مقتل قائد عسكري بانفجار لغم أرضي في بنغازي واجتماع مصغر في باريس حول الوضع في ليبيا

أعلن المتحدث باسم قوات "البنيان المرصوص" العميد محمد الغصري ان مدينة سرت شهدت تطورات كبيرة في الساعات الماضية. وأوضح لـ"صوت الامارات" أن المعارك مع مسلحي تنظيم "داعش" اشتعلت على مختلف المحاور في سرت، وأن القوات تمكنت من قتل 80 داعشيًا في معارك الأمس. واكد المتحدث ان قوات البنيان تقدَّمت على جميع المحاور وأن القتال منحصر في حي المنارة من سرت. واضاف أن كل معدات قوات البنيان جاهزة لإنهاء المعركة وتطهير المدينة من الدواعش.
وحول القبض على بعض عناصر التنظيم أو تسليم أنفسهم قال الغصري: إن الداعشي "لا يسلم نفسه" بل يقوم بتفجير نفسه اذا ما انهزم في المعركة، كما أن الدواعش يقومون كذلك بعد المعركة باخلاء ميدانها من جرحاهم وقتلاهم. وأقر في هذا السياق أن القوات لم تتمكن من القبض إلا على امرأة داعشية ليبية، أخطأت الطريق فوقعت في ايدي قوات البنيان.مبينا انه  اذا ما وجد اسرى فإنه يقع تحويلهم لفرع الاستخبارات في مصراتة. وأشار الغصري الى أن قوات البنيان قامت بإعداد طريق لاخلاء المنطقة المحاصرة من الأطفال والنساء لكن عناصر "داعش" رفضوا الخروج من هذا الطريق.
وقد اعترف أحد أسرى "داعش" وهو ليبي من درنة، أن ما تبقى من مقاتلي التنظيم في سرت، هم 180 عنصرًا فقط، بينهم 22 مبتوري الأطراف أوكلت لهم مهمة قيادة سيارات مفخخة والقيام بهجمات انتحارية. وأوضح الغصري في هذا الخصوص أن انتحاريين تلقوا إصابات خطيرة أدت إلى بتر أطرافهم. وقد نقل عن الأسير تأكيد وجود 37 جريحًا من التنظيم، وأربعة أطباء هنود وطبيبين إسبانيين وطبيبين مصريين وطبيب ليبي وآخر تونسي في صفوف التنظيم.
وأعلنت القوات الليبية المسلحة الاثنين عن مقتل آمر كتيبة التدخل السريع عبدالحليم بوجواري السعيطي في المحور الغربي في مدينة بنغازي إثر انفجار لغم أرضي . وقال الناطق باسم الكتيبة الثانية "صاعقة" سالم غفير، إن السعيطي قتل جراء انفجار لغم أرضي في العمارات الصينبة في محور القوارشة.
وأكد الناطق باسم مستشفى مصراتة المركزى أكرم قليوان مقتل 11 شخصا وإصابة أكثر من 62 آخرين من القوات المشاركة في قتال تنظيم "داعش"، خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة سرت. وأشار قليوان إلى أن من بين القتلى صحفيا هولندي الجنسية، يعمل في مجلة الشعب الهولندية، وقد أصيب برصاص قناص في محور الزعفران بسرت. ونقل مراسل أجواء نت عن قادة ميدانيين بالقوات المشاركة في قتال التنظيم قولهم: إن الاشتباكات دارت في حي الكامبو والحي السكني رقم ثلاثة.
من جانب آخر قال معاون آمر غرفة العمليات عبد الهادي إدراه إنهم انتشلوا 62 جثة من مناطق الاشتباكات تعود لأفراد تنظيم "داعش" في سرت. وأعلن المتحدث باسم غرفة عمليات الطوارئ الجوية محمد قنونو: أن إجمالي الغارات التي نفذها سلاح الجو على مواقع التنظيم أمس بلغت عشر غارات، إضافة إلى 16 غارة أميركية.
واستضافت الخارجية الفرنسية، الإثنين، اجتماعًا دوليًا مصغرًا حول الأزمة الليبية عقد في باريس بمشاركة مسؤولين على مستوى نواب وزارء خارجية عدد من الدول وغياب ممثل عن ليبيا المعنية بالأمر. وشارك في الاجتماع الذي عقد في مقر الوزارة، ممثلون عن كل من تركيا، ومصر، وقطر، والإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت مصادر مقربة أن الاجتماع جرى بعيداً عن  عدسات وسائل الإعلام، ولم تُدل الخارجية الفرنسية بأي بيان حول نتائج أعماله عقب إنهاء الاجتماع. ولذلك لم يعرف ماذا تقرر خلال الاجتماع.
وسط ذلك يواصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية، فائز السراج، زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين لبحث تطورات الوضع في ليبيا. وكان السراج وصل الى الجزائر أمس الاثنين حيث كان في استقباله لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، ووزير الداخلية، نور الدين بدوي.
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية بأن السراج سيتطرق خلال هذه الزيارة إلى تقييم الوضع والجهود الجارية في إطار التسوية السياسية للأزمة في بلاده. كما ستكون هذه الزيارة، أيضا، فرصة "لتأكيد موقف الجزائر الدائم الداعم لديناميكية السلم التي تمت المبادرة بها في هذا البلد والقائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية في إطار احترام السيادة الوطنية"، وفق الوكالة الجزائرية.
وانتقدت الجزائر، أمس الإثنين، "كثرة المبادرات" حول ليبيا، معتبرة أن اجتماع باريس حول الأزمة، الذي عقد امس، "لا يهمها". جاء ذلك في تصريح لوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع وزير خارجية حكومة الوفاق الليبي، محمد سيالة الذي يزور الجزائر بصحبة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.
وقال مساهل: "نحن ضد المسارات هذه وكل طرف يأتي ويقول أن لدي مبادرة"، وتابع: "هناك مسار هو مسار الأمم المتحدة، ونحن ضد المسارات هذه، وكل طرف يقول عندي مبادرة". ومضى قائلا: "بالنسبة لنا المبادرة الوحيدة، التي سنشارك فيها هي المبادرة الليبية وهو الحوار والمصالحة الوطنية".
وعلّق الوزير الجزائري على اجتماع باريس بالقول: "الاجتماع لا يهمنا.. سمعنا أن هناك اجتماعا في باريس، ولكن ما يهمنا هو وجود الإخوة الليبيين هنا في الجزائر".
 وعبر عن رفض بلاده لأي تدخل أجنبي في ليبيا وقال: "موقف الجزائر واضح منذ البداية ونحن ضد التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية كدولة جارة للجزائر"، وتابع "نحن نعرف الليبيين وبإمكانهم حل مشاكلهم بأنفسهم". وكشف مساهل عن أن الاتحاد الإفريقي سيطلق مبادرة، قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث ستجتمع لجنة خماسية لمتابعة الأوضاع في ليبيا بحضور دول الجوار، من دون مزيد من التفاصيل.
من جهته قال وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبي محمد سيالة إن "الأطماع الخارجية أخرت المصالحة والحوار السياسي الليبي"، من دون توجيه اتهامات لطرف بعينه، مضيفاً: "الجزائر داعمة لهذا الحوار". ورداً على سؤال حول أسباب استبعاد الجزائر من اجتماع باريس الدولي حول ليبيا، قال "سيالة" : "السؤال يجب أن يوجه إلى فرنسا ودبلوماسيتها لماذا استبعدت الجزائر؟"، مضيفاً: "نحن نعتقد ونجزم أن الجزائر من الدول الفاعلة في أي اجتماع يتعلق بالمسألة الليبية".
وحسب سيالة فإن طرابلس ترغب في الاستفادة من التجربة الجزائرية في المصالحة والوئام الوطني، وقال: "طلبنا رسمياً أدبيات هذه التجربة والتشريعات التي سنت للتمهيد لها والاستفادة منها".