انتهاكات الحوثيين بحق المدنيين في اليمن

اتهمت منظمة "هيومن رايتس وتش" ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية، ارتكبت انتهاكات بحق المدنيين في اليمن، مشيرة إلى أن مليشيات الحوثي وصالح شنّت هجمات مدفعية متكررة وعشوائية على أحياء سكنية في تعز ثالث أكبر مدن اليمن، في انتهاك لقوانين الحرب، خلال فترة 10 أيام في أيار/مايو 2017".

وذكرت المنظمة أن ضحايا مدنيين، بينهم أطفال، سقطوا خلال الهجمات العشوائية للمليشيات على أحياء تعز السكنية، مشيرة إلى أن القصف على المناطق المأهولة يتسبب في خسائر هائلة بين المدنيين، داعية لوقف هذه الأعمال فوراً، ولفت التقرير إلى أن المليشيات أطلقت، خلال السنتين الماضيتين، بشكل متكرر وعشوائي، قذائف هاون وصواريخ من أماكن مرتفعة في منطقة الحوبان، شمال شرقي تعز، على مناطق كثيفة السكان. 

ونقلت المنظمة الدولية عن شهود عيان في تعز قولهم إن قوات الجيش الموالي للحكومة لم تكن متواجدة في هذه المناطق وقت وقوع الهجمات، وعادة ما تقوم ميليشيا الحوثي وصالح بشن قصف متكرر بالأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية، في تعز المحاصرة، مما يتسبب بسقوط ضحايا مدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها الشديد إزاء نمط الهجمات الجوية الأخيرة في اليمن، التي أدت إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين في محافظتي صعدة وتعز، وقال رئيس بعثة اللجنة في اليمن ألكسندر فيت إن أفرادا من البعثة كانوا في طريقهم إلى قرية "محضة" الواقعة على أطراف مدينة صعدة، عندما شاهدوا منزلا مسوّى تماما بالأرض بفعل الانفجار، وأضاف أنه وفقا لما أورده شهود عيان فقد استهدفت ضربة جوية واحدة هذا المنزل في وقت مبكر من صباح الرابع من أغسطس/آب الجاري.

واستنكر فيت -عبر موقع اللجنة الرسمي على الإنترنت- استهداف الأطراف المتقاتلة الأماكن العامة كالأسواق والمنازل، وقال إن ذلك يتناقض مع المبادئ الأساسية لقانون النزاعات المسلحة، ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف إلى ضمان توخي الحرص المتواصل أثناء سير العمليات العسكرية على تفادي المدنيين والأماكن العامة.

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير دعا الأسبوع الماضي "الأطراف المتحاربة" في اليمن -بما فيها دول التحالف العربي- إلى "اتخاذ خطوات ملموسة" للتخفيف من معاناة المواطنين اليمنيين، ودعا المسؤول الدولي في تصريحه جميع الأطراف إلى "التوقف عن رهن العمل الإنساني بتحقق مآرب سياسية، والعمل على تيسير تدفق المساعدات والإمدادات الضرورية -مثل الدواء- إلى اليمن وعبر أراضيه.

وبدأ ماورير زيارة إلى اليمن الأحد الماضي شملت محافظات عدن وتعز وصنعاء، حيث اطلع على الوضع الإنساني المتدهور في تلك المحافظات، والتقى عددا من المسؤولين الحكوميين وقيادات في جماعة الحوثي وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ويعاني الآلاف من موظفي الدولة من فقر مدقع في ظل عدم حصولهم على رواتبهم منذ عشرة اشهر، بعدما نقلت الحكومة المعترف بها دوليا البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن في سبتمبر أيلول 2016، وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الحرب الأهلية اليمنية المستعرة منذ أكثر من 3 سنوات ،كما انتشر الجوع. 

وتتحدث تقارير للأمم المتحدة أن هناك نحو 19 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي إجمالي السكان، في اليمن يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وأن هناك 14.5 مليون شخص لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة وخدمات الصحة، كما ترتفع معدلات سوء التغذية إلى مستويات مُنذِرة بالخطر في ظل وجود 3.3 ملايين سيدة وطفل يعانون من سوء التغذية.