الاتحاد الأوروبي

 بينما بدأ سفراء دول الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، مناقشة مشروع العقوبات الأوروبية على إيران، كشف دبلوماسيون أن المحادثات الجارية في العواصم الأوروبية، تتحرك لفرض عقوبات جديدة ضد طهران لعدد من الأسباب بينها الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على الرياض ومدن سعودية أخرى الأحد الماضي.

وذكرت المصادر أن البت في مشروع العقوبات سيتم خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ في 16 أبريل (نيسان) المقبل، ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي قوله: "الفكرة تتمثل في أن يكون لدينا قرار نهائي بشأن عقوبات إيران بحلول اجتماع وزراء الخارجية أو خلاله".

في غضون ذلك، ندّد مجلس الأمن الدولي أمس "بأشد العبارات الممكنة" بالاعتداءات التي نفذتها جماعة الحوثي بالصواريخ الإيرانية الصنع ضد مدن الرياض وخميس مشيط ونجران وجازان في السعودية، واصفاً إياها بأنها تمثل "تهديداً خطيراً للأمن القومي للمملكة"، بالإضافة إلى أنها تشكل "تهديداً أوسع" للأمن الإقليمي. وأعرب أعضاء المجلس عن "قلقهم الشديد من النية المعلنة للحوثيين بمواصلة هذه الهجمات ضد السعودية، وشن هجمات إضافية ضد دول أخرى في المنطقة". 

وأكدت مصادر متطابقة لـ "الحياة" أن الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث طلب من كل الأطراف التي التقاها في صنعاء، ترشيح 20 شخصية لتكون ضمن طاولة حوار سياسي يمني، بهدف تشكيل حكومة وطنية وإنهاء النزاع في البلد.

في غضون ذلك، نفذت قوات الجيش اليمني ليل الثلثاء- الأربعاء، عملية واسعة لاستكمال تحرير مديرية "القبيطة" شمال محافظة لحج، للتوجه نحو مدينة تعز بهدف فك الحصار، الذي تفرضه ميليشيات الحوثيين على المحافظة.

وقال الموفد الدولي إن جولته الأولى في اليمن "ستشمل إضافة إلى صنعاء، عدن والمكلا (عاصمة محافظة حضرموت)، لإجراء مزيد من المشاورات مع كل الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية"، وكان غريفيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع جماعات تمثل الحوثيين بما فيها حكومتهم برئاسة عبد العزيز بن حبتور، وهيئة رئاسة مجلس الشعب ومنظمات أخرى.

وأشارت المصادر إلى أن "الموفد الدولي حاول طمأنة الأطراف التي التقاها إلى حياد مهمته"، ولفتت إلى تأكيد غريفيث أن "العالم يعترف بالحكومة اليمنية الشرعية فقط، وهذا ليس مطروحاً للتفاوض أو النقاش". وأضافت أنه "سينتهي السبت المقبل من مشاوراته في صنعاء، ويتوجه إلى عدن، ومن ثم المكلا، وبعد ثلاثة أسابيع سيعود إلى العاصمة لاستكمال مشاوراته والاطلاع على القوائم التي سيقدمها كل طرف عن ممثليه في حوار الحكومة الوطنية".

إلى ذلك، أشارت مصادر في صنعاء إلى مشاورات "غير معلنة" بين قيادات بارزة في جماعة الحوثيين والموفد الدولي، في شأن التوصل إلى صيغة تجمع كل الأطراف على طاولة حوار مماثلة لما عقد في الكويت، قبل نحو سنتين. وتوقعت أن يلتقي غريفيث زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال زيارته الحالية أو في جولته المقبلة. ولفتت إلى أن "الموفد الدولي يسعى إلى نيل ثقة إقليمية ودولية للضغط على الحوثيين والحكومة الشرعية من أجل الحوار، واختيار حكومة وطنية تمثل كل الأطراف". لكن مصادر اعتبرت أن "الوقت لا يزال مبكراً لهذه الخطوات، وأن أمام غريفيث طريقاً طويلاً ومعقداً قبل أن تتحقق الخطوة الأولى في هذا الاتجاه".

ميدانياً، حررت قوات الجيش مناطق "نجد الوزف"، و "نجد عراضب"، وموقع "السنترال" في "عنفات"، وتمكنت من تطهير "مدرسة الفلاح" التي كانت تستخدمها الميليشيات مقراً لعملياتها القتالية. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية بأن المعارك لا تزال مستمرة، وسط تقدم لقوات الجيش نحو "نجد قفل".