قوات "سورية الديمقراطية"

تشهد منطقة الجيعة الواقعة في الريف الغربي لدير الزور، توترًا بين قوات "سورية الديمقراطية" من جهة، وسكان من قرية الجيعة، عقب اقتتال دار بين الطرفين خلّف خسائر بشرية.
وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر أهلية فإن مشاجرة جرت بين دورية لـقوات سورية الديمقراطية وأهالي كانوا ضمن موكب زفاف، حيث تحولت المشادة إلى مشاجرة وتطورت إلى إطلاق نار على موكب الزفاف، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، مع معلومات مؤكدة عن استشهاد مواطنة جراء إصابتها بطلق ناري، فيما أكد الأهالي أن مواطنين ضمن موكب الزفاف عمدوا لتبادل إطلاق النار مع دورية قوات سورية الديمقراطية، وسط معلومات عن مقتل وإصابة عناصر من الدورية، لتعمد القوات إلى اقتحام القرية، في حين لم تتأكد المعلومات بشأن اعتقال شبان ورجال من القرية.

ونشر المرصد السوري في الـ 14 من شباط /فبراير من العام الجاري 2018، أنه يسود التوتر في منطقة غرانيج بالريف الشرقي لدير الزور، على خلفية شجار بين أهالي البلدة ودورية لقوات سورية الديمقراطية، تحولت لإطلاق نار تسببت بقتل 3 مواطنين وإصابة آخرين، وكشفت مصادر أهلية أن الشجار جرى بين أهالي في البلدة وبين دورية سورية الديمقراطية التي سيطرت على البلدة قبل أيام، على خلفية مداهمة منزل في البلدة بعد عودة أصحابه إليه من المناطق التي نزحوا إليها.

وجرى البحث داخل المنزل عن أسلحة، حيث وقع الشجار والمشادة كلامية بين مجموعة من الأهالي وبين عناصر الدورية، التي غادرت المنطقة وأطلقت النار على تجمع الأهالي تسببت في قتل رجل وسيدة وطفل ، فيما أصيب 3 آخرين بجراح، الأمر الذي أثار استياء الأهالي الذين احتجوا مطالبين بمحاسبة مرتكبي عملية القتل هذه، كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 7 من شباط من العام الجاري، أنه لا يزال التوتر سائدًا في بلدة الشحيل الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، على خلفية حادثة شجار جرت خلال الساعات الـ 24 الفائتة، نجم عنها خسائر بشرية بين مجموعات من قوات سورية الديمقراطية وأهالي البلدة.

وأوضح المرصد أن الشجار جرى بين عناصر من دورية لقوات سورية الديمقراطية مع صاحب أحد المحال التجارية في بلدة الشحيل، حيث بادر الأهالي بالتدخل وفض الشجار، إلا أن أحد عناصر الدورية، أطلق النار من رشاش متوسط، ليتسبب بقتل أحد المدنيين المسنين ويصيب 3 أطفال آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، الأمر الذي أثار حالة من الغليان والاستياء، والتي دفعت العشرات من القاطنين في البلدة الواقعة شرق نهر الفرات، بالريف الشرقي لدير الزور، لمهاجمة حاجز لقوات سورية الديمقراطية ومقار لهم في البلدة واحتجاز آليات لها، والمطالبة بتسليم القاتل، ليعقبها استقدام تعزيزات عسكرية وأمنية من قبل القوات إلى البلدة.

وأكدت المصادر الموثوقة حينها للمرصد أن وجهاء وأعيان من المنطقة أمهلوا قوات سورية الديمقراطية 48 ساعة للكشف عن هوية قاتل الرجل المسن، وتسليمه للقضاء لمحاسبته، وأن تتحمل القوات مسؤوليتها عن عمليات السرقة والنهب والسلب التي تجري في ريف دير الزور الشرقي، لأشخاص ينتحلون صفة عناصر في القوات ويقومون بسرقة المنازل، كما حذّرت العشائر من أنها ستعمد لحمل السلاح لتحمي نفسها من اللصوص والعصابات التي تداهمهم باسم قوات سورية الديمقراطية، كما شدّدت المصادر أن سورية الديمقراطية أبدت استجابتها، وأصدرت تعميمًا بمنع مداهمة المنازل ليلًا والتعامل مع كل مجموعة تنفذ مداهمات ليلية مرتدية زيها، كـ “عصابة لصوص”، وقد جاء هذا التحرك بعد حدوث عمليات سطو وسرقة لمنازل من قبل أشخاص ينتحلون صفة دورية لقوات سورية الديمقراطية

