المبعوث الأممي مارتن غريفيث

أعلن مصدر في وفد الميليشيات "الحوثية" للمشاورات السياسية مع الحكومة الشرعية، أن الوفد سيغادر صنعاء، اليوم الثلاثاء، نحو العاصمة السويدية "ستوكهولم" للمشاركة في الاجتماعات التي ستعقد هناك في محاولة للتوصل الى اتفاق حول الحل السياسي رغم التباعد الكبير في مواقف الطرفين.

وقال المصدر في اتصال مع "سبوتنيك"، مساء الاثنين، إن المبعوث الأممي مارتن غريفيث وصل إلى صنعاء لمرافقة وفدها إلى السويد، فيما وصلت طائرة أخرى استأجرتها الأمم المتحدة وقامت بنقل 50 جريحاً إلى عُمان، كإجراء حسن نية بالتوازي مع إجراء آخر وهو تبادل كامل لجميع الأسرى، حيث أعلن رئيس الهيئة الوطنية للأسرى عبدالقادر المرتضى أن التحالف وافق على إجراء تبادل كامل.

وتابع المصدر، في مقابل الجهود الأممية استهدفت طائرات التحالف السعودي الإماراتي ميناء الحديدة مخلفة أضرارا كبيرة في الميناء الأمر الذي سيفاقم الكارثة الإنسانية حيث  يعد الشريان الرئيسي للإمدادات الغذائية لنحو 80 % من سكان اليمن، فيما أسفرت غارات جوية عن مقتل وإصابة 13 مدنيا في صعدة.

 وكانت طائرة تابعة للأمم المتحدة، أقلت أمس، عدداً من الجرحى الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه العاصمة العُمانية مسقط للعلاج، وذلك تزامناً مع وصول المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء لمرافقة وفد الحركة الحوثية إلى المشاورات المرتقبة في السويد. وذكر تحالف دعم الشرعية في اليمن أن الحكومة اليمنية تأكدت من خلو الطائرة من أي عناصر لبنانية أو إيرانية. وكانت معلومات سابقة تحدثت عن عزم الحوثيين نقل 4 لبنانيين وإيرانيين اثنين ضمن جرحاهم.

 الحكومة اليمنية تتزود بأسماء الجرحى والمرافقين لهم قبل السفر

 وأوضح العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، في رده على سؤال لـ"الشرق الأوسط" حول قائمة الجرحى، أنه "تم تزويد الحكومة اليمنية بأسماء الجرحى والمرافقين، وتأكدت من هوياتهم" . ولفت المالكي إلى أن الطائرة التي تقل الجرحى من صنعاء لن يكون ضمنها وفد الميليشيات الحوثية إلى السويد، وقال: وأضاف الماكي أن الطائرة مستأجرة، وكانت قد وصلت إلى صنعاء لنقل الجرحى والمرافقين والطاقم الأممي إلى مسقط.
 
وذكر المتحدث باسم التحالف أن تسهيلات لنقل الجرحى للعلاج تمت، بالتشاور مع الحكومة اليمنية والتنسيق مع المبعوث الأمم المتحدة، وذلك لتهيئة جميع الظروف وبناء الثقة للمفاوضات المقبلة، وتابع أن الميليشيات حاولت في سبتمبر/أيلول الماضي وضع شروط في اللحظة الأخيرة لنقل بعض الجرحى من دون مشاورات مع الأمم المتحدة والشرعية، لكن هذه المرة "تلقينا طلباً من المبعوث الأممي، وتم التشاور مع الشرعية"، مضيفاً أن "الموضوع إنساني بالدرجة الأولى، وهناك التزامات من الأمم المتحدة والشرعية والجانب المستضيف للجرحى".

