مقاتلات التحالف العربي

شنَّت مقاتلات التحالف العربي مساء الاثنين، 11 غارة على معسكر تدريبي ومخازن لمليشيات الحوثي في منطقة قاع الحقل غرب محافظة ذمار. كما استهدف طيران التحالف تجمعات للمسلحين في منطقة الساقية شرق مديرية المصلوب. وأفيد بسقوط قتلى وجرحى من "الحوثيين وقوات" صالح جراء استهداف طيران التحالف لتعزيزاتهم في مفرق الوازعية في مديرية مقبنة غربي تعز.

وكان الجيش اليمني سيطر الاثنين على منطقة الغرافي حول معسكر خالد بن الوليد بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في المخا في محافظة تعز. وأكد مصدر ميداني أن قوات الجيش اليمني أحكمت السيطرة الكاملة على قرية وجبل الثوباني التابعة للمخا، وتمكنت من تحرير مناطق واسعة في محيط دار ابن علوان في مديرية موزع غرب تعز.
وقالت قيادة محور تعز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في تلال الضويحة، وامتدت إلى جبل عقار بموزع، وأسفرت عن مصرع 12 من الانقلابيين، مشيرة إلى أن معنويات عناصر الميليشيات باتت منهارة.

وسط ذلك، كشفت مصادر سياسية مطلعة أن الدول المعنية بحل الأزمة اليمنية، تبذل جهودًا مكثفة لإعلان هدنة طويلة الأمد، تبدأ مع حلول شهر رمضان المبارك، بهدف كسر الجمود، في ظل تعثر استئناف المحادثات السياسية. وأشارت حسب صحيفة "البيان" الإماراتية، أنه في حال نجاح الهدنة، والتزام الطرف الانقلابي، سيجري العمل على إطلاق المفاوضات.

ولفتت المصادر، إلى أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تسعى لإعلان هدنة طويلة الأمد قبل حلول شهر رمضان المبارك بسبب تعذر استئناف محادثات السلام في الوقت الحالي. وأضافت أنه "فِي ظل التدهور المريع في الجوانب الإنسانية واستمرار الطرف الانقلابي في موقفه الرافض تسمية ممثليه في اللجنة العسكرية للتهدئة وتقديم خطة عسكرية وأمنية للانسحاب من صنعاء والحديدة وتعز وتسليم الأسلحة الثقيلة تعمل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن من اجل إبرام هدنة طويلة الأمد تمتد حتى ما بعد شهر رمضان المبارك".

ويتضمن المقترح، الذي يتم تدارسه مع قيادة التحالف العربي والحكومة اليمنية هو جزء من المساعي الهادفة إلى استئناف محادثات السلام استنادا إلى المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وأن عددا من سفراء الدول الكبرى التقوا بقادة الشرعية وناقشوا إيجاد حلول وسط للحرب استنادا إلى تلك المرجعيات.

وقالت المصادر لصحيفة البيان، إن المقترح يقوم على أساس إعلان هدنة طوال شهر رمضان المبارك بشرط أن يلتزم الانقلابيون بعدم خرقها والسماح لقوافل الإغاثة الإنسانية الوصول إلى السكان المحاصرين في تعز والبيضاء وعدم اعتراض المنظمات الإنسانية والتوقف عن تحريك مسلحين أو أسلحة في أي موقع من المواقع. وأشارت إلى أنه جرت اتصالات مكثفة قام بها عدد من الدبلوماسيين مع أطراف الصراع في اليمن وقيادة التحالف العربي للتخفيف من الأزمة الإنسانية، حيث تتركز الجهود على تشكيل حكومة وحدة وطنية عقب انسحاب الانقلابيين من العاصمة وميناء الحديدة وتسليم الأسلحة الثقيلة.

كما توقعت المصادر استئناف محادثات السلام عقب شهر رمضان المبارك في حال التزم الطرف الانقلابي بالوعود التي قطعها للأطراف الإقليمية التي تتولى التواصل مع هؤلاء في إطار اللجنة الخاصة باليمن والتي تضم دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وسلطنة عُمان.

ووفقا لهذه المصادر فإن اللجنة الخاصة باليمن تدرس ضم فرنسا وروسيا والصين لتتولى إدارة المشاورات الخاصة بعملية السلام وتقديم الضمانات للأطراف المتصارعة بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه ومراقبة تنفيذ الاتفاق المرتقب.

في المقابل أعلن أحد قياديي حزب "المؤتمر الشعبي العام " عصام شريم، انشقاقه عن الحزب في محافظة الحديدة الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأنه أنضم الى الشرعية برفقة 19 شخصًا يتبعون ذات الحزب. وقدم شريم نفسه بصفته قياديا في حزب المؤتمر بمدينة الحديدة التي يستعد التحالف العربي لشن عملية عسكرية لتحريرها.

 وقال في تصريح لـ"الشرق الأوسط" من خارج اليمن، إن انشقاقه وزملائه الذين لم يكشف عنهم جاء بسبب رفضهم توجيهات المخلوع صالح، مؤكدا بأنهم انضموا للشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي، وغادروا بإتجاه دولة عربية -لم يسمها- بعد تلقيهم تهديدات من قبل شخصيات تتبع صالح والحوثيين.  وأضاف شريم أن التواصل جار مع عدد من قيادات في «المؤتمر» داخل اليمن، ترغب في ترتيب أوضاعها قبل المغادرة، داعيا الشرعية لاحتضان القيادات الراغبة في الانضمام إليها.

 وتحدث عن ترتيبات لعزل صالح عن القيادة استناداً إلى انتمائه لطائفة بدلاً من الانتماء لـ"المؤتمر الشعبي" والوطن. وقال: إن "آلية تنفيذ هذا الإجراء ستكون عبر اللجنة التنظيمية، وهو أمر يتطلب تفعيله من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي".