مسلحي تنظيم "القاعدة" في اليمن

كشف مصدر في الرئاسة اليمنية، عزم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إصدار توجيهاته إلى الألوية العسكرية لاقتحام العاصمة صنعاء من مختلف الاتجاهات. وأوضح المصدر: أن هادي سيلتقي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لإبلاغه قراره النهائي الرافض لخطة الحل الجديدة التي وصفها بأنها تمنح الإنقلابيون الشرعية الكاملة، مؤكدا أن أكثر من أربعة ألوية عسكرية تستعد لاقتحام العاصمة صنعاء.
واستهدفت قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن معسكر "الحفا" التابع للميليشيات، كما استهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين في منطقة مرهبة ومفرق رمادة في مديرية نهم، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفها القصف.
وفي المكلا، قتل ثلاثون من مسلحي تنظيم "القاعدة" في اليمن إثر عملية كبيرة للجيش اليمني في جنوب شرقي البلاد، بحسب حصيلة جديدة أعلنها الجيش أمس، في حين قتل 4 من جنود الجيش اليمني وأصيب 12 بجروح في العملية التي تم شنها غرب مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت، بحسب بيان لقيادة المنطقة الثانية للجيش اليمني. وأضاف البيان أن العملية استمرت 24 ساعة وانتهت صباح الأربعاء قرب المكلا، المدينة التي تم تحريرها من سيطرة التنظيم المتطرف في أبريل/نيسان الماضي.
وأوضح مصدر عسكري في البيان أن الجيش نفذ عملية استباقية استهدفت وكرا لعناصر إرهابية تابعة لتنظيم "القاعدة" وذلك في منطقة المسيني بمزرعة باغزوين غرب المكلا، وتمت مهاجمة الوكر والقضاء على المجموعة التي فيه والمقدر عددها بنحو 30 عنصرا إرهابيا، مضيفا: أن قوات التحالف العربي ساندت هذه العملية فكان لضربات الطيران أثر كبير في إنزال الخسائر الكبيرة بالعناصر الإرهابية بين قتلى وأسرى. وأشار المصدر إلى أن مسلحي "القاعدة" وبعد طردهم من المكلا انكفأوا إلى الجبال لكنهم يواصلون تهديد المكلا ومن غير المستبعد أن يشنوا هجمات انتقامية.

وفي محافظة تعز المحاصرة من الانقلاب، فقد تصاعدت وتيرة المواجهات العنيفة في الجبهة الغربية بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، على أثر محاولة الانقلاب للتقدم إلى مواقع الجيش. وتمكنت القوات الشرعية من التصدي لمحاولات الميليشيات الانقلابية للتقدم إلى مواقعهم في محيط جبل هان الاستراتيجي ومنطقة الصياحي بحذران، غرب المدينة، وتبادلت القصف المدفعي، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من الجانبين، علاوة إلى إحباط محاولة الميليشيات الانقلابية للتسلل إلى مواقع الجيش اليمني في منطقة المفاليس بجبهة الأحكوم بمديرية حيفان الريفية، جنوب تعز.
وقال قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، إن وحدات الجيش تمكنت من تحرير منطقة الصيرتين وتبة الأريال في مديرية الصلو الريفية، جنوب المدينة، بشكل كامل من قبضة الميليشيات الانقلابية. وأضاف حسب ما نقل عنه المركز الإعلامي لقيادة محور تعز، أن «قوات الجيش اليمني، تواصل تقدمها في اتجاه قرية الشرف بمديرية الصلو، المطلة على منطقة دمنة خدير الواقعة على طريق تعز – لحج – عدن، والتي تعد أيضا خط إمداد للميليشيات الانقلابية.
وأكد اللواء فاضل أن مناطق النجدين، الممشاج، وجبال العبلية الواقعة في مديرية حيفان، جنوب تعز، قد تم تطهيرها من قبضة الميليشيات الانقلابية وسط انتصارات كبيرة وتقدم مستمر للجيش، في الوقت الذي كبدت القوات الميليشيات الانقلابية خسائر فادحة في العتاد، وسقوط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح.
وتواصل الميليشيات الانقلابية قصفها المستمر، بأنواع الأسلحة كافة، من مواقع تمركزها على أحياء مدينة تعز، وقرى وأرياف المحافظة، حيفان والصلو. وتركز القصف العنيف في وسط مدينة تعز من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من مواقع تمركزها في تبتي سوفتيل والسلال على أحياء ثعبات وحسنات، شرق المدينة.
