الدكتور سلطان النعيمي

أكد الدكتور سلطان النعيمي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن دولة الإمارات تفتح أفقاً غير مسبوق لإشاعة السلام في الشرق الأوسط، وإيجاد حل عادل لأحد أهم الصراعات التي شهدها التاريخ المعاصر وأطولها، وهو الصراع العربي - الإسرائيلي.وأوضح الدكتور النعيمي أن معاهدة السلام التي أبرمتها الإمارات مع إسرائيل ليست مجرد اتفاق ثنائي، ولكنها مشروع لتأسيس واقع جديد في الشرق الأوسط؛ واقع يحاول استلهام الركائز الأساسية التي يستند إليها شعار «تشكيل السلام معاً».

وقال النعيمي: لقد مثّلت دولة الإمارات تاريخياً بوتقة صهر للتنوُّع الإنساني في إطار من التعايش المشترك والتعاون الإيجابي والقبول بالآخر واحترام الاختلاف، لتُقدّم مشروعاً تنموياً فريداً أمكنه في عقود قليلة تحقيق الكثير مما عجزت عنه دول أخرى في منطقتنا حَبَاها الله مواردَ تفوق موارد الإمارات، ولكنها اختارت إهدارها في صراعات لا نهائية تُغذّيها نَزَعات غير رشيدة تهدف إلى الهيمنة وفرض الإرادة وإشاعة الكراهية.وأشار إلى أن هذا النموذج الوطني الذي أسّست عليه دولة الإمارات هو جوهر مبادرة السلام هذه، التي تطرحها وتقودُها الدولة اليوم في منطقة الشرق الأوسط.

أهداف
وأضاف إن مبادرة السلام تتيح تحقيق العديد من الأهداف ومنها الخروج من واقع الكراهية والصراع نحو أفق للتعاون غير المحدود والذي يستهدف خير سكان المنطقة جميعاً، كما تتيح خلق شبكة من المنافع المتبادلة التي تعزز السلام وترفع تكلفة الفرصة البديلة أمام مَن يراهنون على البقاء في أتون الصراعات والحروب.وتساهم المبادرة في توحيد جهود شعوب المنطقة لمواجهة تحديات لم تعُدْ قاصرة على دولة بعينها، ولم تعُدْ أي دولة وحدها قادرة على مُجابهتها.وقال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: إذا كان تفشي فيروس كوفيد 19 نموذجاً لتلك التحديات العابرة للحدود التي تهدّد البشر جميعاً، ولا يمكن مجابهتها إلا بتضافر الجهود المنسّقة للبشرية كلها، فإن قائمة تلك التحديات تطول ولا تقصر، لتشمل على سبيل المثال تداعيات التغير المناخي والتدهور البيئي، وندرة المياه، والهجرات غير المنظمة، والإرهاب، وغير ذلك الكثير، مما يتفاقم خطره بشكل خاص في الشرق الأوسط.

وأضاف النعيمي إن معاهدة السلام تتيح إيجاد حل عادل وخلاق في آن واحد للقضية الفلسطينية؛ حل لا يقوم على توازن الخوف بين أطرافها؛ هذا الخوف الذي يدفعهم إلى تبنّي مواقف متشددة وحدّية تعوقُ أيّ تقدم باتجاه السلام، ولكنه حل يرتكز على مبادئ التعايش والمنافع المشتركة التي تزيد فقط الحافز للسلام، وتقلّص المخاوف المتبادلة لمصلحة الرغبة في العيش المشترك، وتطرح أفقاً مبدعاً لتسوية القضايا التي طالما أعاقت التسوية.كما تساهم المعاهدة في فتح أفق جديد لتعبئة طاقات الشباب بعيداً عن ثقافة القتل والموت والدمار وفقدان الأمل، ليبحثوا لهم عن مكان على مسار التقدم الإنساني المتسارع.

فرصة
وأضاف مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: إن دولة الإمارات - وهي تشترط وقف ضمّ الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية - تمنح الجميع بلا استثناء فرصة لعدم الانزلاق نحو مزيدٍ من الدمار والعنف والكراهية، وتقدم لهم فرصة للانخراط في مسار بديل.وتابع: ما تؤكده مبادرة السلام التي تقودها دولة الإمارات هو تقويض ركائز الكراهية والتطرف والعنف التي رسّختها للأسف مساعٍ للهيمنة من قِبَل دول وجماعات تُغذّيها قناعات موهومة بالتفوق العرقي أو الديني أو المذهبي أو القومي، ولم تؤدِّ تلك الأوهام إلا إلى إفشال الدول والمجتمعات في منطقتنا وجعلها استثناء في مسار عالمي نحو تراجع الحروب. إن دولة الإمارات - وهي تكسر الدائرة المغلقة للصراع وتفتح أفق السلام - تجعل رهان المنطقة هو العلم والتبادل المعرفي والحضاري والإنجاز، تلك الركائز التي يمكنها تحسين حياة البشر والمجتمعات.

مبادرات مُتعدّدة
أكد سلطان النعيمي أن مبادرة السلام التي فتحت الإمارات أفقها، يجب أن تتحوّل إلى مبادرات سلام مُتعدّدة في كل دوائر الصراعات المغلقة التي تعوق شعوب هذه المنطقة عن النظر إلى مستقبلها، وتُبقيها أسيرة عداوات تاريخية لم يعُدْ لها من داعٍ في واقعنا المعاصر سوى عمليات مُمنهَجة لتوريث الكراهية.

وقـــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــــضًأ :

سلطان النعيمي: لا وفيات أو إصابات في حريق السوق الشعبي بعجمان

سلطان النعيمي يؤكد أن المرأة الإماراتية جديرة بحمل راية النجاح