المرشحة للرئاسة الفرنسية ماريان لوبان تعد الناخبين بحظر الأزياء الدينية إذا دخلت الإليزية

تعهَّدت المرشحة البارزة للرئاسة الفرنسية ماريان لوبان بأنها سوف تفرض حظرًا على كل الأزياء الدينية في الأماكن العامة، وذلك لتهدئة صعود الإسلام الراديكالي. وأضافت السياسية الفرنسية، التي تمثل "الجبهة الوطنية" في الانتخابات الفرنسية المقبلة، أنه على اليهود والمسيحيين أن يتقبلوا الإجراءات التي من شأنها حظر ارتداء كافة الرموز الدينية، وذلك لإعلاء المصلحة العليا للبلاد.
وأوضحت لوبان، والتي من المتوقع أن تحل ثانيا خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أنها تدرك أن المسألة تعد بمثابة تضحية من قبل المواطنين، ولكن ينبغي على الجميع أن يدرك أن الوضع أصبح في غاية الخطورة في المرحلة الراهنة. وأضافت "على الفرنسيين أن يقبلوا بالتضحية من أجل الوقوف معًا أمام محاولات زحف تيارات الإسلام السياسي". وشدّدت أنه في حال انتخابها رئيسة لفرنسا فإنها سوف تقوم بتمديد الحظر المفروض على ارتداء الرموز الدينية داخل المدارس الحكومية منذ عام 2004، ليصبح شاملا في كافة الأماكن العامة.
ويبدو أن التعهدات التي قطعتها السياسية الفرنسية من فرض المزيد من الضغوط على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والذي يتطلع للترشح من جديد للرئاسة في بلاده، حيث أنه وعد بحظر الحجاب من الجامعات وأماكن العمل. كما أنها تعكس تحولا من جانب لوبان نحو القاعدة المتشددة من حزبها بالتزامن مع صعود حملات الدعم الانتخابي الكبيرة التي تحظى بها في الفترة الراهنة، والتي بلغت ذروتها.
وحسب استطلاعات الرأي، فإن هناك توقعات كبيرة أن تحصل الفرنسية لوبان على 27 بالمئة من الأصوات خلال الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، لتقترب من المرشح الأقرب لتمثيل حزب الجمهوريين المحافظين الان جوبيه، إلا أنها ربما تخسر في جولة الإعادة.
ويبدو أن السيدة لوبان وحزب الجبهة الوطنية قد فشلا تماما في استغلال حالة العداء للإسلام الراديكالي، كما كان متوقعا، في أعقاب الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس خلال الأشهر الماضية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنها فشلت تماما في إزالة السموم من الحزب الذي أسسه والدها المعادي للسامية جان ماري لوبان.
القرار الذي أصدرته المحكمة يوم الجمعة الماضي برفض اتهامها للممثل الكوميدي جاي بيدوس بالتشهير، بسبب مقارنته لها بزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر، حيث قال الممثل الساخر، والذي يبلغ من العمر 82 عامًا، إن السياسية الفرنسية تشن نفس الحملة التي سبق وأن شنها هتلر، إلا أنها استبدلت اليهود بالعرب والمسلمين. وأضاف أن "رسالة السيدة لوبان هي أنك إذا كنت تعاني أو لا تعمل فإن ذلك يرجع لأننا لدينا الكثير من العرب، والكثير من أصحاب البشرة السوداء. إذا ما تمكنا من إلقائهم في البحر فسوف يكون لديك عمل."
وتظهر استطلاعات الرأي أن السيدة لوبان سوف تهزم بنسبة قد تصل إلى 66 بالمائة في جولة الاعادة ضد السيد جوبيه، رئيس الوزراء السابق، الذي يعتبر الاوفر حظا في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، حيث أظهر استطلاع للرأي أمس أن السيد جوبيه تمكن من توسيع الفارق بينه وبين ساركوزي وستة مرشحين آخرين بعد أول مناظرة لها يوم الخميس الماضي.