وكشفت مصادر عسكرية مطلعة عن انهيارات مفاجئة في صفوف ميلشيات "الحوثيين" في محافظة صعدة، مشيرة الى أن قوات الجيش اليمني والمقاومة تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع للميلشيات في مديرية " كتاف" عقب انسحاب مباغت للحوثيين اثر اقتراب قوات الشرعية .
وأكد العقيد عبد الرزاق أحمد صالح الرحومي أحد القيادات الميدانية في قيادة عمليات الجيش الوطني في منطقتي كتاف والبقع  في صعدة، أن قوات الشرعية والمقاومة وبدعم جوي مكثف من قوات التحالف العربي استطاعت تحقيق تقدم في مسار العمليات العسكرية الهادفة الى استعادة السيطرة على مديرية  كتاف، منوهًا الى أن معظم مناطق المديرية تم السيطرة عليها .
ولفت العقيد الرحومي الى حالة من الانهيار في صفوف ميلشيا الحوثيين في منطقتي ” كتاف والبقع ” حيث بادر الاخيرين الى الانسحاب بشكل مباغت من مواقع تمركز لهم في كلا المنطقتين اللتان تشهدان احتداما للمواجهات المسلحة. ونوه الى أن الحوثيين يلجأون الى محاولة اعاقة تقدم قوات الشرعية من عاصمة المحافظة عبر زرع شبكة ألغام مكثفة في مختلف الجبال والطرق، مشيرا الى أن قوات اضافية من الجيش وصلت الى مديريتي البقع وكتاف لتعزيز صفوف القوات التي تحرز تقدما نوعيا في طريقها الى الوصول الى مركز المحافظة واستعادة السيطرة عليه . واوضح انه تمت السيطرة بشكل كامل على سبعة كيلو مترات في  الجبهة الشرقية لمديرية البقع ودحر المليشيات من  جبل "صلاطح".
وفي مديرية حيفان، جنوب المدينة، شهدت منطقة السراق في قرية المشاوز في الأعبوس، عمليات نزوح للمواطنين من قريتهم جراء المواجهات العنيفة بين الجيش اليمني والميليشيات الانقلابية، التي تتخذ منازل المواطنين متاريس لها ومخازن لأسلحتها. وقد هجرت الميليشيات 10 أسر من منازلها بما يصل إلى 49 فردا، ما جعلها تتنقل إلى القرى المجاورة.
وأجرى الجيش اليمني في تعز والميليشيات الانقلابية عملية تبادل 16 جثة، وبوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وذكرت مصادر في الجيش اليمني أن العملية شملت تبادل 7 جثث من قتلى الجيش اليمني في تعز مقابل 9 جثث للميليشيات الانقلابية.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن عدنان حزام ، إن اللجنة أسهمت بعمليات تبادل 16 جثة بين الطرفين، وإن ذلك تم بعد التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف .
وأشار المتحدث إلى استعداد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أن تسهم في مزيد من عمليات التبادل سواء في عمليات تبادل المعتقلين أو تبادل الجثث بين جميع الأطراف، وتشجيعها على مثل هذه الخطوة كونها تساعد في معرفة مصير سواء المعتقلون أو المفقودون، وفيما يخص الجثث فهذا يسهم باحترام الإنسان، سواء كان ميتا أو حيا.
وفي الرياض استقبل الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع في مكتبه،  مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية، والجهود المبذولة بشأنها. وقد أكد دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
وحضر الاجتماع وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.
وبعث الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح رسالة تهنئة الى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بمناسبة فوزه في سباق الرئاسة وتفوقه على منافسته هيلاري كلينتون. ووصف صالح فوز ترامب والحزب الجمهوري بأنه فوز "كاسح".
وقال صالح إن "الحزب الجمهوري تربطه بالمؤتمر الشعبي العام علاقات حميمة منذ عهد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، متطلعاً الى أن يكون للرئيس الأميركي الجديد دور فاعل في القضايا الساخنة بالمنطقة . ودعا صالح ترامب الى الاهتمام بالملف اليمني، وأن يكون على أولوية أجندة الولايات المتحدة، داعياً الأخير الى العمل على وقف ما أسماه بـ "العدوان" على اليمن.