حيدر العبادي يزور جبهات القتال في الموصل

وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الموصل أمس الأحد، ليشهد اللحظات الأخيرة من هزيمة تنظيم "داعش" في المدينة، وذلك في آخر مراحل معركة اخراج آخر الارهابيين من المدينة القديمة. ونشر العبادي في اليوم الـ266 من القتال لاستعادة المدينة، صورة له يصافح يد ضابط عراقي، بينما كان يسير على مدرج قاعدة جوية قريبة. وقال مكتبه في بيان إن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وصل الى مدينة الموصل المحررة وهنأ المقاتلين الأبطال والشعب العراقي على الانتصار الكبير".

وفي وقت سابق، تم تصوير قوات مكافحة الإرهاب ترفع العلم العراقي على الضفة الغربية لنهر دجلة بعد التقدم خلال البلدة القديمة حيث يقبع مقاتلو "داعش" في معقلهم الأخير. وكانت زيارة العبادي إشارة الى نهاية المعارك التي استمرت نحو تسعة أشهر - أطول من معركة ستالينغراد - ووضع حد لحكم المجموعة الإرهابية الذي استمر ثلاث سنوات على العراق.

وكان تنظيم "داعش" قد استولي على الموصل في يونيو/ حزيران 2014. وأعلن أبو بكر البغدادي، زعيم الجماعة، الخلافة في المدينة بعد ذلك بوقت قصير. وبينما لا تزال المجموعة تسيطر على منطقة الحويجة شمال بغداد والمناطق النائية في محافظة الأنبار والصحراء القريبة من الحدود السورية، فإن فقدان "عاصمتها" يوجه ضربة قاصمة لخلافة الجماعة.

واستمر القتال على مسافة 50 إلى 200 ياردة من الأراضي في منطقة الميدان في البلدة القديمة في الموصل، حيث لا يزال عدد غير معروف من مسلحي "داعش" يحتجزون المدنيين كدروع بشرية. ويعتقد أن مسلحين أخرين هربوا مع المدنيين الفارين في الأيام الأخيرة. وقام البعض بتفجير أحزمة انتحارية عند وصولهم إلى نقاط التفتيش العسكرية العراقية، في حين حاول البعض الآخر السباحة على نهر دجلة للهرب.
وقد بدأت البلاد بالفعل الاحتفال بما يشيد به العبادي بأنه "نهاية دولة داعش المزيفة". ففي الموصل، قام رجال شرطة اتحاديون بتصوير بعضهم البعض يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى الوطنية والأسلحة. ولكن مع تدمير الكثير من مناطق غرب الموصل، فإن العديد من عائلات الموصل لن يكون لديها الكثير للاحتفال.

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون "إن بريطانيا لعبت دورًا رائدًا في الائتلاف الذي ساعد على إزالة عبدة الموت من الموصل". وأضاف إن "سلاح الجو الملكي ضرب أكثر من 750 هدفًا في اطار حملة تحرير الموصل – محتلا المركز الثاني بعد الولايات المتحدة".

وفي الجزء الأكبر من المدينة القديمة المدمرة، تنبعث رائحة العفن من الأنقاض- والقادمة من جثث محترقة قد لا تلقى دفنًا مناسبًا. وتحذر وكالات الإغاثة بالفعل من أن السكان الذين يعانون من صدمة شديدة سيتطلبون الدعم لأشهر إن لم يكن لسنوات مقبلة.

وبدأت معركة استعادة الموصل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع هجمات منسقة من قبل قوات "البيشمركة" الكردية من الشرق ووحدات الجيش العراقي من الجنوب. وكانت جمود قوات العمليات الخاصة العراقية أول جنود يدخلون المدينة، وكانوا مسؤولين عن الاستيلاء على معظم أحياء شرق الموصل، التي أعلنت تحررا كاملا في يناير/ كانون الثاني.

ووصل القتال إلى أوجه في البلدة القديمة، وهي منطقة مكتظة بالسكان في قلب الموصل على الضفة الغربية لنهر دجلة. وقد نزح ما يقرب من مليون شخص بسبب القتال. وكشفت دراسة للأمم المتحدة عن الأضرار أن 15 منزلا من الأحياء السكنية فى غرب الموصل دمرت تماما.