 وحول الوضع العسكري في الحديدة، أكد العقيد تركي المالكي أن التحالف يؤيد قرار الحكومة اليمنية تحرير المدينة ومينائها الحيوي، وقال إن "الميليشيات استخدمت في أثناء مفاوضات الكويت فترة التفاوض لاستقدام التعزيزات لعناصرها الإرهابية في جميع الجبهات، ونصب الصواريخ الباليستية"، وشدد على أن "قرار إبرام أي هدنة يخص الحكومة الشرعية، ونحن ندعمه في كل الأحوال".

 وأضاف أن العلميات العسكرية مستمرة بوتيرة مختلفة، فنحن نعطي فرصة للحل السياسي، ولتقدم الميليشيات مصلحة الشعب اليمني على مصالحها، والوصول لحل سياسي، أو يتم تسليم الميناء والمدينة، وتابع: لا تزال العمليات مستمرة بشكل عام، والمقاومة المشتركة في مواقعها، وهي تسيطر على شرق وجنوب شرقي وجنوب غربي الحديدة، ومنطقة الدريهمي مطوقة بالكامل، كما أن العدو يعمل على شكل مجموعات صغيرة على طول الساحل الغربي، ويحتمي في المساجد والأماكن التراثية، وقد قام بتلغيم خزانات النفط والغاز في ميناء الحديدة، وحوله إلى ثكنة عسكرية.

 وأشار المالكي الى أنه لأول مرة منذ بدء النزاع اليمني، يخلو ميناء الحديدة الحيوي من أي سفينة تحمل مساعدات، بعد تعطيل الميليشيات دخول السفن، وإطالة مدة انتظارها في منطقة المخطاف، الأمر الذي ينعكس على وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها من الشعب اليمني. ووفقاً للعقيد المالكي، فإن الحوثيين منعوا دخول 3 سفن تم التصريح لها بدخول ميناء الحديدة الأسبوع الماضي، إلى جانب سفينتين في ميناء الصليف. وأشار إلى أن إحدى السفن المحمّلة بالوقود تنتظر منذ 26 يوماً، في تعطيل ممنهج وواضح من الميليشيات.
 
وكشف المالكي، من جهة أخرى، عن بدء التحالف صرف المساعدات للمتضررين من بعض الحوادث التي حصلت، وكان فريق تقييم الحوادث قد ألقى باللوم بشأنها على القوات المشتركة، ولفت إلى إنشاء صندوق لإيداع مبالغ مالية فيه، وبدء صرف التعويضات، مشيراً إلى أن من ضمن الحوادث التي بدأ الصرف فيها تلك المتعلقة بمستشفى عبس وبيت سعدان في أرحب.

حكومة صنعاء تدين قيام التحالف بقصف ميناء الحديدة

وأدانت اللجنة الاقتصادية العليا ووزارة النقل في حكومة صنعاء قيام التحالف بقصف الميناء. واعتبرت الجهتان في بيانين منفصلين أن قصف ميناء الحديدة يعد تحديا سافرا للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بأسره وتقويضاً للمساعي السلمية التي يسعى المبعوث الدولي إليها، ومحاولة لإفشال الحوار الذي يعد له في السويد.

هذا وأعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في جماعة أنصار الله "الحوثيين" عبد القادر المرتضى، يوم الاثنين، توقيع قوات التحالف العربي على اتفاق برعاية الأمم المتحدة لحل ملف الأسرى والمعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، مضيفا أن، اليوم استكملنا إجراءات التوقيع واستلمنا نسخة من الاتفاق الموقع، وإن شاء الله ستكون هذه الخطوة الأولى لإنهاء هذا الملف الإنساني. وأشار المرتضى، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها التابعة للحوثيين، إلى أن هذا الاتفاق المبرم برعاية الأمم المتحدة وقعت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عليه منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأضاف المسؤول الحوثي: "اليوم استكملنا إجراءات التوقيع واستلمنا نسخة من الاتفاق الموقع، وستكون هذه الخطوة الأولى لإنهاء هذا الملف الإنساني". وعبر المرتضى عن أمله في أن تسير مرحلة التنفيذ لهذا الاتفاق "بكل سلاسة ودون أي عراقيل".