الشرطة الألمانية تهاجم شقة منفذ هجوم مونستر

داهمت الشرطة الألمانية شقة منفذ هجوم مونستر، بحثًا عن متفجرات، وذلك بعد أن سرق المتهم حافلة صغيرة وسط حشد من الناس وأطلق الرصاص على نفسه، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 20 آخرين في مونستر، ستة منهم في حالة حرجة، وقد دفع الرجل السيارة بسرعة عالية نحو الأسر خارج شريط غروسير كيبنكير الشهير في المدينة الجامعية، على بعد 300 ميل غرب برلين.

وقتل الرجل نفسه داخل السيارة، وتم تسميته محليا باسم "جينس هاندلن"، 48 عاما، وهو مواطن ألماني يعاني من "مشاكل نفسية" ولا صلة له بأي منظمات متطرفة، وتزعم التقارير المحلية أنه كان على اتصال مع الجماعات اليمينية المتطرفة، لكنه لم يكن متطرفا. وتبحث الشرطة حاليا عن شقة السائق بحثا عن متفجرات وتحقق أيضا في تقارير تفيد بأن شخصين آخرين شوهدا وهما يفران من السيارة بعدما قتل نفسه، وتُظهر الصور الدرامية منطقة في مدينة مونستر القديمة تتناثر فيها الطاولات والكراسي المكسورة والمتفرجون يركضون، وتظهر لقطات منفصلة من المدينة للشرطة المسلحة وهم يصرخون على أحد المشتبه بهم للتراجع، ولكن لم يعرف بعد من هو.

وقالت المستشارة أنجيلا ميركل إنها "اهتزت بشدة" بسبب حدث اليوم، وأضافت "كل شيء ممكن الآن يتم عمله لتوضيح الحقائق ودعم الضحايا وأقاربهم". وتحطمت الشاحنة بين الناس الذين كانوا يجلسون أمام بار موستيرشتير الشهير، الذي يحظى بشعبية لدى السياح، في ضوء الشمس في فترة بعد الظهر بعد ظهر اليوم، وسرعان ما نزلت فرق الشرطة وفرقة الإنقاذ على منطقة البلدة القديمة، حيث استعدت فرق SWAT لمداهمة منزل السائق البالغ من العمر 48 عامًا.

وتحدث وزير الداخلية في الولاية، هربت ريويل، في المدينة في الساعات التي تلت الهجوم، مؤكدا مقتل شخصين، وقال إن الشرطة الألمانية تعتقد أن السائق كان مواطنا ألمانيا حظى بمعلومات خاطئة تنتشر عبر الإنترنت، وشدد على أن التحقيق كان في مرحلة مبكرة لكنه قال لا يوجد شيء يتحدث عن وجود أي خلفية إسلامية.

وقال السيد ريول "علينا أن ننتظر، نحن نحقق في جميع الاتجاهات"، مضيفا أنه "كان يقود سيارته وسط حشد من الناس". ودعا مستشفى مونستر الجامعي المواطنين إلى التبرع بالدم لمساعدتهم في علاج المصابين، وكان هناك عدد من الشرطة أكثر من المعتاد في المدينة لمراقبة احتجاج المتظاهرين الأكراد بالقرب من مكان الحادث. وتقوم الشرطة الألمانية بفحص السيارة بحثا عن المتفجرات، وسط وجود "جسم مشبوه" يُفهم أنه تم العثور عليه داخلها، وقالت الشرطة إنها تحقق في تقارير الشهود بأن فردين آخرين ربما فروا من السيارة.

وأظهر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي من منطقة مجهولة في المدينة يظهر فيها الشرطة المسلحة وهي تصرخ على رجل، وينظر إلى المشتبه به وهو يضع يديه في الهواء وينزل إلى الأرض قبل أن يحيط به ضباط يحملون السلاح، ولم تعرف بعد هويته وارتباطه بالحادث. وقال بيتر نيسمير المتحدث باسم الشرطة إنه لا يستطيع تأكيد تقارير وسائل الإعلام الألمانية بأن الجاني كان رجلا ألمانيا في منتصف العمر يعاني من مشكلات نفسية. وأوضح متحدث آخر باسم الشرطة، أندرياس بودي، إنه من السابق لأوانه التكهن حول دوافعه.

ووقع الاحتجاج الكردي بالقرب من محطة القطار الرئيسية في المدينة، على بعد مسافة قصيرة من ساحة كيبنكرل، قبل الهجوم مباشرة، وقال مات سكوفيل، 23 عاما، الذي يعيش في مونستر، إن السكان المحليين كانوا يتكهنون بشأن اثنين من المشتبه بهم هاربين، وأضاف "رأيت 30 أو 40 ضابط شرطة وشاحناتهم حوالي الساعة 15:15 وتساءلت عما يجري، ولكن بعد أن دخلت إلى الداخل بدأت أحصل على رسائل من أصدقائي تقول" لا تخرجوا، كان هناك سيارة مفخخة، وشخصان هاران " كنت مرعوبا".

ويأتي هذا الحادث في الذكرى السنوية لهجوم استوكهولم عندما قتل خمسة أشخاص وأصيب 14 آخرون بعد أن دهست شاحنة مسروقة حشدا في العاصمة السويدية العام الماضي. وقالت متحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "تعازينا للضحايا وأسرهم الذين قتلوا وأصيبوا عندما تحطمت سيارة في حشد في مدينة مونستر بغرب ألمانيا"، ووصفت المتحدثة أولريك ديمر، على موقع تويتر الحادث بأنه "خبر مرعب". وقال أندريا نالز، الزعيم البرلماني للحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم للمستشارة أنجيلا ميركل "أشعر بالصدمة من أنباء مونستر".

وبيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "كل تفكيري مع ضحايا الهجوم في مونستر، تشارك فرنسا في معاناة ألمانيا، وآمل أن تتمكن سلطاتنا من توضيح خلفية هذا الحادث بسرعة وتتمنى للقوات المحلية قدرًا كبيرًا من القوة لعملها". وحثّت الشرطة الناس على تجنب "التكهنات" بشأن الحادث لأنه لم يعرف بعد ما إذا كان مرتبطا بالتطرف.