قوات الجيش الليبي

أنهى الجيش الليبي استعدادته لشنِّ هجوم كبير لاستعادة الموانيء النفطية التي سيطرت عليها جماعات مسلحة بالقوة. وقال  الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري في مؤتمر صحفي استثنائي عقده مساء الاثنين في بنغازي، إن القيادة العامة للجيش حشدت قوات برية وجوية استعدادا لانطلاق المعركة الكبرى، قائلاً: "نحن جاهزون وبكل قوة، وهناك مفاجآت تأخرت لأسباب تكتيكية".

ولفت المسماري الى أن سلاح الجو سينفذ ضربات في أي ساعة في المنطقة الممتدة من سرت حتى الجفرة، لافتاً إلى تنفيذ غارات في منطقة النوفلية وجنوب السدرة يوم الاثنين. وكشف  عن تعرضهم للخيانة، من قبل عسكريين ومدنيين، الأمر الذي مكن  مليشيات "سرايا الدفاع عن بنغازي" من الدخول إلى السدرة ورأس لانوف.

وحذر المسماري كل من يستعمل هاتف الثريا في المنطقة الوسطى من رصد مكالماته بوساطة الدعم الإلكتروني ، قائلا : لقد قبضنا على عدد ممن ارتكبوا الخيانة، وكل من يحاول مساعدة الجماعات الإرهابية بالمكالمات أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي له يوم أسود. وأضاف إن أي دولة أجنبية تساعد الإرهابيين في ليبيا سوف تتعرض لعقوبات اقتصادية مستقبلا.

وحث المسماري السكان في المنطقة على الحد من تحركاتهم وناشد القوات التي طردت تنظيم داعش من سرت التي تبعد نحو 180 كيلومترا تقريبا إلى الشرق من السدرة أن تبقى في نطاق المدينة الساحلية لتجنب تعرضها لغارات جوية.
وقال القيادي في سرايا الدفاع عن بنغازي، مصطفى الشركسي إن السرايا تسيطر على نحو 170 كيلومترا من الساحل الممتد على جانبي موانئ النفط، وهو الامتداد الجغرافي الذي سيشهد في الساعات القادمة معارك عنيفة.

وأصدرت غرفة "عمليات البنيان المرصوص" بيانا تطرقت فيه الى الأحداث الأخيرة في منطقة خليج سرت، حيث نفى المتحدث باسم الغرفة العميد محمد الغصري مشاركة أي قوات تابعة لهم في القتال الجاري بمنطقة الهلال النفطي، مشددا على أن قوات البنيان المرصوص تتلقى التعليمات من آمر غرفة العمليات الخاصة، والمنطقة العسكرية الوسطى، حيث لم يتم إصدار أي أوامر بخصوص التحرك.

كما حذر الغصري كافة الجهات التي تحاول إقحام قوات البنيان المرصوص في هذا القتال، موضحا أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال هذا الموضوع.
ويعتزم مجلس النواب، عقد جلسته اليوم الثلاثاء لاستكمال مناقشة الهجوم  الإرهابي الذي شهدته منطقة الهلال النفطي من قبل مليشيات سرايا بنغازي الإرهابية. هذا وعقد المجلس أمس الاثنين، جلسته بحضور ما يقارب 70 نائبًا من أعضاء المجلس، لبحث الهجوم على الهلال النفطي، فيما كشف النائب، إبراهيم كرنفودة، أن هناك اتجاها داخل المجلس لمقاطعة الحوار السياسي الليبي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة بسبب الهجوم على الهلال النفطي الجمعة الماضي.

ودعا سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لدى ليبيا الى وقف اطلاق الناري الفوري في منطقة الهلال النفطي. وأكد السفراء الثلاثة في بيانهم  لهم على الحاجة الملحة لقوة عسكرية وطنية موحدة من أجل الحفاظ وتأمين الرخاء لكل الليبيين، مجددين التأكيد على «الحاجة للاحتفاظ بالبنية التحتية للنفط وعمليات إنتاجه وتصديره تحت السيطرة الحصرية للمؤسسة الوطنية للنفط التي تعمل تحت سلطة وإشراف حكومة الوفاق الوطني».

وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة التي وقعت في مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، دعا السفراء الثلاثة كافة الأطراف إلى وقف الأعمال الاستفزازية ضد موظفي المؤسسة الوطنية للنفط وتفادي الإضرار بمرافقها.

وشدد السفراء على أن تستخدم الثروات الليبية لصالح جميع الليبيين، مبينين التزاماتهم بإنفاذ التدابير التنفيذية الدولية للمساعدة في دعم السلم والاستقرار والأمن في ليبيا، منبهين إلى أن الأفراد والجهات التي تسيئ استخدام الثروات الليبية قد تكون هدفًا لمثل هذه التدابير. وجدد السفراء دعمهم للمصالحة السياسية وجهود حكومة الوفاق غير المعتمدة في هذا الصدد، وكذلك جهود البعثة الأممية للدعم في ليبيا وجهود الدول المجاورة.