منصور بن زايد خلال حضوره ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات

أكد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أن دولة الإمارات، وبفضل رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، رسخت لذاتها مكانة مهمة كمركز عالمي رائد لمختلف مجالات الأعمال في قطاع النفط والغاز، وذلك باتباع نهجٍ قائمٍ على الشراكات الاستراتيجية والتعاون الوثيق بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز نمو الاقتصاد الوطني وتنويعه ليشمل الصناعات المتطورة تكنولوجيًا، والتي تحقق قيمة إضافية تعكس الاستغلال الأمثل للموارد الهيدروكربونية.

وجاء ذلك خلال حضوره جانبًا من ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات الذي عقد أمس، في قصر الإمارات بأبوظبي، وتفضله بإطلاق النموذج التفاعلي للمخطط الرئيس لتوسعة مجمع الرويس الصناعي الذي يُحدث نقلة نوعية في مدينة الرويس ويُسرع نموها، ليصبح أكبر مُجمّع متكامل في موقع واحد على مستوى العالم لعمليات التكرير والصناعات والبتروكيماوية.
وأعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، عزمها استثمار 165 مليار درهم "45 مليار دولار" على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى جانب عدد من الشركاء الاستراتيجيين، لتعزز مكانتها كشركة رائدة عالميا في مجال التكرير والبتروكيماويات، ولتحقق أقصى قيمة وعائد اقتصادي من كل برميل نفط تنتجه بما يعود بالفائدة على دولة الإمارات.
واستمع الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إلى شرحٍ مفصلٍ حول خطط أدنوك لتوسعة مجمع الرويس الصناعي والذي يعد المحور الرئيس الذي تقوم عليه استراتيجية الشركة الجديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات.
وأشاد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بجهود أدنوك واستراتيجيتها الجديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات ومبادرتها لتعزيز القيمة المحلية المضافة لما لهذه الجهود من دور أساسي في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات ودفع عجلة النمو في القطاع الخاص، مشددًا سموه على أهمية هذه الخطوات في زيادة تنويع الاقتصاد وخلق نمو مستدام في الدولة وضمان الازدهار وتطوير كفاءات الكوادر العاملة ذات المهارات العالية.
وأثنى على تنظيم أدنوك لهذا الملتقى الأول من نوعه في المنطقة واستقطابها مجموعة مرموقة من قادة الشركات العالمية في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والصناعة والأعمال المصرفية في خطوة تهدف إلى مواكبة تغيرات مشهد الطاقة العالمي واستشراف المستقبل وتأمين وخلق فرص جديدة للنمو والاستثمار.
والتقى خلال الحدث المنعقد في فندق قصر الإمارات، عددًا من قادة شركات النفط والغاز العالمية المشاركين في الملتقى الذي سجل حضور عدد من الوزراء من البلدان الشقيقة والصديقة وأكثر من 40 رئيسًا تنفيذيًا وما يزيد على 800 من كبار مسؤولي وقادة الشركات العالمية في مجالات الطاقة والبتروكيماويات، ويشهد استعراض أدنوك استراتيجيتها الجديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات وخططها الرامية إلى ترسيخ مكانة رائدة لها في هذا المجال.

وحضر الحفل، أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، وسلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، وحسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، ومجموعة شركاتها، وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة.