وفي درعا استهدف القوات الحكومية السورية بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون مناطق في بلدة النعيمة الواقعة في الريف الشرقي لدرعا، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف مناطق في بلدة الغارية الغربية، الواقعة في الريف ذاته، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما تعرضت أماكن في قرية تيرمعلة الواقعة في الريف الشمالي لحمص، لقصف من القوات الحكومية السورية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين استهدفت القوات الحكومية السورية بعدة قذائف، أماكن في منطقة الحولة، الواقعة في الريف نفسه، ما تسبب بأضرار في ممتلكات مواطنين، فيما لم ترد معلومات عن وقوع إصابات.

وفي سياق آخر، تعرضت أماكن في مخيم اليرموك بجنوب العاصمة دمشق، لقصف من القوات الحكومية السورية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية في المخيم، الذي يسيطر تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة منه، والذي كان شهد في الأيام الفائتة اشتباكات بين هيئة "تحرير الشام" من جانب، وتنظيم “داعش” من جانب آخر، على محاور في المخيم تمكن التنظيم خلاله من تحقيق تقدم على حساب تحرير الشام وقتل وقضى في الاشتباكات عدد من مقاتلي الطرفين

ولا يزال القتال متواصلًا في منطقة عفرين في استمرار لعملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها القوات التركية في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، حيث تتركز الاشتباكات في القطاعين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي من ريف عفرين، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات متفاوتة العنف بين القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب، ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي من جانب آخر، على محاور في ناحية شرَّا ومحاور أخرى في محيط وأطراف بلدة جنديرس ومنطقة الشيخ حديد، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال.

وتسببت الاشتباكات والاستهدافات وانفجار الألغام في سقوط خسائر بشرية من صفوف الفصائل، حيث ارتفع إلى 359 على الأقل عدد عناصر القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية بينهم 68 جنديًا من القوات التركية، ممن قُتلوا وقضوا في الاشتباكات مع القوات الكردية في منطقة عفرين، فيما ارتفع إلى 316 عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي، ممن قضوا في القصف والاشتباكات بريف عفرين، كذلك أصيب المئات من المدنيين والمقاتلين والجنود بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لإعاقة دائمة.

وكانت القوات التركية تمكنت من التقدم والسيطرة على 97 قرية وبلدة بينهم بلدتان اثنتان هما بلبلة وراجو، منذ بدء عملية “غصن الزيتون”، أي ما يعادل نحو 28% من مجموع بلدات وقرى عفرين، كذلك فإن عمليات السيطرة المتسارعة هذه جاءت عقب دخول القوات الحكومية السورية الشعبية إلى منطقة عفرين، منذ الـ 20 من شباط 2018، حيث سيطرت القوات التركية والفصائل منذ التاريخ آنف الذكر، وحتى اليوم الـ 5 من آذار / مارس الجاري، على أكثر مما سيطرت عليه خلال أول شهر من عملياتها، حيث بلغ تعداد المناطق التي سيطرت عليها قوات عملية “غصن الزيتون” منذ دخول القوات الحكومية السورية الشعبية، 52 قرية من ضمنهم بلدة راجو، كما تمكنت القوات التركية من دخول بلدة الشيخ حديد وباتت على أطراف بلدة جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، ومحيط بلدة شرَّا بريف عفرين الشمالي الشرقي، مع سيطرتها على أكثر من نصف بحيرة ميدانكي “17 نيسان”، واقترابها لمسافة نحو 12 كلم من مدينة عفرين المهمة، وشهدت هذه الفترة مقتل 58 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية الشعبية، حيث كانوا دخلوا باتفاق سابق بين القوات الكردية والقوات الحكومية السورية والذي يسمح لقوات الأخيرة بالانتشار في منطقة عفرين التي تشهد هجومًا من قبل القوات التركية وفصائل سورية معارضة مشاركة معها في العملية

