السفارة الأميركية في لندن

تعتبر تكلفة بناء مقر السفارة الأميركية في العاصمة البريطانية لندن، من أغلى المباني التي أنفقت عليه الحكومة الأميركية من أي وقت مضى، ويأتي هذا التصميم كي يكون محصنًا ولا يمكن اختراقه من قبل المتطرفيين. ويعد تصميم السفارة الجديد عبارة عن مكعب زجاجي بني في مقر صناعي سابق جنوب نهر التايمز.

وكلّف بناء السفارة مليار دولار، وهو مبلغ يعتبر قياسيًا، ما أثار كثيراً من الجدل منذ لحظة الإعلان عن المبلغ. وانتقد البعض تصميم السفارة، الذي وصفوه بالمنفّر، نظراً إلى أنه يوحي بالانغلاق، وتحيط به دائرة من الحدائق والبحيرات التي تذكر بالخنادق التي كانت تحيط بالقلاع التاريخية. وتهدف تلك الخنادق الموجودة أمام المبنى كي تصبح السفارة قادرة على تحمل أي نوع من الهجمات.

 

 

ولكن، تعتبر هذه التفاصيل في التصميم عادية نسبياً، نظراً إلى الضرورات الأمنية المرتبطة بالسفارات الأميركية، والتي تُلزم مسافة تفصل بين السفارة وأقرب شارع لا تقل عن 30 متراً، وجدارًا أو سورًا يحيطها من كافة الجوانب، وحواجز مخصصة لصد اعتداءات المركبات. لكن، يجب على السفارة أيضاً أن تُعطي صورة جيدة عن الدولة التي تمثلها، وأن تكون دليلاً على القيم التي تمثلها الدولة، الأمر الذي يعتبر تحدياً كبيراً بالنسبة للسفارات الأميركية على وجه التحديد.

 

 

وغالبية السفارات الأميركية التي لا تزال قيد الإنشاء هي نتيجة برنامج حكومي أُطلق في العام 2011 للرفع من معايير تصاميم السفارات الأميركية، والذي أُطلق عليه اسم برنامج "Excellence in Diplomatic Facilities." وشارك في المشروع نخبة من أشهر المهندسين الأميركيين. وضمن السفارات الجديدة ستكون السفارة الأميركية في بيروت.

 

 

وبعد الإعلان عن المشروع في عام 2008، أثار الانتقاد بسبب تكاليف البناء القياسية، وتصميم مكعب الزجاج الممزوج ومدخل الخندق، في حين أعرب سكان قريبون عن مخاوفهم من أن تصبح منازلهم أهدافا إرهابية غير مقصودة.

 

 

ولكن السفارة الأميركية في ساحة جروفينور صغيرة جدا وقديمة جدا كما بنيت في الخمسينيات من القرن الماضي، وستتضمن السفارة الجديدة تكنولوجيا فائقة للحواجز الخارجية الواقية من القنابل وحواجز مضادة للصدام. وأراد المصمم أن يحقق الحواجز الطبيعية من خلال "الدرجات والمشي والمزارع"، وفقا لموقع السفارة الأميركية.

 

 

وستتضمن السفارة مصدرًا للطاقة يعتمد على الكربون ويكتفي ذاتيا تقريبا، مما يعني أنه حتى لو كان هناك انقطاع للطاقة في جميع أنحاء لندن، فإنه سيكون قادرا على العمل خارج الشبكة لفترات طويلة من الزمن. وخلافا لمعظم المباني المكتبية الزجاجية، والتي تبدو ثقيلة وصعبة فإن هذا المبنى سيبدو لينا بفضل الخدوش البلاستيكية خفيفة الوزن التي ستعلق على واجهة مثل أشرعة القوارب. وستكون جزءا لا يتجزأ مع الخلايا الضوئية التي يمكن تحويل ضوء الشمس إلى طاقة. 

 

 

وسيتم استخدام الزجاج المقوى المعزز بقوة للحفاظ على درجة حرارة المبنى. لا تعتبر السفارة هي المبني المتطور الوحيد في المنطقة، ويجري بناء المنطقة المجاورة مباشرة في مشروع يسمى "حدائق السفارة". وسيتم بناء ما يقرب من 2000 منزل جديد، إضافة إلى عدد من المحلات التجارية والمطاعم والشركات وفندق مكونة من 100 غرفة ونادي صحى وملاعب رياضية وفقا لمجلس واندسورث الذى وافق على المشروع. في حزيران/ يونيو، تم إطلاق 25 شقة للبيع من قبل إكوورلد باليمور مع سعر 1.35 مليون دولار للمنازل التي تطل على "البركة"، والتي ستكون الأولى في العالم التي يكون فيها حمام السباحة في الهواء الطلق ، ويعمل كجسر بين كتل شقتين. وسيمكن هذا الحمام السكان من السباحة بين مبنيين مع إطلالة على العاصمة.