الموارد الهيدروكربونية

وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها بهذه المناسبة، "ضمن جهود أدنوك لتنفيذ توجيهات القيادة بضمان تحقيق أقصى قيمة من الموارد الهيدروكربونية، وفي ضوء الزيادة الكبيرة في الطلب على البتروكيماويات والمنتجات المكررة عالية القيمة، نسعى لترسيخ وتعزيز مكانة أدنوك لتصبح لاعبًا عالميًا رائدًا في مجال التكرير والبتروكيماويات".
وقال "لتحقيق ذلك، نستثمر بكثافة في الرويس ونتيح المزيد من فرص الشراكة الجاذبة للاستثمارات المشتركة، إلى جانب التوسع في جميع مجالات وجوانب أعمالنا لإنشاء منظومة صناعية قوية جديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات وتحقيق النمو الذي يعود بالفائدة على كل من دولة الإمارات وأدنوك وشركائنا".
وأضاف "تسهم خطط توسعة مجمع الرويس كذلك في دعم الجهود الرامية إلى دفع عجلة التنمية والتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات وأبوظبي، وخلق فرص عمل جديدة لأصحاب المهارات العالية، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية آمنة ومستقرة لاستقطاب الاستثمارات في مجال الطاقة".
وأكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن خطط أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات تأتي ضمن استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي الرامية إلى تعزيز الربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، والمحافظة على إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، مدعومة بتعزيز التسويق الاستباقي المرن.ولفت إلى أنه واستنادًا إلى إرثها العريق من النجاحات، شرعت أدنوك في تنفيذ برنامج طموح على مدى العامين الماضيين يسعى إلى إحداث نقلة نوعية على مستوى المجموعة حيث قامت في هذا الإطار بتحسين الكفاءة التشغيلية والارتقاء بالأداء وإعادة تنظيم إدارة محفظة الأصول ورأس المال وتوسيع نطاق الشراكات وخلق فرص جديدة للاستثمار.
وقال "كما تعمل أدنوك على تسريع تنفيذ هذه النقلة النوعية من خلال تعزيز مكانتها كلاعب عالمي رائد في مجال التكرير والبتروكيماويات حيث ترتكز الاستراتيجية الجديدة على إرث أدنوك الفريد والحافل بالإنجازات منذ ما يزيد على 45 عامًا، ونهجها المنفتح على توسيع نطاق الشراكات، وكذلك على الأسس الصلبة التي توفرها دولة الإمارات والتي تشمل القيم الراسخة، والثقة، والبيئة الجاذبة للاستثمار".
شراكات بعيدة المدى
وأوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن أدنوك تركز على إبرام شراكات بعيدة المدى في مجال التكرير والبتروكيماويات للاستفادة من الجوانب الأكثر جدوى في القطاع وتعزيز النمو المستقبلي للشركة وعلى استقطاب شركاء يقومون بنقل الخبرة التشغيلية والتكنولوجيا والخبرة المالية والقدرة على تطوير وفتح أسواق جديدة، والذين يستفيدون بدورهم من نقاط القوة والمزايا التنافسية التي يتمتع بها مجمع الرويس الصناعي، بما في ذلك الوصول المضمون للمواد الخام ذات التنافسية العالية، ومجالات التكامل، وموقع يديره مالك واحد بما يسهل التعاون بين مختلف المراحل والجوانب، وموقع جغرافي متميز في ملتقى طرق التجارة بين الشرق والغرب، وميناء متطور، وبنية تحتية للخدمات اللوجستية.
وقال الدكتور سلطان "إن المزايا التنافسية الفريدة والمكانة المرموقة عالميا لمجمع الرويس مدعوما باستثمارات تقدر بنحو 165 مليار درهم واستراتيجية الشركة الطموح للنمو الذكي، جميعها عوامل من شأنها خلق فرصة فريدة أمام أدنوك لإعادة صياغة مشهد قطاع التكرير والبتروكيماويات العالمي، ونعمل على تسريع تحقيق أهدافنا من خلال عقد الشراكات الاستراتيجية المناسبة التي تسهم في تحقيق قيمة إضافية. وندعو الشركاء الحاليين والجدد للتعاون معنا في بناء مجمع متطور ومنظومة صناعية عالمية رائدة للتكرير البتروكيماويات في الرويس".
وأضاف "يسعدني أن أرحب بكم في "ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات".. فللمرة الأولى نستضيف منصة للحوار الاستراتيجي المفصّل حول خططنا لتطوير وتوسعة أعمالنا في مجال التكرير والبتروكيماويات"، وأكد "قبل 62 عامًا، تم تحقيق أول اكتشاف نفطي في مناطقنا البحرية، لتبدأ حقبة جديدة في دولة الإمارات وأبوظبي، وحملت منصة الحفر التي حققت ذاك الاكتشاف في عام 1958 اسم "إنتربرايز"، وذلك نتيجة تعاونٍ دولي تحقق بفضل رؤية القيادة في دولة الإمارات، وجسدت تلك الخطوة روح التعاون التي لطالما كانت أحد الدوافع الرئيسة لنمو وتقدم دولة الإمارات وتحقيق منافع اقتصادية مشتركة بعيدة المدى".
ونوه بأن الموارد الهيدروكربونية ستظل ضروريةً لدعم نمو الاقتصاد العالمي لعقودٍ قادمة، إلا أن أساسيات قطاع الطاقة قد تغيرت وانتهت حقبة "مزاولة الأعمال كالمعتاد".
وقال "ندرك في أدنوك هذا الواقع الجديد، ونحن مستمرون في التزامنا الراسخ بالتركيز على رفع الكفاءة وتحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط ننتجه، لقد خفضنا التكلفة التشغيلية للإنتاج، ورفعنا هامش الربحية، وعززنا الهيكلة المالية لضمان الإدارة الذكية لرأس المال والأصول".
 
