الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أظهر فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانتخابات يوم الأحد، قبضته الحديدية على السياسة الروسية، كما لو أن الغرب كان يحتاج إلى تأكيد على ذلك، فبمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، رسم الناطق باسم حملة الرئيس الانتخابية، أندريه كوندراشوف، خطاً مباشرًا بين النصر وتسمم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في ساليسبري، قائلا "لم يأخذ الغرب عقليتنا بعين الاعتبار، لقد حشدت فضيحة سكريبال الأمة وزادت من الإقبال، وعززت المواطنين حول فلاديمير بوتين."
 
ووصف بوتين في الليلة الماضية مزاعم تورط روسيا في قضية تسمم الجاسوس بأنها "هراء"، قائلا "الناس يموتون على الفور" في إشارة إلى ما إذا كانت روسيا أو أي شخص آخر قد استخدم حقًا "عميل حرب" في الهجوم.
 
وحسب آخر الأرقام، حصل بوتين على رقم قياسي بلغ 56.2 مليون صوت بنسبة مشاركة بلغت 67%، وبشكل غامض، لم يتم الكشف عن أرقام الإقبال إلا بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، وكانت هناك العديد من الحالات الموثقّة لانتهاكات التصويت، لكن يبدو أن أدلة التزوير أقل بكثير من الانتخابات السابقة، فيما أوضح كوندراشوف أن النتائج قد فاجأت حتى فريق الحملة، مضيفًا أنهم سيكونوا سعداء حتى لو كانت الأرقام أقل، مضيفا "حتى بوتين نفسه قال إنه سيكون سعيدًا بأي نتيجة تسمح له بالبقاء كرئيس".
 
ومن جانبه، أكد نيكيتا ميخالكوف، مخرج الأفلام الذي عمل كواحد من "الممثلين الموثوق بهم" لبوتين خلال الحملة، أن الروس أظهروا ثقتهم في "الرئيس المحافظ المستنير"، وأضاف أنه لا يوجد شخص آخر يستطيع إدارة البلاد بمعزل عنه، موضحا "هناك مسؤولية فحسب وهي خطرة، حيث أن بوتين وفريقه بحاجة إلى البدء في تطوير الأشخاص الذين يمكنهم تولي المسؤولية".
 
وأسقط بوتين بعد انتخابه تلميحات بأن الفترة الرئاسية المقبلة ستكون الأخيرة، بينما يصف بأن فكرة أنه سيبقى كرئيس للحياة "ممتعة"، متسائلا "هل تعتدون حقا أنني سأعيش حتى يصبح عمري 100 عام؟"، كما زعم أنه ليس لديه خطط لتغيير الدستور للسماح له بالبقاء بعد عام 2024، ولكن بالطبع لن يكون هناك خطط لضمان عدم فعله ذلك، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، للصحافيين يوم الاثنين، إن الكرملين ليس لديه تعليق على هذه النتيجة، مضيفا "فقط نهنئه".
 
في الوقت نفسه، وصف بيسكوف الانتخابات بأنها "رد بليغ على الهجمات من الخارج"، مؤكدا "نحن نفهم لماذا اختارت الولايات المتحدة وأوروبا توحيد الصفوف وراء بريطانيا، ولكن عاجلًا أم آجلًا، سيحتاجون إلى الإجابة عن هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة "، ولفت إلى أن الرئيس تلقى بالفعل سلسلة من المكالمات الهاتفية من زعماء العالم لتهنئه على فوزه، دون الكشف عن الشخصيات المهنئة، وأضاف أنه تم التخطيط لعدة محادثات أخرى في وقت لاحق يوم الاثنين.
 
وأفادت منشورات محلية أن التهنئة جاءت من قادة بيلاروسيا وطاجيكستان والصين وصربيا وكوبا وبوليفيا وكازاخستان ومولدوفا وأذربيجان وفنزويلا وبوليفيا ودول جنوب أوسيتيا وأبخازيا غير المُعترف بها دوليا، بينما كان من المتوقع على نطاق واسع أن التعديل الحكومي الكبير سيتبع تنصيب بوتين الرسمي في مايو/أيار، ولهذه الغاية، كانت هناك تكهنات كثيرة عن مصير رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، الذي يعتبره الكثيرون خليفة الرئيس على الأرجح على المدى الطويل، علمًا أنه وقف بجانب بوتين في مسيرة انتصاره في عام 2012، في مظاهرة للتضامن معه، وبالأمس، لم يكن في أي مكان يمكن رؤيته، وانتظر حتى الصباح لتقديم التهاني على النتيجة الحاسمة.
 
وشدّد بيسكوف على أن الموقف البريطاني لن يلعب أي دور مهم في التعديل الوزاري، مضيفا "ينصب تركيزنا الآن على التنمية الداخلية لبلدنا".