أندريه كارلوف السفير الروسي في أنقرة

قُتل في أنقرة السفير الروسي أندريه كارلوف، برصاص رجل، يدعى مولود ألطنطاش، داخل متحف الفن الحديث، أثناء إلقاءه كلمة بمناسبة افتتاح المعرض "روسيا في عيون أتراك". وأظهرت لقطات مصورة منفذ الهجوم، والذي يعمل ضابطًا في قسم القوات الخاصة للشرطة، وكان خارج الخدمة في تلك الفترة، وهو يطلق ثماني رصاصات على كارلوف، صارخًا بالعربية "الله أكبر"، ثم أعلن بالتركية أنه نفذ الهجوم انتقامًا لأهالي مدينة حلب، وصاح منفعلاً بالتركية "نموت في حلب، تموت هنا، ولن أخرج من القاعة إلا ميتًا".

وتقمص مطلق النار دور أحد حراس السفير الروسي، وكان يرتدي البذلة الرسمية ويحمل بطاقة شرطة، وبعد أن لفظ السفير أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجروحه، أطلق منفذ الهجوم عدة طلقات نارية في الهواء، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من المتواجدين في المعرض، إلى أن لقى حتفه في اشتباكات مع قوات الشرطة التركية استمرت 15 دقيقة. وأعلنت تقارير أن منفذ الهجوم كان على علاقة بانقلاب يوليو/تموز الفاشل في تركيا. وألقت قوات الشرطة التركية القبض على والد القاتل، واسمه "إسرافيل ألطنطاش"، وأمه "حميدية"، واخته "سهر أوزير أوغلو"، التي تعمل في متجر لبيع الملابس، وذلك في مسقط رأس القاتل.

ويقال إن القاتل كان أحد الأعضاء النشطين في حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما زعمت تقارير أنه كان منتمي لجبهة النصرة السورية. وذكر شاهد عيان أن منفذ الهجوم كان يقف وراء السفير الروسي، مرتديًا بذلة سوداء أنيقة، ثم فجأة أخرج مسدسه وأطلق النار على السفير من الخلف، قائلًا "رأينا السفير ملقى على الأرض ثم هربنا".

وأدان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اغتيال السفير الروسي في أنقرة، مشيرًا إلى أن هذا الحادث الاستفزازي يستهدف العلاقات الطيبة بين روسيا وتركيا والتسوية في سورية. وشدّد الرئيس الروسي على ضرورة معرفة "من وجَّه يد القاتل"، مؤكدًا أن الرد الوحيد على اغتيال السفير هو تعزيز محاربة الإرهاب، مكلفًا بالحصول على ضمانات أمنية بشأن سلامة البعثات الدبلوماسية الروسية في تركيا. وجاء هذا الحادث بعد أيام من خروج مظاهرات في تركيا، احتجاجًا على الدور الروسي في الأزمة السورية.

وأكد رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة، مليح غوكجك، أن استخدام الشعارات الإسلامية قد يكون من محاولة من القاتل، لإبعاد التهمة عن العقل المدبر الحقيقي للحادث. وزعم غوجكك، المعروف عنه تصريحاته الصريحة، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن القاتل على علاقة بتنظيم فتح الله غولن الذي قام بمحاولة انقلاب فاشلة للإطاحة بأردوغان في 15 يوليو/تموز الماضي.

وكان ثمة اجتماع مقرر قبل وقوع الهجوم في موسكو، الثلاثاء، بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، وذلك في إطار بحث سبل إجلاء المدنيين من حلب. وأكد الجانبان أن الحادث لن يعرقل المباحثات. وقالت "ديلي ميل"، إن رجلاً مسلحًا اقتحم مبنى متحف الفن الحديث في أنقرة؛ حيث كان يجري افتتاح المعرض المصور "روسيا في عيون أتراك"، وأطلق النار على السفير أندريه كارلوف، الذي كان يلقي كلمة في ذلك الحين وأصابه. مشيرة إلى أن المهاجم قتل بعد أن كان متواجدًا في مبنى المتحف الذي يبعد عن مقر السفارة الأميركية بنحو مئة ياردة.

ونقلت وسائل إعلام محلية، أن كلمات منفذ الهجوم كانت تشبه النشيد غير الرسمي لجبهة النصرة، حيث قال "لا تسنوا حلب، لا تنسوا سوريو. مالم تكن بلادنا في أمان فإنكم أيضًا لن تتذوقوه"، مضيفًا أن "كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الحساب".

ويعتبر أندريه كارلوف دبلوماسيًا مخضرمًا، عمل سفيرًا للاتحاد السوفيتي السابق في كوريا الشمالية في معظم عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، عمل سفيرًا لروسيا في كوريا الجنوبية قبل أن يعود للعمل في كوريا الشمالية لخمسة أعوام عام 2001. وتولى عمله سفيرًا لموسكو في أنقرة عام 2013، وتعامل مع أزمة دبلوماسية كبرى بين البلدين عندما أسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية قرب الحدود مع سورية. وفرضت موسكو عقوبات على تركيا مطالبة باعتذار تركيا عن الحادث، ومن بينها تجميد رحلات السياح الروس إلى تركيا، وقد تمكن البلدان مؤخرًا من تحسين العلاقات بينهما.