جنازة شهيد الوطن سعيد مطر الكعبي

أدَّت جموع غفيرة من المصلين بجامع التوحيد في منطقة القرية بالفجيرة صلاة الجنازة على جثمان شهيد الوطن سعيد مطر الكعبي الذي انتقل إلى جوار ربه خلال أدائه واجبه الوطني في عمليتي "عاصفة الحزم وإعادة الأمل" ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن. كما أدى الصلاة عدد من المسؤولين وكبار ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين. وشيع المصلون جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير حيث ووري الثرى بمقبرة القرية ودعا الجميع الله العلي القدير أن يتغمد شهيد الوطن بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

والتقت صحيفة "الاتحاد" أفراد أسرة الشهيد الكعبي، وأهالي المنطقة الذين عبروا عن فخرهم واعتزازهم بابنهم شهيد الواجب، فقال خليفة الكعبي الشقيق الأكبر للشهيد: إن أخي مصدر فخر لنا جميعا، تألمنا لفراقه ولكننا في الوقت ذاته فخورون به جداً، فقد ضحى بروحه فداء لوطنه، مشيراً إلى أن أخاه الشهيد كان خلوقاً محباً ومحبوباً من الجميع.وأضاف إن مشاركة هذه الأعداد الكبيرة من الأهالي الذين قدموا من قريب وبعيد في تشييع جنازة أخي خفف عنا كثير، وأشعرنا بأن الشهيد ليس فقيدنا فقط وإنما هو فقيد الوطن وابن لكل أسرة إماراتية.

وعلق شقيق الشهيد الأكبر على مقطع الفيديو الذي انتشر بشكل كبير ويضم مشهداً للشهيد سعيد وهو يحفر قبراً بقوله: لقد كان أخي يشارك الأهالي أفراحهم وأحزانهم باستمرار وقد كان حريصاً على المساعدة في تجهيز الجنائز في منطقتنا التي تعتبر أسرة واحدة وأخي أحد أفرادها. ونقل شقيق الشهيد كلمات على لسان أم الشهيد التي أكدت أنها فخورة بابنها، رغم ألم فراقه إلا أنها احتسبته عند الله مع الصديقين والشهداء، وأن أبناءها جميعهم فداء للوطن وأمنه ومكتسباته.

من جهته قال أحمد الكعبي شقيق الشهيد:إننا جميعاً فداء للوطن وعلى استعداد تام لتقديم الأرواح لحماية وطننا وأمننا، وأننا فخورون بشقيقي الشهيد الغالي، المعروف بمكانته المتميزة بين جميع المحيطين به، ودماثة أخلاقه وطيبته وشجاعته وحبه للناس، وهو اجتماعي جداً مع الآخرين والمحيطين به، لذا شهد جنازته جمع غفير من أبناء منطقتنا القرية والمناطق المحيطة بها، وأني أسأل المولى القدير أن يتقبله مع الشهداء ويسكنه فسيح جناته. وقال راشد الكعبي شقيق الشهيد: إن الوطن غالٍ ونحن جميعاً فداء للوطن، لقد قدم شقيقي الغالي سعيد تضحية عظيمة تجعلنا نفخر به جميعاً، وعزائنا لأنفسنا بأن خصه الله سبحانه وتعالى بهذا الشرف العظيم، بان يكون شهيداً في خدمة الوطن وفي سبيل الواجب، ونحن نرفع أيدينا بالدعاء بان يسكنه الله فسيح جناته.

وأكد المواطن محمد الكعبي من منطقة القرية: إن نيل شرف الشهادة لا يقتصر على الشهيد وحده أو على أسرته، بل هو فخر لجميع أهالي منطقة القرية وجميع أبناء الفجيرة، إننا نثبت للعالم أن أبناء الإمارات على قدر عالٍ من المسؤولية تجاه وطنهم وقيادتهم، نحن أقوياء بروح أبنائنا وبحكمة قادتنا، ونحن متكاتفون لا تهزنا محن ومنتصرون بإذن الله، في ظل قيادتنا الرشيدة ونقول لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة: تقدم ونحن جندك.

وقال المو اطن عبدالله خميس:نحن اليوم نشيع بطل جديد ينضم لقائمة الشرف، نحن فخورون جداً بأخوتنا وأبنائنا الذين قدموا أرواحهم في سبيل رفعة وطنهم وحمايته. وقال المواطن سالم الكعبي: أسأل الله القدير أن يتقبل أبناءنا مع الشهداء والصالحين، مؤكداً أن استشهادهم أثناء تأدية الواجب إنما هو مصدر اعتزاز وفخر لكل مواطن من أبناء الدولة، وأننا جميعاً جند لهذا الوطن وفداء لترابه ولقيادتنا الرشيدة، وبرأيي أن هذه الأعداد الضخمة من الأهالي الذين توافدوا لتشييع الجثمان، إنما هم جميعاً فخورون بتضحيته العظيمة


وكان جثمان الشهيد العريف/‏‏‏1 سعيد مطر علي الكعبي قد وصل امس إلى مطار البطين الخاص بأبوظبي، على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة، وجرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال الجثمان، حيث كان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة، وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد نعت أمس الشهيد الذي انتقل إلى جوار ربه خلال أدائه واجبه الوطني في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن مشاركة قواتنا في عمليتي "عاصفة الحزم وإعادة الأمل" في إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة.