الدعم اللوجستي والإسناد الناري للجيش الوطني والمقاومة اليمنية خلال تقدمها لتحرير مختلف مناطق الساحل الغربي اليمني من ميليشيات الحوثي الإيرانية، وصولًا إلى دخول محافظة الحديدة الإستراتيجية والسيطرة عليها.

وواصلت قوات الجيش المسنودة من التحالف، الثلاثاء، تقدمها الميداني في المعارك ضد ميليشيات الحوثي بمدينة تعز. وذكر موقع الجيش على شبكة الإنترنت أن قوات الجيش استعادت سيطرتها على منطقتي الجبورية والصفراء في مدينة جبل حبشي، كما دارت مواجهات مسلحة في منطقة الضباب جنوب غرب المدينة، تركزت في محيط التلة السوداء وجبل المنعم والأشعاب.

وأشار بيان الجيش إلى تكبد الميليشيات عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى خلال المعارك، مؤكدًا وقوع انهيارات غير مسبوقة في صفوفها. فيما قتل مدني على الأقل وجرح 13 آخرين، بينهم خمسة إصاباتهم خطيرة، في قصف مدفعي عشوائي للميليشيات على حي عصيفرة السكني شمال تعز.

وحررت قوات الجيش والمقاومة أمس مناطق جبلية جديدة بمدينة ناطع في محافظة البيضاء وسط اليمن، وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن قوات الجيش المسنودة جوًا من التحالف انتزعت السيطرة الكاملة على جبل كتاف الواقع على أطراف مدينة ناطع بالقرب من مدينة الملاجم، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع الميليشيات خلفت 7 قتلى وعدد من الجرحى. كما قتل 3 حوثيين وجرح آخرون، في كمين للمقاومة في وادي الأعرام بمنطقة الزوب في بلدة القريشية شمال البيضاء.

واستمرت الاشتباكات المتقطعة والقصف المدفعي المتبادل بين قوات الشرعية وميليشيات الحوثي في بلدتي صرواح ونهم شرقي العاصمة صنعاء، فيما شن الطيران غارات على أهداف للحوثيين في محافظات عمران وصعدة وحجة. واستهدفت ضربة جوية هدفًا في منطقة مجزعة ببلدة القفلة في عمران، فيما دمرت 10 غارات جوية للتحالف أهدافًا ومواقع متفرقة للميليشيات في بلدات كتاف وسحار والظاهر في صعدة موقعة خسائر بشرية ومادية. كما شن الطيران نحو 8 غارات على مواقع وتعزيزات للميليشيات في مدينتي حرض وميدي بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية.

ونفذت القوات السعودية المشتركة عمليات عسكرية، قبالة حدودها في منطقة جازان. وأفاد مراسل «العربية» أن مدفعيات القوات السعودية تمكنت من استهداف أوكار جديدة لعناصر الميليشيات الحوثية قبالة جبل المنبه اليمني، المطل على الحدود السعودية. فيما أشار مصدر عسكري إلى أن المدفعية تعاملت مع عناصر متسللة، حاولت التمركز والمرور على سفح الجبل، لكن انتهى الأمر بمقتلهم وعددهم 7 عناصر.

إلى ذلك، تفقد مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن محمد علي المقدشي، الثلاثاء، كتائب القوات الخاصة بمحافظة مأرب، واطّلع على مستوى الجهوزية القتالية والمعنوية للمقاتلين. وأشاد بالانتصارات التي تحرزها قوات الجيش والمقاومة في الساحل الغربي وفي مختلف الجبهات بدعم وإسناد من قوات التحالف. مشيرًا إلى أن القوات المسلحة ترسم أيضًا الانتصارات في تعز التي ستتحرر قريبًا. وأوضح أن الجيش بات على أطراف صنعاء ويتقدم في البيضاء التي بات عدد من مناطقها ومديرياتها بيد الشرعية. مضيفًا أن العصابات الحوثية أصبحت مُهدّدة في عقر دارها بمحافظة صعدة مع تقدم الجيش والمقاومة في عمق المحافظة وباتجاه منطقة برط بمحافظة الجوف والاقتراب باتجاه حرف سفيان في محافظة عمران.

وأشاد المقدشي بالبطولات والتضحيات التي يبذلها الجيش والمقاومة والأشقاء في التحالف في سبيل إنقاذ اليمن وتحريره من العصابات الحوثية، معبرًا عن شكره للجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومواقفها الأخوية لدعم ومساندة الشعب اليمني لاستعادة دولته وشرعيته ومواجهة العصابات الحوثية والقوى التي تقف خلفها لتنفيذ أجندات مستوردة.