وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان

كرمت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، المؤسسات الحكومية والأفراد الفائزين في فئاتها المختلفة.

وأعلنت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، تحت رعاية الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، اختيار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي، الشخصية الإعلامية المؤثرة في الاتصال الحكومي على مستوى المنطقة، وتسلّم الجائزة نيابة عن سموّه، محمد الرئيسي.

وجاء اختيار اللجنة له نظراً لكونه أحد رواد منظومة الاتصال الحكومي الوطنية، فضلاً عن الإسهامات الكبيرة واضحة النتائج في تصميم السياسة الخارجية لـدولة الإمارات، التي تتسم بالحيادية والاعتدال واحترام سيادة الدول والقانون الدولي والمبادئ الأساسية للأمم المتحدة، إضافة إلى تشجيع سموّه وتبنّيه للكثير من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الوطن العربي والعالم.

وجاء اختياره لما عرف عنه من مناصرته الدائمة لوسائل الإعلام واحترامه للإعلاميين ورعايته للرسالة الإعلامية والصحافية السامية، وحرصه على التواصل الدائم مع مختلف أفراد المجتمع.

ونجح في دعم جهود القيادة عبر مساهمته في إرساء مفهوم القوة الناعمة لبناء وتقديم السمعة المتميزة لدولة الإمارات، التي مثلت جسر انفتاحها على العالم، ومكنت من تكريس علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها مع مختلف الشعوب والحضارات والثقافات.

وحذّر خبراء من النتائج السلبية لتناقل المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون التأكد من دقتها أو مدى صدقيتها.

وشهدت فعاليات اليوم الثاني من الدورة السادسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، جلسة بعنوان: "دور وسائل التواصل الاجتماعي في الانتقال من المشاركة إلى الشراكة الفعلية"، وناقشت كيفية توظيف الحكومات والدوائر الرسمية لوسائل التواصل الاجتماعي من أجل بناء علاقة فاعلة ومؤثرة مع الجمهور تسهم في دعم مساعي التنمية الرسمية.

وأكد عالم الاجتماع والطبيب مدير مختبر الطبيعة البشرية في جامعة ييل الأميركية، الدكتور نيكولاس كريستاكيس، أن من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي أنها تتيح للناس إمكانية إخفاء شخصياتهم الحقيقية ونشر معلومات مغرضة، داعياً الحكومات والجهات الرسمية الى استحداث وسائل تكشف الأخبار المزيفة وتدعم الحقائق.

وأكد أهمية الحضور الدائم للحكومات وبرامجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لما لهذا الحضور من أهمية في تعزيز علاقات التفاعل والمشاركة الفعلية.

وأكد عضو المجلس الوطني الاتحادي، سعيد صالح الرميثي، ضرورة الصدقية والشفافية في التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي، لتؤدي دورها الإيجابي في بناء علاقات حقيقية بين البشر.

وذكر الرميثي إن "عزوف بعض الدول عن إشراك الشباب في صياغة القرارات والبرامج المختلفة، أمر غير منطقي، خصوصاً بعد أن مكنتهم وسائل التواصل من التعبير عن أنفسهم ومن التأثير في الرأي العام"، مشدداً على "ضرورة أن يكون لكل مؤسسة متحدث رسمي مهمته توفير المعلومات الدقيقة والموثوقة للجمهور".

أما الشريك المؤسس الرئيس التنفيذي للابتكار في مختبرات الدبلوماسية، أشرف زيتون، فأكد "ضرورة ملء الفراغ المعرفي والمعلوماتي من قبل المؤسسات والدوائر الرسمية، حتى لا تتمكن جهات خارجية وغير مسؤولة من تسريب أخبارها الزائفة التي قد تؤثر سلباً في العلاقة بين الحكومة والجمهور".

واعتبرت الأمين العام للجمعية العالمية للشباب مديرة المعهد العالمي للشباب، إيديولا باشولاري، أنه "من الضروري التركيز على نوعية وكفاءة الرسائل الموجهة للشباب من قبل الحكومات"، مشيرةً إلى أن "التوعية بمخاطر الإنترنت، بما فيها سوء الاستخدام وتزييف الأخبار والحقائق، هي السبيل الأمثل للوقاية في هذا العالم الافتراضي المفتوح".

وتقدّم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بالشكر الجزيل للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على تشريفه بهذه الجائزة، مضيفاً "أنا لست إعلامياً، ولكن نمط الحياة اليومي يفرض على كل فرد منا أن يتعامل مع وسائل الاتصال، سواء كانت التقليدية أو الحديثة، وبشكل دوري، وأعتقد أننا جميعاً أمام تحدّ كبير فرضته وسائل التواصل الاجتماعي، هذا التحدي هو تحدي المصداقية، ومن السهل أن يصل صوت أيّ منا عبر تلك الوسائل إلى كل مكان، ولكن نحتاج إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا، حتى نكون صادقين مع الناس".

وأضاف: "كلنا نحمل مسؤولية أمانة تلك الكلمة، هذه الأمانة تنبع من القيم التي تأسس عليها الإنسان، لهذا فإننا بأمسّ الحاجة إلى أن نتذكر منظومة القيم التي تأسس عليها هذا الوطن الكريم، لتكون منهجاً لنا في كل وقت ومكان".

وأطلق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، خلال كلمته في حفل تكريم الجائزة كتاب "أفضل الممارسات في الاتصال الحكومي"، الذي يتضمن تجارب مهمة في تطوير علوم الاتصال الأكاديمي، ويشكل مرجعية معرفية للأفراد والمؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع الدول العربية.

ولفت إلى توسعة فئات الجائزة التي أتاحت مشاركات جديدة متميزة ونوعية من دول مجلس التعاون الخليجي، وشكلت إضافة قيّمة لإنجازات أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف أن التجارب المتقدمة للجائزة تكشف أسرار تطور وتقدم المجتمعات، كون الاتصال في مقدمة أولويات العمل في دول مجلس التعاون الخليجي، التي أخذت مكانتها البارزة في صدارة دول العالم.