الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين

اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية، وبمحاولة "نزع الشرعية" عن انتخاباتها الرئاسية المرتقبة الشهر المقبل، معتبرة أن واشنطن تلجأ إلى أساليب "ترهيب وابتزاز"، لعرقلة التعاون التقني لموسكو مع دول أخرى.

في المقابل، كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهام سلفه باراك أوباما بالتقصير في مواجهة "تدخل" روسي محتمل في انتخابات الرئاسة عام 2016، فيما اقترح قادة الديموقراطيين في الكونغرس تخصيص 300 مليون دولار لمكتب التحقيقات الفيديرالي "إف بي آي"، للتصدي لمساعٍ روسية محتملة للتدخل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الخريف المقبل. ووَرَدَ في رسالة وجّهها زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، الى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيس مجلس النواب بول راين أن "العناصر الأساسية للديموقراطية في الولايات المتحدة تتعرّض الى هجوم من خصم خارجي، وعلى الكونغرس الردَ فورًا".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، استبعد تحسّنًا قريبًا للعلاقات مع الولايات المتحدة. وعلّق على اتهام المحقق الأميركي الخاص في "ملف روسيا" روبرت مولر 13 روسيًا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، قائلًا "للمفارقة، يتخذ الأميركيون خطوات نحو التدخل في شؤوننا الداخلية، ويفاقمون توترًا في العلاقات الثنائية قبل انتخابات الرئاسة" الروسية المرتقبة في 18 آذار/ مارس المقبل، وأكد أن موسكو ستردّ على لائحة مولر، و"سيكون صعبًا جدًا المضيّ في العلاقات مع الولايات المتحدة من وضعها الحالي".

وقبل نحو شهر من الانتخابات الروسية، نشر عضو المجلس العلمي التابع لمجلس الأمن القومي الروسي أندريه مانويلو تقريرًا عن "التدخل الأميركي في انتخابات الرئاسة الروسية من 1996 إلى 2018". وأشار التقرير الذي أعدّه خبراء مقرّبون من الكرملين، الى "آليات محددة يمكن أن تستخدمها واشنطن للتدخل في الانتخابات الروسية، لنزع الشرعية عنها".

واعتبر التقرير أن "الولايات المتحدة ترى في انتخابات الرئاسة الروسية فرصة للضغط على "موسكو"، وتستعد لتدخل واسع في العملية الانتخابية، مستخدمةً مجموعة ضخمة من الأدوات، بما في ذلك المعلوماتية والنفسية وتمويل المعارضة الروسية". واتهم واشنطن باختبار طرق مختلفة للتأثير في نتائج الانتخابات الروسية، منذ العام 1996، وحضّ موسكو على الاستعداد للتصدّي لكل محاولات التدخل الخارجي في هذه الانتخابات.

واتهمت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، دولًا غربية بالتدخل في انتخابات بلادها، "عكس اتهامات بلا أساس ومواد عن القراصنة الروس الذين لا حدود لقدراتهم، وتأثير روسي في نتائج الانتخابات في دول أخرى"، وتابعت: "لدينا معلومات عن وقائع محددة في شأن تدخلات هدّامة لدول غربية في شؤوننا الداخلية، في سياق حملة انتخابات الرئاسة".

كما اتهم ريابكوف واشنطن بانتهاج سياسة "متعمدة لتعقيد التعاون العسكري التقني "لروسيا" مع شركاء أجانب"، لافتًا إلى أن الأميركيين "يعلنون أرقامًا محددة لقيمة عقود يزعمون إفشالها بضغط أميركي، ونتيجة سياسة ابتزاز وترهيب تنتهجها واشنطن"، معتبرًا هذه التصريحات "دعاية سياسية". في السياق ذاته، أكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "كل شيء كما يُرام" في القطاع الدفاعي، مشيرًا إلى أن روسيا "تحاول التحوّط من أخطار مرتبطة بمنافسة غير عادلة من الولايات المتحدة في سوق التعاون العسكري الفني".

وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت قالت إن بلادها "تحذر دول العالم من التعامل التجاري مع شركات سلاح روسية، وتحاول ثنيها عن ذلك" استنادًا إلى قانون يشدّد العقوبات على موسكو وطهران وبيونغيانغ. وأضافت أن واشنطن "تمكّنت أخيرًا من إحباط صفقات خططت لها موسكو قيمتها 3 بلايين دولار".