رئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي

تلقى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مكالمة تهنئة من رئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي، عقب فوزه المفاجىء في معركة الرئاسة الأميركيّة، حيث تحدث المليادير الفائز إلى رئيسة الوزراء في حوالي الساعة 1:45 بعد أن تحدث مع قادة 9 دول على الأقل، بما في ذلك تركيا ومصر وأيرلندا. 
هذا ورحّبت ماي بانتصار ترامب، موضحة أنها تصرّ على العمل معه لتعميق العلاقات الخاصة، وأرسلت خطابًا أمس إلى الرئيس المنتخب، تعلن فيه عن رغبتها مجددًا في تعميق العلاقات بين البلدين، فيما أوضح مكتب داونينغ ستريت، صباح اليوم، أنهما سيتحدثان في أقرب فرصة ممكنة.
وتبيّن لاحقا أن الإثنين تحدثا هاتفيًا حوالي الساعة 1:45 مساءً، حيث دعا الرئيس المنتخب، والذي يتسلم منصبه رسميا في كانون الثاني/ يناير، رئيسة الوزراء البريطانيّة إلى زيارة في أقرب وقت ممكن، وأوضح المستشار فيليب هاموند أن تأخير المكالمة بين ماي وترامب لأنه لم يكن لديهم أعمال عاجلة لمناقشتها، مضيفا "العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة على قيد الحياة، وبصحّة جيدة وقويّة وعميقة، وليس لدينا أعمال عاجلة حاليًا للتعامل مع الولايات المتحدة، ومن الواضح أن رئيسة الوزراء ستنظم لقاء مع ترامب حينما يتسلم منصبه رسميًا، وأتوقع أن العلاقة القويّة دائما بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركيّ ستتطوّر بين الإثنين الحاليين أيضا".
إلى ذلك، تثار مخاوف واضحة بشأن آفاق العلاقة الخاصة مع ترامب في البيت الأبيض، إلا أن الرئيس المنتخب حاول تخفيف الأمر من خلال توسيع نطاق الدعوة إلى زيارة واشنطن، وارتفعت الأمال بشأن حرص ترامب على تعزيز العلاقات، بعد رفضه ما أوضحه أوباما بأن البلاد ستكون في آخر قائمة الانتظار، للتوصل إلى اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة، بعد خروج بريطانيا، وربما تكون هناك توترات عالقة بشأن رد الفعل الغاضب، نتيجة اقتراح ترامب نهاية العام الماضي، منع المسلمين من دخول أميركا لتخفيض خطر التطرف، وهي التصريحات التي أدانها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون ووصفها بكونها "غباء"، فيما وصفتها السيدة ماي، بأنها باطلة وتسبب الانقسام.
وأثيرت ضجة عندما زعم ترامب أن هناك أجزاء من لندن غير مسموح بالذهاب إليها بسبب التطرف، وتلقى زعيم حزب الاستقلال نايجل فريج اليوم الخميس، عرضًا استثنائيًا ليصبح بمثابة قناة لماي في الإدارة الجديدة، بعد أن شكّل صداقة غير متوقعة مع ترامب قطب العقارات، خلال الحملة الانتخابيّة في الولايات المتحدة. 
ووصف ترامب فوزه على المرشحة هيلاري كلينتون هذا الأسبوع بأنه "بريكست بلس بلس بلس"، وأوضح فريج أنه من المهم أن يشكل الإثنان، وثيقة شراكة، ودعا حليفة ترامب للقاء السيدة ماي، قائلا "فضلا لا تلمسها"، موضحًا أنه سيبقى هناك كشخص مسؤول بالغ للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وأشار ذلك إلى ما تمّ كشفه عن ترامب الشهر الماضي، حيث تباهى بأن النجوم مثله يمكنهم فعل أي شيء للنساء.
واقترح وزير مجلس الوزراء السابق أيان دنكان سميث في مقال اليوم، أنه يمكن أن يشكل ترامب وماي، تحالفًا على غرار ما حدث بين ريغان وتاتشر في الثمانينات، محذرًا الوزراء من الإنغماس في الشكوى التي ميّزت الكثير من ردود الأفعال في بريطانيا، نتيجة الانتصار الجمهوريّ أمس. 
وأضاف زعيم حزب المحافظين في مقال له على موقع ConservativeHome "يمكن للسيدة ماي الاندماج مع الإدارة الجديدة بطريقة إيجابيّة مع تنشيط علاقتنا بأميركا".
وكان ترامب قد أجرى بالفعل محادثات مع رئيس الوزراء الأيرلندي إندا كيني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما تحدث مع قادة من المكسيك وإسرائيل والهند واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية. 
فيما أعرب أردوغان في مكالمة هاتفية عن أمله في أن يتمّ إعادة ضبط العلاقات بين البلدين، ووصف المتحدث باسم السيد كيني محادثته مع ترامب قائلا "أكد الرئيس المنتخب لرئيس الوزراء الأيرلندي على العلاقات القويّة بين البلدين، كما دعا رئيس الوزراء الأيرلندي إلى حضور احتفالات عيد القديس باتريك في 2017"، وبعد أن تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ترامب، قال مكتبه في بيان  "دعا الرئيس المنتخب ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى مقابلة في الولايات المتحدة في أول فرصة ممكنة".
وتحدث الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي مع ترامب أمس، وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية المصريّة "أعرب الرئيس الأميركي المنتخب ترامب، عن تقديره للرئيس المصري، لافتا إلى أنها كانت المكالمة الدوليّة الأولى التي تلقاها لتهنئته على الفوز في الانتخابات، وذكر الرئيس ترامب أنه يتطلع إلى لقاء الرئيس قريبا"، وقال ترامب لرئيس كوريا الجنوبية بارك جيون هاي "سنكون مخلصين وأقوياء في ما يتعلق بالعمل معكم، للحماية من عدم الاستقرار في كوريا الشمالية"، فيما وصف رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول محادثته مع ترامب أمس، بأنها "بنّاءة وعمليّة". 
كما هنّأ الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو ترامب على انتخابه في مكالمة هاتفيّة الليلة الماضية، موضحًا أنها محادثة وديّة ومحترمة، واتفق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الأميركي المنتخب، على أنه يريد نقل الشراكة الاستراتيجيّة بين البلدين إلى مستوى جديد، وأخبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ترامب، أنه مقتنع بأن أميركا ستصبح أعظم.