الدكتور أنور قرقاش

كشف الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الخطاب المنفّر لسليمان الندوي في مسقط، واستقبال القرضاوي له، يؤكد مجددًا احتضان الدوحة للتطرف والكراهية، أحسنت عُمان بطرده وأخفقت قطر باستقباله، وأضاف في تغريدات على حسابه في "تويتر "ما قاله سليمان الندوي في خطابه المقزّز لا يمكن السكوت عليه، خطاب تحريض بغيض، وعلى الدوحة أن تقطع علاقاتها مع ارتباطاتها التي سببت أزمتها

وختم قائلًا "تعاملت عُمان بحكمة وحسم مع خطاب الندوي المقيت، والدوحة مطالبة بقطع علاقاتها المأزومة، استقبال القرضاوي للندوي استمرار للخيارات الخاطئة"، وكانت الجهات المختصة في سلطنة عُمان، طالبت الداعية المتطرف سليمان الندوي "هندي الجنسية"، بمغادرة البلاد بعد أن أساء إلى السعودية، ودول خليجية أخرى.

وعبّرت وزارة الخارجية العُمانية، في بيان لها، عن استنكارها لما أدلى به الندوي في المحاضرة التي ألقاها أمام كلية العلوم الشرعية في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، والتي خرج فيها عن النص بأسلوب لا يتفق مع مبادئ السلطنة ونهجها وسياستها، منوهة إلى أن الجهات المختصة في السلطنة اتخذت إجراءات بشأن المذكور، علمًا أن الداعية الهندي المتطرف، تهجم على رموز السعودية، وأشاد بجماعات متطرفة ورموزها، وفي مقدمتهم زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي الذي وجّه إليه الندوي رسالة قال فيها "من سلمان الحسيني الندوي، سبط أبي الإمام أبي الحسن علي الندوي، أحد خدام الإسلام، إلى أمير المؤمنين أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام، السيد أبي بكر البغدادي الحسيني - حفظه الله تعالى - ونفع به الأمة، ورفع به راية الإسلام، فضيلة الشيخ القائد الإسلامي، إنني متابع منذ زمن لأخبار الدولة الإسلامية، وكنت متحمسًا جدًا حيال ذلك، كما تابعت أخبار أفغانستان من أيام الجهاد ضد السوفييت. كانت الخلافات بين التنظيمات المقاتلة في سورية أمرًا سيئًا بالنسبة لنا، ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، سمعنا الخبر السار بأنك استوليت على الموصل في العراق وحققت النصر على الطاغية المالكي"

ومما جاء في خطاب الداعية المتطرف للبغدادي "لقد استمعت إلى خطابكم الذي ألقيته قبل يومين، يوم الجمعة في رمضان في مسجد جامع الموصل، نحن ندرك أن كل القبائل السُنية معك، والمنظمات الجهادية لا تريد أن تحارب ضدك، وقد قبل كل بالدور الذي يلعبه، وقبلت بك أميرًا للمؤمنين"، ولا يعد ظهور الندوي من قطر أمرًا مفاجئًا، باعتبار الدوحة محطة رئيسية له، فكان أول من اعترف في شبه القارة الهندية، بما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وقدم تهنئته الشخصية لـ البغدادي في رسالة وجهها إليه بمناسبة توليه منصب الخليفة، في الدولة المزعومة.

وأعرب الندوي الذي منحه النظام القطري، صلاحية إلقاء خطبه أمام طلاب كلية أحمد العسكرية في رسالته المفتوحة عن شكره للبغدادي "بإرساله الممرضات الهنديات إلى الهند سالمات مأمونات، وكن بعد وصولهن إلى الهند أشدن بمعاملة رجال البغدادي"، وطالب كذلك السعودية بعدم وصف المتطرفين بـالإرهابيين أو معاداتهم، وعدم إلقاء القبض عليهم، باعتبارهم على حد وصفه شبابًا مخلصًا يقاتل من أجل قضايا نبيلة"، وفق ما قال.

وجاء في رسالته التي وجهها إلى الحكومة السعودية، دعوته إلى تكوين جيش إسلامي عالمي، متكفلًا هو بجلب 500 ألف متطوع من شبه القارة الهندية، قائلًا "كفى لكم أن تجهزوا جيشًا قويًا عرمرمًا للشباب المتطوعين من شبه القارة الهندية، وأعدوا جيشًا قويًا مكونًا من شباب العالم الإسلامي، ثم لا تحتاجون إلى الجيش الضعيف الهرم من شباب الدول الخليجية المترفة المتعمقة بالبذخ والترف"

وقال الندوي "بما أن أرض الحرمين هي قلب خفاق للأمة الإسلامية وقطب للعالم الإسلامي، فيجب إخراج اليهود والمسيحيين فلا مجال فيها لليهود الملعونين أو النصارى الضالين لذلك يقع على الحكومة السعودية إخراج المسيحيين واليهود من الجزيرة العربية، فهي أرض خالصة وحرم عظيم للمؤمنين"

وفي رسالة كان نشرها عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، وصف الداعية الهندي حفيد أحد أعلام الإسلام السياسي "أبو الحسن الندوي"يوسف القرضاوي، بإمام المسلمين بلا منازع"، قائلًا "اتفقت الحركات والجماعات والمنظمات الإسلامية كلها من كل بلدان العالم الإسلامي في اتحاد العلماء المسلمين على إمارتك ورئاستك، إن من يتهمونك بالتطرف أقزام، أشرار، وأوغاد، لقد كان السيد الإمام أبوالحسن الندوي سطر بقلمه عن الإخوان، إنه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، وقد ظهر المنافقون، وكان رحمه الله، كتب في الإشادة بمكانتك كلمات رائعة عظيمة"

ودعا الندوي، أحد خطباء جامع محمد بن عبد الوهاب، في الدوحة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني، حسن روحاني، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إلى تكوين جبهة موحدة في كل من سورية والعراق واليمن، تشارك فيها تركيا ممثلة عن السُنة وإيران ممثلة عن الشيعة.

وأضاف "الأمة الإسلامية الآن في هذه الأزمة في دول الخليج، وهذه الهجمة الشرسة المتسارعة على دولة قطر لإيوائها الإسلاميين، ووقوفها مع حماس، ومع الإخوان ومع الجماعات الإسلامية، واتهامها بوقوفها مع إيران، خلقت حالة من الحرب المعلنة ضدها لتركيعها"، واستنكرت الأوساط الشرعية والثقافية في شبه القارة الهندية، الدعوات التي أطلقها الداعية سلمان الندوي، بشأن تطبيق "الخلافة الإسلامية"، وتأييده لزعيم تنظيم "داعش" بصورة علنية، مطالبين السلطات في الهند بسحب الجنسية الهندية منه.