الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

واصل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أمس السبت لقاءاته مع قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بونيس آيرس.

والتقى ولي العهد السعودي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، ورئيس وزراء إيطاليا جوسيبي كونتي، والأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش، حيث جرى استعراض سبل تعزيز آفاق التعاون الثنائي مع المملكة التي تلعب دوراً محورياً في صنع السياسات الاقتصادية العالمية.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقائه ولي العهد السعودي، أن روسيا والسعودية اتفقتا على تمديد الاتفاق بشأن تخفيض إنتاج النفط، دون تحديد كمية التخفيض.  وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي، تعليقا على نتائج لقائه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش "قمة العشرين" في بوينس آيرس أمس السبت: "نعم، لدينا اتفاق بشأن تمديد اتفاقيتنا".

وأضاف أن "القرار النهائي لم يتخذ بعد بشأن الحجم، لكننا سنقوم بذلك سوية مع السعودية. ومهما كان الرقم النهائي بموجب القرار المشترك، فإننا سنتابع الأوضاع في السوق ونتعامل معها بسرعة".

أما رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، فقد أعلن أنه أجرى "حديثا نزيها"، مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تناول الخلاف الدبلوماسي بين البلدين وقضيتي اليمن ومقتل الصحافي جمال خاشقجي.  وقال في مؤتمر صحفي عقده السبت في ختام أعمال قمة "G20" في بوينس آيرس الأرجنتينية، إنه بحث مع ولي العهد السعودي "قضية الناشطين الحقوقيين المحتجزين في المملكة والتي أسفرت عن اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال ترودو إنه أكد لمحمد بن سلمان في هذا السياق، أن كندا "ستقف دائما بقوة ووضوح دفاعا عن حقوق الإنسان". وأشار رئيس الوزراء الكندي كذلك إلى أنه أبرز خلال اللقاء قضية "الكارثة الإنسانية" في اليمن، مضيفا: "أكدت بصورة واضحة أن كندا تشعر بالقلق من هذا الوضع".

كما لفت ترودو إلى أنه قال للأمير محمد، إن على السعودية أن تقدم "أجوبة أفضل" عن الأسئلة القائمة بشأن مقتل خاشقجي. وفي تعليقه على حواره القصير مع بن سلمان، قال ترودو: "إجراء محادثات نزيهة ومباشرة أفضل من عدم التكلم".

من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن "بلاده لا تريد إضرار العائلة الملكية السعودية عبر قضية مقتل الصحافي، جمال خاشقجي"، معتبرا مع ذلك أن "من مصلحتها كشف المسؤولين عن هذه الجريمة."  وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده السبت في ختام أعمال قمة مجموعة "G20" الدولية في بوينس آيرس الأرجنتينية: "من اللحظة الأولى التي علمنا فيها بجريمة قتل خاشقجي حشدنا جميع طاقاتنا من أجل الكشف عن ملابساتها".

وأضاف أردوغان: "العالم الإسلامي والرأي العام العالمي لن يطمئن حتى يتم الكشف عن كل المسؤولين عن قتل خاشقجي". واعتبر أردوغان أن "حقيقة جريمة قتل جمال خاشقجي، التي سعت الإدارة السعودية إلى إنكارها أولا ثم محاولة تشويه الحقائق، وأخيرا اعترفت بوقوعها، تجلت بفضل الموقف التركي الحازم".

وشدد أردوغان على أن تركيا لا تنوي "إضرار العائلة الملكية السعودية"، واعتبر أن كشف ملابسات هذه القضية سيكون في مصلحتها أيضا، مشددا على أنها ستستفيد من محاسبة المسؤولين عن مقتله. ولفت إلى أن بلاده لا تزال تصر على ضرورة تسليم المسؤولين عن قتل خاشقجي للجانب التركي من السعودية، مضيفا: "إلا أن هذه القضية لا تخص تركيا فحسب وإنما كذلك العالم برمته".