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق استشهاد 19 مدنيًا على الأقل بينهم طفلان و4 مواطنات، ممن قضوا الاثنين، ليرتفع إلى 171 بينهم 29 طفلًا و25 مواطنة، عدد الشهداء من الكرد والعرب والأرمن، ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، كما تسبب القصف بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، في حين تعرض بعضهم لإعاقات دائمة

وعلى الجانب الآخر، تستمر عمليات القصف الجوي والبري على غوطة دمشق الشرقية، حيث استهدف القصف بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية والصواريخ مناطق في مدينة حمورية، ما تسبب بانبعاث رائحة كريهة بعد القصف، وإصابة أكثر من 18 شخصًا بحالات اختناق وضيق تنفس، في حين تواصل أعداد القتلى المدنيين ارتفاعها في غوطة دمشق الشرقية، لتشهد اليوم الأكثر دموية منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي في الـ 24 من شباط 2018، حيث ارتفع إلى 80 بينهم 7 أطفال و8 مواطنات هم 5 شهداء قضوا في بلدة حزة، و3 مواطنين قُتلوا في قصف جوي مدينة زملكا، ومواطنان استشهد في قصف جوي على كفربطنا وبلدة الأشعري، و3 مواطنين قُتلوا في قصف جوي على مدينة سقبا، و10 مواطنين بينهم طفلة قُتلوا في قصف جوي على مدينة حرستا، وطفل استشهد في قصف جوي على بلدة مديرا، ومواطن استشهد في قصف جوي على بلدة عين ترما، و8 مواطنين بينهم مواطنتان قُتلوا في القصف الجوي على مدينة دوما، و9 مواطنين هم 4 أطفال و5 مواطنات قُتلوا في قصف قبل وبعد منتصف ليل أمس على جسرين، و19 مواطنًا بينهم طفل ومواطنة قُتلوا في القصف الجوي قبل وبعد منتصف ليل أمس على حمورية، و19 شهيد في بلدة كفربطنا قُتلوا جراء قصف جوي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة نحو 300 شخصًا بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم أصيب بإعاقات دائمة، فيما لا يزال هناك مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي والبري على غوطة دمشق الشرقية.

وبذلك ليرتفع إلى 775 مدنيًا سورية عدد الشهداء الذين وثق المرصد السوري استشهادهم من أبناء غوطة دمشق الشرقية، بينهم 173 طفلًا دون سن الثامنة عشر، و106 مواطنات، قُتلوا جميعًا خلال عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين وزملكا وحمورية وجسرين وكفربطنا وحزة والأشعري والأفتريس وأوتايا والشيفونية والنشابية ومنطقة المرج ومسرابا ومديرا وبيت سوى ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية المحاصرة، كما تسبب القصف خلال هذه الفترة التي استكملت أسبوعين منذ انطلاقتها، في إصابة نحو 3900 مدني بينهم مئات الأطفال والمواطنات بجراح متفاوتة الخطورة، فيما تعرض البعض لإعاقات دائمة، كذلك لا تزال جثامين عشرات المدنيين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي المدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية السورية على غوطة دمشق الشرقية.

 ومن ضمن المجموع للشهداء الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان 243 مدنيا بينهم 36 طفلًا دون سن الثامنة عشر و30 مواطنة، ممن قُتلوا ووثقهم المرصد السوري منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي، الذي لم يفلح مرة جديدة في وقف القتل بحق أبناء غوطة دمشق الشرقية، كما تسبب القصف بوقوع مئات الجرحى والمصابين، حيث لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، وسط حالة إنسانية مأساوية يعيشها أهالي الغوطة الذين أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنهم لا يفارقون الملاجئ خشية القصف المكثف، وسط عجز الكادر الطبي عن إسعاف الحالات الطبية جميعها

كذلك كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان إخراج الطائرات الحربية والمروحية والقصف المكثف على الغوطة الشرقية أكثر من 10 مراكز طبية وإسعافية ومشافي عن الخدمة جراء استهدافها في سقبا ودوما وبيت سوى وجسرين وعربين ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، لتتناقص القدرة الطبية بشكل كبير، وتضيق الأماكن بالجرحى الذين يتوافدون نتيجة عمليات القصف المكثف والمستمر من قبل القوات الحكومية السورية التي يقودها العميد سهيل الحسن.