وأضاف أن الطرح العام الأولي الناجح لأسهم شركة أدنوك للتوزيع العام الماضي، يعكس التزامنا بتطبيق الفكر التجاري في كافة الجوانب فيما نعمل على تنفيذ استراتيجيتنا المتكاملة 2030 للنمو الذكي والتي تركز على، تعزيز العائد الاقتصادي والربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وتعزيز القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، وضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، واتباع أسلوب التفكير الاستباقي والمرن في مجال التسويق والتجارة.
الاستكشاف والتطوير
وقال الدكتور سلطان "إن الاستكشاف والتطوير والإنتاج سيبقى الجوهر الأساسي لأعمالنا تماشيًا مع التزامنا باستمرار دورنا كمزودٍ عالمي موثوق للنفط الخام بتكلفةٍ اقتصادية تنافسية، وفي الوقت ذات، فإننا مدركون لحقيقة أن مجال النمو الأكبر هو في التكرير والمشتقات والبتروكيماويات، حيث سينمو الطلب على البتروكيماويات والبوليمَرات بأكثر من الضعف خلال الـ 20 عامًا القادمة، ويأتي ما يزيد على ثلثي هذا النمو من أسواق تقع إلى الشرق من أبوظبي".
وأضاف "تنفيذًا لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، سنبني على الركائز الصلبة لمجمع الرويس الصناعي، وسنعمل على تطويره وتوسيعه.. لتزداد طاقة تكرير الخام بمقدار الضعف، وإنتاج البتروكيماويات بمقدار 3 أضعاف، ونستثمر، بالتعاون مع الشركاء، 45 مليار دولار لبناء أكبر مجمع متكامل في موقع واحد في العالم للتكرير والبتروكيماويات".
وقال "إن المجموعة تركز على استثمار المزايا العديدة التي توفرها أبوظبي في مجال التكلفة والجودة، والتي تشمل، وفرة الخام المحلي عالي الجودة، ومجالات التكامل والبنية التحتية الجاهزة، والموقع الجغرافي المركزي في قلب حركة التجارة العالمية، وسنبني على الإرث العريق الذي رسخته أبوظبي على مدى أكثر من نصف قرن بصفتها شريكًا موثوقًا يوفر بيئة أعمال مستقرة، وسنقوم بتطوير الشراكات الحالية ونرسي شراكات استراتيجية جديدة، ونركز على التعاون مع الشركاء المستعدين للاستثمار معنا محليًا لننمو سويًا عالميًا".
وأضاف "بالتعاون مع الشركاء، سنقوم بالبناء على أصولنا المتميزة في مجال المصافي والتكرير، ونعمل على تطويرها وتوسعتها وزيادة طاقتها الإنتاجية إلى ما لا يقل عن 1.5 مليون برميل يوميًا".
وسنقوم ببناء إحدى أضخم الكسارات في العالم القادرة على التعامل مع مختلف أنواع الخام باستطاعة 1.8 مليون طن، ونبني وحدة للعطريات قادرة على معالجة ما يزيد على 1.6 مليون طن سنويًا.

وقال "إن هذه الخطوات تمكننا من إنتاج كميات ضخمة من جميع المواد الأساسية اللازمة للصناعات الكيماوية، وسنقوم ببناء مجمع للمشتقات والصناعات التحويلية لتصنيع منتجات نهائية في نفس الموقع.. لتكتمل بذلك الحلقة الأخيرة في سلسلة القيمة للبتروكيماويات، ولنقدم مساهمة كبيرة لجهود تنويع الاقتصاد في دولة الإمارات".

وأكد أن نتائج هذه الاستثمارات ستكون ملموسة وذات أثر بعيد المدى، وتحقق عائدات مجزية لـ "أدنوك" وشركائها، وأيضًا - وهذا عنصر بالغ الأهمية - وتعزز القيمة المحلية المضافة، وتسهم في توفير ما لا يقل عن 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2025، ونمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنحو 1% سنويًا.

وقال "يرى البعض أن عصر النفط يقترب من نهايته، والحقيقة هي أبعد ما يكون عن ذلك بل هي العكس تمامًا، إذ إن النفط سيبقى حيويًا لقطاع النقل والمواصلات، وستزداد أهميته كمكونٍ أساسي للمنتجات اليومية، فالنفط مكون أساسي في السيارات والنقل والزراعة والبنية التحتية والرعاية الصحية وأشباه الموصلات".

وأوضح "كل شيء حولنا.. بدءًا من المواد المُركّبة لأجزاء السيارات الخفيفة.. مرورًا بمواد عزل أسلاك الجهد العالي.. ولدائن النانو للشرائح الصغيرة..كلها تساعد في تمكين عالمنا المعاصر وتحسينه.. وكل ذلك بفضل جزيء الهيدروكربون المتواضع".